محافظة دمشق
المئذنة العمرية أو مئذنة بني الحجيج
الباحث عماد الأرمشي – التاريخ السوري المعاصر
المئذنة العمرية ومنهم من يُسميها بمئذنة بني الحجيج ، حسب تسمية الدكتور محمد أسعد طلس طيب الله ثراه في ذيل تحقيقه لثمار المقاصد في ذكر المساجد ، نسبة إلى ( علاء الدين بن الحجيج ) وقال :
هذه المئذنة ، مئذنة بني الحجيج أخذت رقم – 26 – بباب شرقي .. الخراب . ولها مسجد صغير … ليس فيه شيء يُذكر ، سوى مئذنته المنفصلة عنه الواقعة على قنطرة زقاق الكنيسة الأرثوذكسية ، ويفصل الطريق بين المسجد والمنارة ، وهي منارة حجرية مثمنة يصعد إليها بدرج من الزقاق عدد درجاته خمس عشرة درجة . أقول و المئذنة والمسجد الصغير بجانبها لا يزالان يُعرفان إلى الآن ( 1942 ) ببني الحجيج .
ولهذه المنارة قصة … ذكرها المحبي في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للتعريف بالشيخ أحمد بن يونس العيثاوي فقال:
أن الذي بناها ( علاء الدين ابن الحجيج ) وكان تاجراً كبيراً في دمشق ، ولما أراد بناءها في ذلك المحل ، أختلف علماء وقته في جوازه .
فأفتى الشيخ ( إسماعيل النابلسي ) الشافعي بعدم جواز بنائها ، حذار من أن يكون إشهار الآذان بها سبباً لسبب النصارى دين الإسلام.
عملاً بما جاء في الآية الكريمة في سورة الأنعام / 108 : (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون )) .
وأفتى الشيخ ( أحمد بن يونس العيثاوي ) الشافعي بجواز البناء . فمال القاضي الشيخ ( مصطفى بن بستان ) إلى قوله . ومال نائب الشام ( حسن باشا ) إلى فتوى النابلسي .
ثم بنيت بأمر القاضي ، بعد أن بذل النصارى للوزير مالا جماً لمنع بنائها …
وألف العيثاوي رسالة استند بها على ما قاله ، وكان ذلك قبل التسعين وستمائة أي ما يوافقه عام 1582 للميلاد .
وأضاف الأستاذ / محمد بسام سلام الباحث (الاجتماعي والاقتصادي والسياسي) في تاريخ دمشق بالقرنين التاسع عشر والعشرين ، تعليقاً على المئذنة فقال :
يتجنب الناس التحدث عن هذا المسجد ، وأين هو الآن ، ويروى أن السيد محسن الأمين العاملي ، وفي مبادرة لتشديد أواصر الوحدة الوطنية بين أهل المنطقة من مسلمين ونصارى، حيث أن مشكلة كانت تؤرق الأخوة النصارى .
فالجنازة تمر حتما من تحت المسجد … وهذا يعني مرورها من تحت أقدام المسلمين ، وعرض البطريرك أراض بديلة من أوقاف الكنيسة ، ولكن السيد محسن الأمين الذي تزعم مقاومة للاستعمار الفرنسي ، رفض البدائل ، وحل المشكلة من جذورها بإزالة بناء المسجد .