وجيه بيضون 1901- 1969
كاتب ومفكر، ولد في ٢٥آب 1901 م، بدمشق، تلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة العلوية بدمشق وتابع في المدرسة العازرية التي مكث فيها سنتين تعلم خلالها العربية والفرنسية، ومع نشوب الحرب العالمية الأولى أجبر على ترك المدرسة، ليعمل عام 1915م، في مطبعة الترقي، في حي القيمرية التي كان يملكها “صالح الحيلاني” دخلها مبتدئاً، وتدرج بخطوات ثابتة، واتدرج في العمل اثني عشر عاماً، تعلم صف الأحرف واكتسب خلالها خبرة واسعة واتقن مهنة فن الطباعة، أسهمت قراءاته المتنوعة، في تنمية ميوله الأدبية.
أولع بالمطالعة فقرأ عشرات الكتب من مؤلفات “المنفلوطي، مصطفى صادق الرفاعي” وغيرهم من أدباء سورية ومصر ولبنان، وبدأ يكتب المقالات وينشرها في جريدة “القبس وألف باء” التي كان ينضد موادها في المطبعة وكان يوقع مقالاته باسم مستعار “إبن زيدون”،
بعد تمكنه من إتقان حرفة الطباعة، استأجر محلاً بحي الأمين واشترى مطبعة صغيرة بدأ عمله فيها رغم الظروف الصعبة التي واجهها، لكنه نقل مطبعته عام 1954م إلى حي “القنوات” لبدأ العمل الجاد.
أطلق عليها اسم مطبعة “إبن زيدون” بعد أن جهزها بآلات ومعدات، ليكون “وجيه بيضون” أول من أدخل المطابع الحديثة من طراز “روتغرافور” التي كانت في ذلك الوقت من أرقى أنواع المطابع في العالم».
عمل “وجيه بيضون” عام 1924 على جمع كل ما كتبه من مقالات أدبية واجتماعية وأصدرها في كتاب سماه “العبر”، إضافة لذلك فقد أصدر عام 1936 مجلة أدبية بعنوان “الإنسانية” التي كان صدورها شهرياً واستمرت حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، كما أصدر مجلة شهرية ثانية بعنوان “كل جديد” عام 1944 م، واستمرت بالصدور حتى 1948م.
أما أهم مؤلفاته فهي “فن الحياة، بين الصناديق، صراع مع الحياة، الصوت الخفي، صباح ومساء”، كما نظم الشعر وقد طرق في شعره الغزل والرثاء والوجدانيات وسرد قصص الحب وما لاقاه من فشل وأثره في نفسه ووجدانه، وله قصائد في المناسبات الاجتماعية والتهنئة ومديح الحكام والأعلام، وإن كان نقاده يغلّبون نثره على شعره، له ديوان مخطوط ولم يطبع، بعض أشعاره من قصيدة “أنا والدهر”
إضافة للكتابة ترجم سيراً ذاتية لأربعة وعشرين أديباً عربياً وكاتباً من أعلام الشام، كما ترجم عن الفرنسية “فن الحياة لأندريه موروا” عام 1941م، و”الإسكندر الصغير” لأناتول فرانس 1963م.
وإلى جانب نشاطاته الأدبية كان له نشاطه وحضوره الاجتماعي ولاسيما في مجال الجمعيات الخيرية فقد أسهم في تأسيس جمعية إغاثة المرضى الفقراء وشغل رئاستها منذ عام 1944م وحتى وفاته، كما شغل منصب نقيب أصحاب المطابع في دمشق لعدة سنوات إضافة إلى أنه كان عضواً عاملاً في الجمعية اليوسفية للإناث».
توفي “وجيه بيضون” إثر عمل جراحي في العشرين من أيلول 1969 .