التصوف في سورية:
التسمية:
اختلفت الآراء حول أسباب تسمية الصوفية بهذا الأسم، فقال البعض إنهم سموا بذلك لأنهم في صلاتهم يكونون في الصف الأول، وقالت جماعة أخرى أن ذلك نسبة إلى ارتداء ثياب الصوف الخشن، وذكرت طائفة أنهم سموا كذلك لأنهم يشبهون أهل الصفة، وذكر آخرون إن هذا الأسم مشتق من الصفاء.
وأرجع البيروني كلمة صوفي في نسبها إلى (سوفيا) التي تعني الحكمة عند اليونان، قيل أن التصوف منسوب إلى صوفة القفا، وهي الشعرات النابتة في مؤخرة الرأس.
ويرى ابن الجوزي أن كلمة (تصوف) تنسب إلى رجل يقال له (صوفة)، فيقول : نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد، فتخلوا عن الدنيا، وانقطعوا عن العبادة، واتخذوا من ذلك طريقة تفردوا بها، وأخلاق تخلقوا بها، ورأوا أن أول من انفرد بخدمة الله، عند بيته الحرام، رجل يقال له (صوفة)، واسمه (الغوث بن مر)، فانتسبوا إليه لمشابهتهم إياه في الانقطاع إلى الله، فسموا بالصوفية.
أورد الباحث عدة نقاط تتعلق بالتصوف في سورية، أهمها:
1- أغلب رجال السند الأوائل في السلسلة الصوفية هم من الأعاجم.
2- ترتبط الطرق الصوفية عادة بأحد الخلفاء الراشدين، أو الحسن والحسين وفاطمة الزهراء، وهم الأكثر ذكراً في أناشيدهم واستغاثاتهم.
3- هناك علاقة تناسب طردي، بين استمرار الزاوية وطريقتها الصوفية، ومدى توفر الوقف المالي لهذه الزاوية، وقد تأثرت الحركات الصوفية بقرارات السلطات السياسية عندما أصدرت مراسيم بإزالة الأوقاف التابعة للتكايا والزوايا وجعلها ملكاً عاماً للدولة، ففقدت الطرق الصوفية كثيراً من أتباعها وقد كان سبباً لتراجع أو وقف نشاط أغلبها.
4- هناك علاقة تناسب عكسي بين انتشار التعليم والكتلة الصوفية في الجماعة، على الرغم من وجود متعلمين باختصاصات علمية عالية في الطريقة الصوفية.
5- هناك صفات نفسية وعقلية تتميز بها الشخصية الصوفية عن غيرها.
6- وجود ثنائية في آلية التفكير والممارسة لدى المتصوفة، تتجلى ب : الظاهر والباطن، الشريعة والحقيقة، الرسول والخضر، علم السطور، وعلم الصدور، الأب الروحي والأب الجسدي، المعقول واللامعقول، العقل والقلب الخ..
7- إن جميع الطرق الصوفية هي طرق وافدة إلى سورية وإلى دمشق حصراً لمكانة هذه المدينة في نفوس المسلمين، فمن هاجر من غير العرب والعرب فاراً اتجه إلى الشام الشريف. ومن هاجر من بلاد المغرب جراء الاحتلال اتجه أيضاً إلى دمشق.
الطريقة الرفاعية في سورية