وثائق سوريا
بلاغ ضباط انقلاب حسني الزعيم إلى شكري القوتلي 1949
بلاغ ضباط انقلاب حسني الزعيم إلى شكري القوتلي 1949
في آذار عام 1949م، وعلى آثر الاتهامات التي وجهها بعض أعضاء مجلس النواب السوري، وبعد تراجع الاهتمام الحكومي بالجيش السوري، وعلى أثر السجالات الداخلية، قدمت مجموعة من ضباط الجيش السوري رسالة إلى الرئيس شكري القوتلي، قدمها رئيس الأركان حسني الزعيم:
نص ضباط الجيش السوري التي قدمها حسني الزعيم إلى السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية:
إلى حضرة صاحب الفخامة قائدنا المعظم:
كان ما جرى في جلسة المجلس النيابي المنعقد بتاريخ السابع عشر الجاري (آذار) من تهجمات على الجيش واستهزاء بقادته واستخفاف بحقوقه واستهتار بأرواح شهدائه وعقوق بماضيه وحاضره وعدم تقدير لما يتحمله بجملته ضباطاً ورتباء وأفراد من مخاطر ومشاق وحرمان، أسوأ الأثر وصدى أليماً في أوساط الجيش. فقد أسفرت الجلسة المذكورة عن إهانات لا تقبل وعن إجراءات تعددت وتكررت حتى بتنا نرى وراءها سعياً حثيثاً مقصوداً لتحطيم الجيش والقضاء عليه. وقد قبلنا في الماضي التأجيل والتسويف والمماطلة مدفوعين بقوميتنا الصادقة وإخلاصنا العميق للبلاد ولشخصكم المفدى. إلا أن التطاول والاحتقار اللذين تمخضت عنهما الجلسة المنوه عنها قد هدما ما تبقى في النفوس من صبر وأناة وقوة احتمال.
1-فقد وصم الجيش بالخيانة العظمى مباشرة لائتماره بأمرة قائد هوجم في الندوة النيابية وأتهم بتآمره على سلامة البلاد.
2- اعترفت الدولة والمجلس النيابي بصحة هذه الوصمة وذلك بسكوت أعضاء الحكومة والنواب عنها وعدم نفيهم فوراً.
3-ضربت بحقوق الجيش عرض الحائط، فرد المجلس قانونه وأعيدت النغمة القديمة في المماطلة والتأجيل مع أن المنطق والعدل يقضيان بالإسراع في البت بهذا القانون والانتهاء منه، خصوصاً والجيش يرابط أمام العدو ويتعرض أفراده للموت بأشكاله المتعددة دون أي ضمان لشهدائه ومشوهيه.
4-وصم قائد الجيش الأعلى بالخيانة لكونه المسؤول الأوحد عن تعيين آمر الجيش الحالي، بالرغم من تآمر هذا على سلامة البلاد ومن تواطئه مع الجيش الأجنبي.
5-اعتبر الجيش فاسداً في قيادته لقيامها كما قيل في المجلس بتقسيم الجيش على نفسه وأقصاء الأكفاء.
إن السكوت عن هذه الافتراءات والإجراءات يا صاحب الفخامة يهدد الجيش في سلامته وكرامته ويجعله غير كفؤ لتحمل الأعباء والدفاع عن الأمانة الغالية التي تفضلتم فوضعتموها في عنقه. والإهانة التي وجهت إليه في المجلس النيابي هي إهانة للأمة بوجه عام ولشخصكم الكريم بوجه خاص. ولما كان هذا الجيش يأبى إلا أن يظل عند حسن ظنكم به، يطلب أن تتكرموا فتتدخلوا شخصياً لتحقيق الأهداف التالية:
1-إلقاء القبض على السيد فيصل العسلي فوراً وإحالته على القضاء العسكري ليحاكم على افتراآته وأكاذيبه أو لإثبات اتهامه، وعندئذ محاكمة الزعيم حسني الزعيم والمسؤولين عن عدم معاقبته في حينه.
2-محاكمة المسؤولين عن عدم تحضير الجيش وإعداده وتسليحه وتجهيزه منذ 1945 حتى حرب 1948م.
3-تصديق قانون الجيش من قبل المجلس النيابي وفي دورته الحالية وقبل الموازنة وغيرها من القوانين.
4-إذا وجد من يعترض على القانون الموضوع حالياً قيد المناقشة، فإقرار قانون الجيش المصري على علاته في نفس المدة المطلوبة أو قانون الجيش العراقي.
5-إلغاء المرسوم الاشتراعي رقم(74) والاستعاضة عنه بملاك مطابق لملاك وزارة الدفاع المصرية أو ملاك وزارة الدفاع العراقية.
6-عدم التعرض في المستقبل لمناقشة أمور الجيش في جلسات علنية.
7-الكف عن مناقشة المسائل العسكرية من قبل الجهلة وتعيين اللجان لها من العسكريين الموجودين في الخدمة الفعلية.
إن الجيش يا صاحب الفخامة في توتر وهياج من جراء ما حدث، وسيزداد هياجاً وتوتراً كلما طال التأخير في تحقيق المطالب المذكورة أعلاه. وإننا إذ نرفع شكوانا ومطالبنا إلى مقامكم، فإننا نرفعها إلى زعيم البلاد وسند الجيش وقائده الأعلى. وقد عودتمونا في كافة المناسبات على الكثير من رحابة صدركم وتفهمكم العميق لهذا الجيش الذي يدين لكم بالولاء التام والثقة العمياء. حفظكم الله ذخراً وسنداً وللعروبة ملاذاً وللأمة زعيماً وهدى.
التوقيع
قائد اللواء الثاني- المقدم محمد صفا.
قائد اللواء الأول- العقيد سامي الحناوي.
قائد الجيش العام-حسني الزعيم.
آمر سلاح الطيران-العقيد صلاح خانكان.
آمر المدفعية- المقدم كرو مانوكيان.
قائد اللواء الثالث-العقيد فوزي سلو.
قائد اللواء الرابع- المقدم بشور.
قائد موقع دمشق- حسام الدين عابدين.
معاون رئيس الأركان-المقدم بهيج كلاس.
رئيس شعبة العمليات- الرئيس عدنان المالكي.
معاون آمر اللواء الأول-المقدم عمر خان تمر.
آمر كتيبة الفرسان الأولى- المقد محمود ضبيان.
آمر فوج المشاة الأول-الرئيس محمود شوكت.
آمر فوج المشاة الثاني-الرئيس فؤاد الأسود.
آمر فوج المدفعية الثالث-الرئيس باسيل صوايا.
آمر كتيبة الفرسان الثانية-المقدم جميل ماميش.
آمر الفوج الكردي- الرئيس قوطرش.
آمر فوج المشاة الخامس-الرئيس موفق القدسي.
آمر فوج المشاة الرابع-الرئيس مورا.
آمر فوج المدرعات الثالث-الرئيس شوان.
آمر الشرطة العسكرية- الرئيس إبراهيم الحسيني.
آمر فوج المدفعية الأول-الرئيس ستانيس.
آذار 1949م.
انظر: