You dont have javascript enabled! Please enable it!
أعلام وشخصياتسلايد

باسل  عمر حريري- الدَّكتُور محمَّد خير عمر الحلوانيُّ

باسل  عمر حريري – التاريخ السوري المعاصر

الأُستاذُ الدَّكتُور محمَّد خير عمر الحلوانيُّ، رَحِمَهُ الله تعالى وغَفَرَ لَهُ

وُلِدَ فِي حَلَبَ الشَّهباءَ عامَ 1933- 1987م -1352هـ-1407هـ

 تَلقَّى تَعلِيمَهُ الأوَّليَّ فِي مدارِسِ حَلَبَ، ثُمَّ تَابَعَ دِراسَتَهُ بِدِمشقَ، وتخرَّجَ فِي قِسمِ اللُّغةِ العربيَّةِ بِجامِعةِ دِمشقَ، نِهاية الخَمسِينياتِ من القرنِ المُنصَرِمِ.

 مارَسَ التدرِيسَ في مدارِسِ حلَبَ وثانوِياتِها ومَعاهِدِها العالِيةِ، فَتَرَكَ أثراً طيِّباً في كلِّ مكانٍ شُرُفَ بِهِ، فَبَعدَ أكثرَ من رُبعِ قرنٍ مَضَى على تدريسِهِ فِيهَا، كانَ أَساتِذةُ ثانويّة المعرِيِّ يذكرونَهُ بِخيرٍ، وقَد سأَلُونِي عَنهُ مِراراً وتَكراراً، كانَ ذلِكَ عام 2000م.

 نَهَلَ مِن مَعينِ علماءِ العربيَّةِ الشَّام فِي جامعةِ دِمشقَ، ومِنهُم الأستاذ الشَّهيد الدُّكتور صبحِي الصالح، والأستاذ سعيد الأفغاني الَّذي كانَ درّسُهُ النَّحوَ وعلومَ العربِيَّةِ، وقد وَجَّهَهُ إلَى تَخصُّصِهِ الَّذِي نَبَغَ فِيهِ، وكذلِكَ علَّامةُ الشَّام أحمد راتب النَّفاخ، ولا غرابَةَ أنَّ العلَّامةَ المرحوم رمضان عبدالتوَّاب قد قالَ لَهُ فِي مناقَشَةِ رسالتِهِ في الدكتوراه: ” أنتَ السُّورِيُّ العَالِمُ ولا تَقِلُّ شَأناً عن أستاذِكَ الدَّقِيقِ أحمد راتب النفَّاخ “. تَغمَّدَ اللهُ الجميعَ بِواسِعِ رَحمتِهِ.

 حَصَلَ علَى درجةِ المَاجِستير مِن جَامِعةِ بغداد وأستاذه العلَّامة الدكتور مهدي المخزومي، كما حَصَلَ علَى دَرجةَ الدُّكتوراه مِن جَامعةِ عين شمس بِالقاهرة 1974م.

  عَمِلَ مدرِّساً في -جامعةِ تِشرين- باللاذقية مُنذُ تأسيسِها، عام 1973م، إلى عام 1979م، وكانَ عميداً لِكليَّة الآدابِ والعُلُومِ الإنسانيَّة، ومُنظِّماً لِقِسمِ اللُّغةِ العربيَّة، وقَد تَعرَّضَ لِلمضَايَقاتِ كثيراً.

 درَّسَ أيضاً في المملكة المغرِبِيَّة- جامعة محمد الأول بوجدة أستاذاً للنَّحو العربِيِّ بين 1979م-1982م، والإمارات العربِيَّة المُتَّحِدةِ جامعةِ العَين، وفي جامعة القصِيم بِالمَملَكةِ العَربيَّة السُّعوديَّة، ثُمَّ عَادَ إلَى حَلَبَ محاضِراً للأسفِ، وغادَرَهَا ثانِيةً إلَى الإماراتِ، فَما أَشبَهَ حياتَهُ بِحياةِ سيبويهِ، لكن لم يَستطِعْ أحدٌ أنْ يناظرَهُ أو يَتقدَّمَ علَيهِ، ومِمَّن ناظَرُوهُ الأستاذ المرحوم عبدالوهاب الصَّابُوني الَّذِي تَميَّزَ بِعَصَبِيَّةٍ حادَّةٍ، وذلِكَ مُنتَصفُ السَّبعِينيَّات علَى صَفَحاتِ صَحِيفَةِ الجماهِيرِ.

 أَنجَزَ العَديدَ مِن الدِّراساتِ القَيِّمةِ فِي مُختَلَفِ المَجَالاتِ الأَدَبِيَّةِ واللُّغويَّةِ، إلَى جانِبِ عَمَلِهِ الدَّؤوبِ فِي تَحقِيقِ عَددٍ مِن النُّصوصِ التُّراثِيَّةِ المَرمُوقَةِ، نَذكُرُ مِنهَا :

1-المفصل في تاريخ النحو العربي قبل سيبويه ،ج1، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، دار الفرقان للنشر والتوزيع، سنة 1979.

2-الواضح في علم الصرف ، من مطبوعات دار المأمون للتراث، سنة 1987.

تحدَّث الكتاب عن علمي النَّحو والصَّرف, وأوضح اختصاص كل منهما في الدراسات اللغوية المتشعبة. فالنحو هو العلم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلمات العربية من بناء وإعراب وما إلى ذلك..أمَّا علمُ الصَّرفِ فهو العِلم الذي يبحث فِي أبنيةِ الكلِمةِ العربيَّةِ وصِيغِها ، وبيانِ حُروفِها من أصالةٍ أو زيادةٍ أو حذفٍ أو صحَّةٍ أو إعلالٍ أو إبدال…فهو يبحث في أحوال الكلمات التي ليست بإعراب ولا بناء.

3- النحو الميسر ، الناشر: دار المأمون للتراث بسورية ، سنة 1997م،

وهو كتاب أثنى وأطرى عليه عدد من العلماء والباحثين في علوم اللغة العربية ، وذكروا له محاسن ومناقب جمّة.

4- المنجد في الإعراب والبلاغة والإملاء، تطبيقات وقاعدات ، تأليف : محمد خير حلواني وبدر الدين حاضري، الطبعة الرابعة ، دار الشرق العربي ،بيروت.

5-سحيم عبد بني الحسحاس، مكتبة دار الشروق، سنة 1972.

6-المختار من أبواب النحو : بحوث في الجمل وأشباهها وبعض أبواب النحو وأادواتها ، مكتبة الشروق، سنة 1395هـ.

7- تحقيق كتاب : مسائل خلافية في النحو، لمؤلفه : عبد الله بن الحسين العكبري، المتوفى سنة 616هـ، عن دار المأمون للتراث، سنة 1350هـ.

8-تحقيق شرح لامية العرب ، لمؤلفه : عبد الله بن الحسين العكبري، عن دار الآفاق الجديدة.

9- المنهل من علوم العربية : اثنان وأربعون نصًّا شعريًّا ونثريًّا مدروسة دراسة لغويَّة ونحويَّة وصرفيَّة، المكتبة العربية ، سنة 1388هـ.

10- المغني الجديد في علم الصرف، دار الشرق العربي بحلب.

11- الواضح في علم الصرف، دار المأمون للتراث سورية ، سنة 2011م.

12- الواضح في النحو، دار المأمون للتراث، سنة 2000م.

 كلمة حقّ وشهادة أُودِعُها أهل اللغة والنحو:

  يُعَدُّ الدكتور محمد خير الحلواني رَائِداً مِن رُوَّادِ تَجدِيدِ النَّحو العربِيِّ، وعلمًا مِن أعلامِ تيسير النَّحو العربِيِّ لدى النَّاشِئة؛ لأنّ ما أَتَى بِهِ فِي عِلمِ النَّحو عُدَّ مُتميِّزاً عن غَيرِهِ مَضمُونًا ومَنهجًا، وَقَد عنوَّن الأستاذ الدكتور شوقِي المَعرِيُّ مقالته بـ ” الدكتور محمد خير الحلواني رائِدٌ في تَجدِيدِ النَّحو العربِيِّ “، اعترافًا مِنهُ بأنَّهُ رائدُ التيسير النَّحويّ ؛ لأنَّهُ مارَسَ التَّدريسَ فِي مراحِلِهِ العِلميَّةِ كُلِّها، ومَنْ يَعمَلْ بِالتَّدريسِ يَكتشِفْ حقائِقَ وَاقِعيَّةً مَلمُوسَةً قد تَكُونُ خَفِيَّةً علَى الطَّالبِ أو المُتعلِّم، فهو يريد أن يقربها من ذهن الطالب الذي صعُب عليه اصطلاح القدامى مرة، ومفهومه الاصطلاح المبثوث في آرائهم النحوية مرات عديدة، فكان هدف الحلواني أن يُقدِّم المادَّة النحويَّة التطبيقيَّة الوظيفيَّة تقديماً فِيهِ اختِصارٌ دَقِيقٌ غيرُ مُخلّ بِالمادَّةِ النَّحويَّة، وتَقديمٌ سهلٌ شائِقٌ مَشفُوعٌ بِالشَّواهِدِ التَّوضِيحيَّةِ السِّياقيَّةِ الطَّبيعيَّةِ غَيرِ المُصطَنَعةِ، وتَقديمٌ يُركِّزُ علَى فَهمِ المَعنَى العامِّ لِلجُملةِ العَربِيَّة؛ لأنَّ الإعرابَ فَهمُ المَعنَى أولاً وأخِيرًا…

  عُرِفَ بِتَفانيهِ وإخلاصِهِ فِي عملِهِ، وبِسِيرتِهِ العطِرةِ، وبِحرصِهِ علَى العِلمِ والتَّعليمِ؛ فكانَ مَوضِعَ احترامِ الجَميعِ، وتقديرِ عامَّة النَّاسِ وعُلمَائِهِم، وقَدْ تمَثَّلَ الإحسانَ فِي عِلمِهِ وخُلُقِهِ، كما كانَ دَرسًا فِي اللِّينِ والرِّفقِ والتَسامُحِ، إِضافةً إلَى نُبلِهِ وَرِفعَةِ أَخلاقِه، فعلى الرغم من أنَّ التُّراثَ النَّحويَّ كانَ طَيِّعاً بَينَ أصابِعِهِ إلاّ أنَّه كانَ مُتَواضِعًا، مُعتَنِيًا بِطَلَبَتِهِ مُوصِيًا بِهِم.

 أَشرَفَ علَى العَديدِ مِن البُحُوثِ الجَامِعِيَّةِ فِي تَخُصُّصِ اللُّغةِ والنَّحو، وَكانَتْ فُرصَةً سَانِحةً لِطَلَبَتِهِ كَي يَنهَلُوا مِن مَعِينِ عِلمِهِ الصَّافِي، وَيَتشَبَّعُوا مِن مَنهَجِهِ المُتَمَيِّزِ فِي البَحثِ والتَّدقيقِ والتَّنقِيبِ، وأنْ يَتَعرَّفُوا عن كثبٍ علَى مُمَيزاتِ شَخصِيَّتِهِ البَحاَّثة، فَوَجَدُوهُ إنسانًا عالمًا، يُقدِّم لطلبتِهِ المثالَ الأعلَى فِي حبِّ العَربِيَّةِ، والدِّفاعِ عَنهَا، والمُحافَظَةِ علَيهَا.

  أَوصَى- رَحِمَهُ اللهُ- أنْ يُكتَبَ علَى قبَرِهِ:

أَمِنْ بَعْدِ ما طَوَّفْتُ شَرْقاً ومَغْرِباً وَجُبْتُ فَيافي الفِكْرِ في السَهْل وَالوَعْرِ

أَموتُ فلا تبكي علــيَّ قصـيدةٌ وَلا عابرٌ في الدَرْبِ يَسْأَلُ عَنْ قَبْـري

وَلَمْ يُبْقِ لي صَـرْفُ المَماتِ مَفاخراً أَتِيهُ بِها غَيْرَ التَعَبُدِ وَالذِّكْرِ

رَحِمَ الله أستاذنا الأستاذ الدكتور محمد خير الحلواني وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن النحو العربي وطلابه خير الجزاء.

– المصدر :بقلم الدكتور سعدالدين إبراهيم المصطفى أستاذ النحو والصرف المشارك بجامعة طيبة



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

تعليق واحد

  1. نشكر لكم هذا العمل الجليل الذي يوثق أعلام سورية لتستفيذ الأجيال القادمة ولكي لا ننسى فضل هؤلاء الأعلام علينا .

    وأشكركم على وضع السيرة الذاتية للوالد الدكتور محمد خير حلواني رحمه الله على وأشكر كل من ساهم وعمل على بنشرها وإلى مزيد من التقدم .

    وكنا قد عملنا صفحة للوالد رحمه الله على Facebook وضعنا فيها الكثير من كتبه بشكل pfd ليستفيد منها كل طلبة العلم ولتكون له علم ينتفع به .

    أيمن محمد خير حلواني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى