You dont have javascript enabled! Please enable it!
وثائق سوريا

البيان رقم 1 لإنقلاب الثامن من آذار عام 1963

البيان رقم 1 لإنقلاب الثامن من آذار عام 1963م.


                                     بسم الله الرحمن الرحيم
 أيها المواطنون، أيها العرب في كل مكان:
 
لقد انطلق صوت الحق يعلن كلمة الحق في صبيحة هذا اليوم الأغر، فانهزم الباطل وتساقط دعاته على درب أمتنا الطويل، وانتصرت إرادة الجيش والشعب، وانهزم عملاء الرجعية وأجراؤها، واندحر دعاة الانفصالية الذين حرفوا سوريا عن طريق الوحدة الصحيح، وكرسوا الانفصال بكل مظاهره وأشخاصه، وحاولوا أن يحلوا الديمقراطية محل الوحدة، فكانت ديمقراطية أعداء الشعب ودعاة الشعوبية والإنتهازية.
 
لقد ظن حكم العمالة الذي انتهى بنهاية يوم أمس -إلى غير رجعة- أن إرادة الشعب ستقهر، وأن الغلبة للباطل المسلح، فراح يسرح ضباط الجيش الأشاوس، ويقيم المحاكم الصورية ليسوق إليها هؤلاء الضباط زرافات ووحدانا. ولبس ثوب الشرعية  -شرعية أبي رمانة، مهزلة التاريخ والديمقراطية- فنكّل بالطلبة الأحرار، وافتعل الحوادث معهم، واستهان بكرامة المواطنين، فسرّح من سرح من المعلمين والموظفين، ونقل من نقل، وحل النقابات العمالية ليقيم على أنقاضها نقابات تأتمر بأمره، وشرّد العمال وهجّر الفلاحين، وأفسد محاسن قانون الإصلاح الزراعي، وانقض على كل مكسب عمالي أو فلاحي، وسخّر أجهزة إعلامه لخدمة مآربه، وأطلق للصحف الصفراء المأجورة ألسنتها خدمة لمآربه، فأفسد على الصحافة مهمتها وأغلق كل صحيفة حرة لا تأتمر بأمره. وأقفل المدارس والجامعات ليفسح له مجال التآمر بعيداً عن عيون شبابنا وطلائع زحفنا. وأخرج أخواننا العرب من بلدنا -بل بلدهم- خلافاً لكل عرف ولكل مبدأ قومي وعقيدة عربية وخلق رفيع، فمس بهذا كبرياء الشعب وكرامته. واستهان بكل تقليد عربي، وتنكر للعروبة بالقول والفعل، وبدأ انطلاقته الشعوبية لتجميد النضال الوحدوي، ولضرب فكرة الوحدة الصحيحة وفكرة القومية العربية الصادقة.
 
واستنفرت حكومة الانفصال الصحافة والإنتهازية السياسية ورأس المال الاحتكاري في سبيل الاغتناء والكسب والتسلط، ولجأت إلى التلويح بشبح الناصرية في كل مناسبة، جاعلة منه قميص عثمان لتدعيم حكمها وسلطانها وتعزيز فرديتها وديكتاتوريتها، وإلهاء الشعب عن إدراك حقيقتها وحقيقة أهدافها، وعن متابعة الأزمة السياسية العميقة التي تعيشها.
 ولكن أسطورة الحكومة القومية المنحلة لم تستطع أن تخفي حقيقتها، فكانت كالنعامة التي تخفي وجهها في التراب هرباً من الصياد.
 ولكن الصياد، الشعب، أدركها، فقامت انتفاضه جيشه الباسل لتصحح الأوضاع وتقوّم الانحراف، وتضع سوريا العربية في طريقها الصحيح، طريق الوحدة والحرية والاشتراكية. 
 
أيها المواطنون، أيها العرب في كل مكان:
 
لقد عانينا طويلاً، وأفسحنا المجال أمام كل الحكومات التي تعاقبت بعد الانفصال لنعمل من أجل الشعب، فكانت المآسي التي عشناها، وكان الغلاء الذي اكتوى الشعب بناره. فقامت ثورتنا المظفرة، ثورة الجيش، ثورة العامل والفلاح، ثورة الطفل والشاب، ثورة المناضلين المكافحين، ثورة الثأر من حكم العملاء والمرتدين والمرتزقة.
 
أيها المواطنون، أيها العرب في كل مكان:
 بنفاذ الصبر انتهى حكم الغرباء عن الشعب، الغرباء عن أهدافه ومبادئه، عن مرارة كفاحه وحلاوة انتصاراته.
 لقد انهاروا منذ أن جردهم الشعب من ثقته، ولكنهم ظلوا يحاولون ويكابرون حتى كانت ساعة صفرهم، وكانت نهايتهم المفجعة.
 
أيها المواطنون، أيها العرب في كل مكان،
 ندعوكم للوقوف وراء حكم وحدوي عربي شعبي اشتراكي، يضع سورية في طريق الوحدة، ويعيدها إلى الحظيرة العربية المتحررة، ويمكنها من أن تكون طليعة الدول العربية المتحررة، إيماناً بالله والعروبة، وخدمة للحرية والأحرار والاشتراكية والاشتراكيين.
 ندعوكم للوقوف صفاً واحداً وراء ثورتكم المظفرة على مختلف فئاتكم، في وجه القوى الرجعية والانفصالية والشيوعية والانتهازية التي أقامت العهد الانفصالي لحمايتها وحماية مصالحها.
 فاطمئنوا إلى مستقبلكم، فلن تسلّم الأمانة إلا للمؤتمنين الذين عرفهم الشعب ووثق بهم، وكانوا معه في كل معارك نضاله وكفاحه، وعاشوا حلاوة نعمائه ومرارة فاقته وشدة بلواه.
 
اطمئنوا إلى رفاق السلاح، رفاق المصير الواحد، رفاق النضال على دروب النضال.
 
أيها المواطنون، إن ينصركم الله فلا غالب لكم.
 عاشت وحدة الجيش والشعب، وعاشت انتفاضة الثامن من آذار المباركة.

دمشق في  8 / 3 / 1963
المجلس الوطني لقيادة الثورة.


اقرأ:

عبد الحميد السراج يؤيد إنقلاب 8 آذار 1963

مرسوم العزل المدني الذي صدر بعد إنقلاب 8 آذار 1963

مرسوم تحديد سلطات المجلس الوطني لقيادة ثورة آذار 1963

صحيفة الحياة 1965- تأجيل محاكمة الجاسوس كوهين بسبب الاحتفال بثورة 8 آذار



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى