ولد فوزي القاوقجي في طرابلس في التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 1890م.
شارك ضمن القوات التركية في الحرب العالمية الأولى.
القاوقجي ومعركة ميسلون:
انضم إلى القوات الفيصلية وشارك في معركة ميسلون.
القاوقجي في الثورة السورية الكبرى:
شارك في الثورة السورية الكبرى، قاد معركة حماه التي استهدفت ضرب الثكنة العسكرية الفرنسية واحتلال المدينة. اثر انطفاء جذوة الثورة التي دامت بضعة أعوام.
ثم قاد عدة معارك في الغوطة الشرقية، وأصدر خلال ذلك عدة بيانات باسم القيادة العامة لجيوش الثورة السورية في الغوطة وسائر جهات الشمال.
بعد ذلك انتقل القاوقجي للعيش في المملكة السعودية وبقي حتى العام 1932.
الانتقال إلى العراق:
في العام 1933، انتقل القاوقجي الى العراق، والتحق في الكلية العسكرية، قسم الخيالة. كانت الحالة على أشدها في فلسطين عام 1936م.
القاوقجي في فلسطين 1936:
غادر القاوقجي العراق ليقود الثورة المسلحة في فلسطين، طوال ثلاثة أعوام. وحين خمدت نيران الثورة، وخلال ذلك أصدر عدة بيانات ونداءات لدعم الثورة.
ففي بيان أصدره في الثلاثين من تشرين الأول عام 1936 وحمل توقيع فوز الدين القاوقجي .. القائد العام للثورة العربية في فلسطين، قال فيه: ( إن قضية فلسطين المقدسة- بعد نداء ملوكها وأمرائها العرب- وتعهدهم في إنالة البلاد حقوقها أصبحت قضية عربية وقضية كرامة وشرف للملوك والأمراء وللأمة العربية كافة. وأصبح كل فرد عربي مشترك في هذه القضية ومجبر على الدفاع عن هذه الكرامة وهذا الشرف. وما كان الخصم ليصغي إلى النداآت أو ليقبل المهادنة لولا الضحايا التي قدمت في انتصارات المعارك الأخيرة، ولولا هذه الانتصارات لكان مصير التوسط الأخير كمصير التوسط الأول الذي رده الخصم باستهتار، معتمداً في ذلك على نجداته الكبيرة التي قرر إدخالها الميدان، وأمل بوجودها القضاء على الثورة.
لهذا ترى قيادة جيش الثورة اعتماداً على ضمانة الملوك والأمراء وحفاظاً لسلامة المفاوضات، ولعدم جعل أية ذريعة للخصم يتذرع بها للعبث في الحقوق المضمونة، أن يترك الميدان مرابطاً بجميع قوى الجيش بعد أن لم يبق له أي عمل وأنها لتعاهد أن يكون جيش الثورة طلائع الجيوش العربية التي سوف تسرع لإنقاذ فلسطين، وأنها ستعود إلى العمل على نفس النظام الذي أنهى به حركاته المجيدة، فيما إذا تصلب الإنتداب ولم يعط البلاد حقها.
العودة مجدداً إلى العراق.
عاد القاوقجي الى بغداد، وشارك عام 1941 في حرب رشيد عالي الكيلاني التي شنها ضد الانكليز.
قاد القاوقجي معركة “الرطبة” على الحدود الأردنية، وقد جرح فيها قائد الجيش الأردني غلوب باشا الملقب بـ “أبو حنيك”.
معركة “تدمر” سببت للقاوقجي ما يزيد على الأربعين اصابة مما استدعى نقله الى المانيا واستمر فاقد الوعي لمدة سنتين. وبقي القاوقجي في المانيا خلال الحرب وبعدها، فتزوج من مواطنة المانية، وعاش معها في القطاع الذي احتله الروس، في حالة فقر مدقع.
القاوقجي وحرب فلسطين:
يعد من أبرز قادة جيش الإنقاذ في فلسطين، وقاد مــجـمـوعـة الـمـنـطـقـة الـوسـطـى بينما قاد أديب الشيشكلي المجموعة الشمالية.
تألفت مجموعة القاوقجي من سبعة أفواج :
1) فوج اليرموك الأول : بقيادة المقدم محمد صفا (سوري)، والذي دخل فلسطين يوم 22 كانون الثاني 1948 وتمركز مابين مدينتي ” جنين وبيسان ” ، وخاض معارك عدة أهمها معركة ” الزرّاعة ” . وبعد دخول الجيوش العربية انتقل الى الجليل في الأيام الأولى من حزيران 1948 ..
2) فوج الحسين : قاده الرائد (رئيس أول) محمود الهندي (سوري) .وقد تمركز في المثلث ، ثم جرى تعديل على التشكيلات طالت هذا الفوج ، فتم توزيع سراياه على ا الأفواج الأخرى .
3) فوج القادسية : الذي قاده المقدم العراقي مهدي صالح العاني ، والذي دخل فلسطين في شهر شباط 1948 واشترك في معارك ” مشمار هاعيميك – باب الواد – القدس ” ، ثم تم دمجه في فوج أجنادين .
4) فوج أجنادين : قاده الفلسطيني ميشيل العيسى ، واشترك هذا الفوج في معارك ” ترشيحا – يافا – باب الواد .- ثم أتته الأوامر بالانتقال الى الشمال .
5) فوج حطين : قاده العراقي النقيب مدلول عباس ، وقد تمركز في منطقة طوباس وشارك في معارك ” مشمار هاعيميك – والقدس في البداية ، ثم في معركة الناصرة والشجرة عندما انتقل الى الشمال ، وقد تكبد هذا الفوج خسائر كبيرة .
6) فوج اليرموك الثالث : قاده الرائد عبد الحميد الراوي (من العراق) دخل القدس ورام الله ، واشترك في معركتي باب الواد والقدس .
7) فوج العراق : قاده المقدم عادل نجم الدين ( من العراق) ، ودخل يافا في شهر شباط 1948 ، وبقي فيها حتى شهر نيسان من العام نفسه.
القاوقجي في الوثائق البريطانية:
أفرجت عن ملف خاص بالقاوقجي كان من المفترض الافراج عنه عام 1967، لكنها احتفظت به 20 سنة اضافية نظراً لدقة مضمونه وحساسيته. والطريف ان الملف الذي يحتضن عشرة تقارير يتمحور على موضوع واحد، هو عودة القاوقجي عام 1947 من المانيا الى لبنان عبر باريس.
التقرير الأول المؤرخ في 24 شباط فبراير 1947 والمتوج بكلمة “سري”.
يفيد السفير البريطاني في بيروت وزير خارجيته ان الصحافة المحلية البيروتية نشرت خبر وصول القاوقجي الى باريس وتوقّع عودته السريعة الى لبنان. وقد صرح للمراسلين الصحافيين من العاصمة الفرنسية انه سوف “يكمل جهاده في سبيل القضية العربية من غير تمييز بين حزب وبلد”.
وفي البند الثاني من التقرير ان سعادته لفت نظر وزير الخارجية اللبنانية الى ضرورة عرقلة “ظهور القاوقجي في الشرق الأوسط”. ولكن معاليه أعلمه ان الحكومة اللبنانية لا تستطيع منعه من العودة الى لبنان لأنه مواطن لبناني. هنا اقترح الوزير اللبناني حلاً وسطاً وهو أخذ تعهد من القاوقجي بعدم التعاطي بالسياسة.
ويعبّر السفير في البند الثالث والأخير من تقريره عن عدم تعويله على اقتراح الوزير. وباعتبار ان الكحل أحسن من العمى، فإنه سيلحّ على السلطات اللبنانية للحصول على ضمان “التصرف الجيد” للقاوقجي.
وفي تقرير آخر مؤرخ في 26 شباط 1947، ومصدره الخارجية البريطانية، يناقش المستر ج. بيث Beith مسألة القاوقجي الذي غادر باريس وأصبح في القاهرة. بالنسبة لما اقترحته حكومة فلسطين البريطانية حول ضرورة مساءلة بريطانيا لفرنسا عن سماحها بدخول القاوقجي أراضيها يعترف المسؤول البريطاني بعدم وجود حجة وجيهة للطلب من الحكومة الفرنسية توقيفه أو اتخاذ أي تدبير بحقه، خصوصاً وانه مر عبر فرنسا بصورة شرعية.
وختم تقريره بالقول ان بريطانيا لا تستطيع منع فوزي من السفر الى الشرق الأوسط، لكنها تعمل على عرقلة سفره. ومع ذلك، يقتضي الحصول على تقرير يتضمن “كيفية حصول القاوقجي على أوراق السفر الرسمية التي خوّلته مغادرة المانيا ودخول فرنسا”.
ولكن الطائرة التي أقلت القاوقجي من باريس الى القاهرة توقفت لمدة نصف ساعة في مطار اللد الفلسطيني. فما هو سر توقف الطائرة في فلسطين وعدم توجهها مباشرة الى مصر؟ ولماذا لم تعتقل السلطة البريطانية القاوقجي أو تعرقل عملية سفره على الأقل بأية طريقة ممكنة؟
لم يرد جواب على السؤال الأول في ملف القاوقجي الذي لم يفرج عنه إلا بعد رحيل صاحبه. ويمكن الاستنتاج بأن الحكومة البريطانية قد تكون رتبت عملية توقف الطائرة في اللد لاعتقال القاوقجي. وهذا الاستنتاج يأخذ مشروعيته، حين نقرأ بعد قليل ما قاله القاوقجي لصحيفة “الحياة” عام 1947 حول الموضوع، مما يكشف، ليس فقط سر توقف الطائرة في مطار اللد، بل أيضاً سر عدم اعتقاله من قبل أمن المطار.
القاوقجي والجيش اللبناني:
في شهر شباط عام 1952 تناقلت مصادر إعلامية عربية أنباء مفادها أن قيادة الجيش اللبناني عرضت منصباً كبيراً على فوزي القاوقجي في الجيش اللبناني.
وعلى آثر تلك الأنباء نشر القاوقجي بياناً في الصحف في الثامن من شباط نفى فيه نيته العمل في الجيش اللبناني.
وقد جاء في البيان: (أطلعت في الصحف على خبر تعييني في منصب خبير في دوائر الجيش اللبناني فاتصلت على الأثر بالمقامات ذات العلاقة وشكرت لها هذه الثقة والعطف والتقديرالذي أظهرته نحوي،وقد أظهرت استعدادي التام لخدمة لبنان والجيش حينما تقضي بذلك الظروف. كما أظهرت إلى جانب هذا امتناني واعتزازي، وإني لأسجل هذه اليد عندي لهذه المقامات التي فكرت وحدها بي دون مقامات أخرى في بلادي العربية ولكني اعتذرت، ولا استنكافاً لخدمة الجيش اللبناني، ولكن لأسباب أحبسها في نفسي).
التقاعد:
تقاعد القاوقجي وعاش في بيروت، وقد قرر قائد الجيش اللبناني آنذاك فؤاد شهاب بتخصبص راتب شهري تقاعدي له.
الأوسمة والتكريم:
منح وسام الاستحقاق السوري الممتاز بموجب المرسوم رقم 2091 الصادر في السادس عشر من أيلول عام 1948م.
الوفاة:
توفي في لبنان، في الخامس من حزيران/ يونيو 1977
كتب ونشر عن القاوقجي:
المذكرات:
جمعت الدكتورة خيرية قاسمية مذكراته ونشرتها.
كتاب: (القائد)
أصدرت الكاتبة ليلى بارسونز كتاباً عن القاوقجي في عام 2016 بعنوان (القائد) ، وهو (حكاية فوزي القاوقجي والصراع من أجل الاستقلال العربي)، وكان الكتاب عبارة عن قصة حياة جندي ظل يلاحق حلما ويغامر ويعاند الموت.
صحيفة 1936- فوزي القاوقجي يهدد الإنكليز
بيان القيادة العامة لجيوش الثورة السورية في الغوطة وسائر جهات الشمال عام 1927
بيان فوزي القاوقجي بعد وقف القتال في فلسطين عام 1936
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (2)
بيان اعتذار فوزي القاوقجي عن منصب في قيادة الجيش اللبناني عام 1952
حكاية فوزي القاوقجي والصراع من أجل الاستقلال العربي
المراجع والهوامش:
(1). خالد محمد جزماتي : مـعـركـة مـيسـلـون.. فيصل الأول وفوزي القاوقجي (5)
(2). بيان القيادة العامة لجيوش الثورة السورية في الغوطة وسائر جهات الشمال عام 1927
(3). بيان فوزي القاوقجي بعد وقف القتال في فلسطين عام 1936
(4). خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (2)
(5). قصة فوزي القاوقجي في الوثائق البريطانية . لماذا لم تعتقله حكومة الانتداب في مطار اللد؟
(6). بيان اعتذار فوزي القاوقجي عن منصب في قيادة الجيش اللبناني عام 1952
(7). قصة فوزي القاوقجي في الوثائق البريطانية . لماذا لم تعتقله حكومة الانتداب في مطار اللد؟
(8). الجريدة الرسمية، العدد 42 الصادر في 30 أيلول عام 1948
المراجع والهوامش:
(1). خالد محمد جزماتي : مـعـركـة مـيسـلـون.. فيصل الأول وفوزي القاوقجي (5)
(2). بيان القيادة العامة لجيوش الثورة السورية في الغوطة وسائر جهات الشمال عام 1927
(3). بيان فوزي القاوقجي بعد وقف القتال في فلسطين عام 1936
(4). خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (2)
(5). قصة فوزي القاوقجي في الوثائق البريطانية . لماذا لم تعتقله حكومة الانتداب في مطار اللد؟
(6). بيان اعتذار فوزي القاوقجي عن منصب في قيادة الجيش اللبناني عام 1952
(7). قصة فوزي القاوقجي في الوثائق البريطانية . لماذا لم تعتقله حكومة الانتداب في مطار اللد؟
(8). الجريدة الرسمية، العدد 42 الصادر في 30 أيلول عام 1948