عام
عمرو الملاّح :مراسم تلاوة الفرمان السلطاني بتعيين ولاة حلب العثمانيين
عمرو الملاّح – التاريخ السّوري المعاصر
صورة تظهر مراسم تلاوة الفرمان السلطاني أو ما يعرف في الحوليات التركية العثمانية باسم “قراءة التقليد” بتعيين المشير عثمان نوري باشا والياً على حلب في العام 1310 هـ/ 1892 م في باحة دار الحكومة (السرايا القديمة) (1).
ومما جرت به العادة في العهد العثماني المتأخر أن تقام مراسم تلاوة الفرمان السلطاني بتعيين أحد الولاة العثمانيين الجدد بعد وصوله المدينة مركز الولاية بثلاثة أيام.
فيصل الوالي الجديد في ذلك اليوم إلى دار الحكومة (السرايا) بموكب رسمي، ويخرج الفرمان السلطاني أو ما كان يعرف بالتقليد من حافظة جلدية معه ويقبله، ثم يدفع به لمن اختاره من كبار الكتبة، فيتناوله الكاتب ويقبله، ويفتتح بقراءته بصوت مرتفع واقفا بجانب الوالي وبجواره القاضي والمفتي وأصحاب المراتب والمناصب والموظفون والرؤساء الروحيون، ويكون الناس والعساكر وأعضاء الفرقة الموسيقية وقوفا في باحة دار الحكومة.
وحينما يشرع الكاتب بقراءة التقليد تطلق المدافع من القلعة، فإذا فرغ من قراءته بادر الوالي إلى إلقاء كلمة تتضمن الدعاء للسلطان، ثم يتلو المفتي أو أمين الفتوى الدعاء للسلطان ويليه المطران ثم الحاخام، بينما يرفع الحضور جميعاً أكفهم بالدعاء للسلطان.
وبعد الفراغ من هذه الأدعية تعزف الموسيقى العسكرية ألحانها، ثم يهتف الجند معاً ثلاثاً بحياة السلطان مرددين عبارة «باد شاهم جوق يشا» أي يعيش مولانا السلطان. ثم ينفض الجمع ويباشر الوالي تأدية أعمال وظيفته (2).
——————————————–
إحالات مرجعية
=========
(1) الصورة مستقاة من مجلة “ثروت فنون” (اسطنبول)، ع 105، تا 4/3/1308 رمية [1310هـ/ 1892 م]؛
(2) للاستزادة عن مراسم تلاوة الفرمان السلطاني بتعيين ولاة حلب العثمانيين، قارن مع: كامل الغزي، “نهر الذهب”، طـ دار القلم العربي، ج1، ص251-252.
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات