مقالات
دمشق- سوق الأروام – سوق الحميدية
سوق الأروام ( الحميدية ) قبل تغطيته .بني سوق الحميدية أصلاً بديلاً عن سوق الأروام فوق الخندق الجنوبي لقلعة دمشق من الغرب الى الشرق بين بابي النصر في الغرب و البريد بالشرق .
وقال المرحوم الدكتور قتيبة الشهابي في كتابه ( دمشق تاريخ و صور ) : سوق الأروام هو طليعة القسم الغربي لسوق الحميدية ، وقد كان موجوداً قبل سوق الحميدية مرجعاً لما ذكره الشيخ بديري الحلاق في حوادث دمشق اليومية عندما قال : و بهذه الأيام ويقصد سنة 1165 للهجرة الموفق 1751 للميلاد توفي أحمد أفندي كبير كتاب ديوان الوالي أسعد باشا العظم وهو الذي عَمَرَ القصر في حائط الأحمدية في سوق الأروام . انتهى
وقد ذكر الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه ولاة دمشق قي العهد العثماني فقال : أن محمد باشا قد بنا سنة 1195 للهجرة الموافق 1780 سوقاً عند باب القلعة – و يعني السوق الجديدة – من عند سوق الأروام الى فرن الكعك و القناية .
ونستنتج من هذه المقولات أن سوق الأروام كان متواجدً في هذا المكان الذي فيه سوق الجديدة فيما بعد . ولا زالت تسميته قائمة الى اليوم رغم أنه انكمش الى فرع صغير من تفرعات سوق الحميدية المؤدية الى الحريقة ، وتباع فيه المفروشات و السجاد القديم .
أما تسميته : فنسبة الى الأروام أو اليونان الذين سكنوا بلاد الروم ( تركيا ) ومنها جاؤوا .
وقد تم بناءه على طراز فريد من نوعه .. وتم إنجازه على مرحلتين :
الأولى :
بني قسمه الغربي أولاً و الممتد من باب النصر الذي أزاله الوالي العثماني محمد رشدي باشا الشرواني لما تولى ولاية الشام و الحجاز بغية توسعة الطريق في عام 1863 للميلاد ، أي من عند المدخل الغربي لسوق الحميدية الحالي ، و حتى سوق العصرونية ، وذلك أيام ولاية الوالي عزام زاده محمد باشا العظم في عهد السلطان عبد الحميد الأول و ذلك في عام 1195 للهجرة الموافق 1780 للميلاد و عُرفت هذه السوق باسم السوق الجديدة.
الثانية :
بني القسم الشرقي الممتد من سوق العصرونية حتى باب البريد و المسكية ، وذلك أيام ولاية الوالي راشد ناشد باشا في عهد السلطان عبد الحميد الثاني و ذلك في عام 1302 للهجرة الموافق 1883 للميلاد .
و عرفت هذه السوق باسم سوق الحميدية نسبة إلى السلطانين العثمانيين عبد الحميد الأول و عبد الحميد الثاني .
أما عملية تغطية السوق فقد بدأت على مرحلتين أيضاً ففي :
المرحلة الأولى : التي بدأت في عام 1302 للهجرة الموافق 1884 للميلاد ، فتمت تغطيته من باب البريد عند سوق المسكية الى سوق العصرونية .
ثم المرحلة الثانية : فقد تم تجديد و تغطية قسمه الغربي و حتى دائرة المشيرية ( مكان القصر العدلي الحالي ) في عام 1312 للهجرة الموافق 1894 للميلاد ، وقد تم سقفه بالخشب المقوس على طراز سقف مدخل باب الجامع الأموي الغربي بشكل مقوس .
أما هذه الصورة : فهي صورة السوق قبل إعادة تغطيته ملتقطة في عام 1893 من الغرب ( أي من رأس سوق الحميدية عند باب النصر ـ شارع النصر ) الى الشرق بعدسة سليمان الحكيم كما هو ظاهر توقيعه في اسفل يمين الصورة .
و يبدو السوق و المحال التجارية ذات الجملون الى اليمين و كذلك تبدو جدران قلعة دمشق في جهة اليسار ذات الرواشن الظاهرة بالصورة وصولا الى سوق العصرونية ، في العمق تبدو جليه قبة النسر ( قبة الجامع الأموي القديمة ـ طبعاً قبل الحريق ) والمختلفة عن القبة الحاليه و كذلك تظهر مئذنة المسكية ـ المئذنة الغربية ـ مئذنة قايتيباي في منتصف الصورة و الطريق الترابي قبل رصفه بحجارة السويداء البازلتية .