أعلام وشخصيات
حكمت شريف حلمي شاشأة
ولد المرحوم في 23 – 10- 1926 في قرية المنصورة في الجولان السوري لأسرة شاشأة الشركسية من قبيلة الأبزاخ، لكنه أمضى صباه خارجها، لعمل والده شريف حلمي في القضاء السوري كقاض للتمييز، في حلب أولاً ثم في دمشق حيث استقر بالأسرة المقام.
درس حكمت في دمشق ومدرسة الراهبات التي أنهى فيها المرحلة الابتدائية (السرتفيكا)، لينتسب بعدها إلى كلية الطب في الجامعة السورية (دمشق اليوم) التي تخرج فيها سنة 1951ليعمل طبيباً في ديريك (المالكية اليوم) في شمال شرقي الجزيرة السورية لمدة أربع سنوات، سافر بعدها سنة 1955إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليتخرج في جامعة كنتاكي طبيباً جراحاً، وليتخصص بالجراحة الهضمية بعد نيله شهادة البورد فيها سنة 1959.
كان الدكتور حكمت إنساناً مميزاً هادئاً قليل الكلام ، جهوري الصوت، محبا للأملوحة النادرة يقابلها بضحكة رنانة ، خلوق السمات، لم أسمع منه كلمة نابية أو تعريضاً بأحد، والأمر العجيب في هذا أنه كانت وجنتاه تحمران خجلاً إن سمع شتيمة بحق أحد في مجلس ما.
كان يجيد الصمت والاستماع والإصغاء، كارها للثرثرة وترهات الكلام، قلما تنطح لنقاش أو طرح لموضوع إلا بعد استماعه لمن سبقه، وكان سديد الرأي، صلب العود رياضياً، قوي البنية مثابراً على بناء الجسم، شغوفاً بالقراءة والمطالعة بعدة لغات، عاشقاً لمطالعة ما كتب باللغة الشركسية التي كان يقدسها، فبعد قراءته
لم تكن مهنة الطب والجراحة مهنة تجارية بالنسبة له، بل عملاً إنسانياً بحتاً، كان يؤخذ عليه معالجته مرضاه بأجور رمزية أو مجاناً حين الضرورة، لم يعرف الغنى، تشهد على ذلك بساطة محتويات منزله وأثاثه، المفتقر إلى الكماليات والبذخ المعروف عن التجار/ الأطباء…. وعدم اقتنائه سيارة طوال حياته.
توفي في التاسع والعشرين من تموز 2015
اقرأ: