أحداث

شبكة التجسس وطرد الدبلوماسي الأميركي من سورية عام 1965م

في السابع عشر من شباط عام 1965م اتهمت الحكومة السورية الدبلوماسي “والتر سنودون” السكرتير الثاني في السفارة الأميركية بدمشق بترؤس شبكة للتجسس في سورية.

وأذاع راديو دمشق بياناً رسمياً أعلنت فيه السلطات الحكومية إلقاء الفبض على أعضاء شبكة التجسس وبينهم عسكري هو العقيد عبد المعين حاكمي ورجل الأعمال فرحان الأتاسي الذي يحمل الجنسية الأميركية بالإضافة إلى السورية.

واتهمت السلطات الدبلوماسي “والتر سنودون” بعرض مبلغ مليوني دولار للحصول على معلومات عسكرية تتعلق بأمن الجيش السوري.

وذكر البيان أن الاستخبارات السورية وضعت يدها أخيراً على شبكة تجسس خطيرة تعمل لصالح الاستخبارات الأميركية، وأن السلطات السورية اعتقلت أعضاء هذه الشبكة وبينهم العقيد عبد المعين حاكمي، وفرحان الأتاسي.

ووصف البيان العقيد حاكمي بأنه كان يشغل حتى اعتقاله منصباً حساساً في المنطقة الساحلية، والسيد الأتاسي بأنه يحمل الجنسية الأميركية بوصفه متزوجاً من امرأة أميركية، بالإضافة إلى جنسيته السورية الأصلية.

وأضاف البيان يقول : (إن أولى خيوط هذه المؤامرة تكشفت منذ نحو ستة أشهر عندما قام أحد أفراد الشبكة بالاتصال بأحد ضباط الجيش السوري عارضاً عليه العمل مع السفارة الأميركية بدمشق وتزويدها بمعلومات عسكرية مهمة تمس أمن الجيش لقاء مبلغ كبير من المال.

وقال: أن السكرتير الثاني في السفارة الأميركية بدمشق عرض على هذا الضابط مبلغ مليوني دولار على أقساط مقابل الحصول على معلومات حول سلاح معين.

وذكر البيان الرسمي أن الضابط أبلغ السلطات السورية بهذا العرض فطلبت منه  الاستمرار في العمل لكشف أعضاء الشبكة، وإبلاغها أولاً بأول جميع التفصيلات والمعلومات المطلوبة منه.

وأضاف البيان: (أنه عندما توفرت للسلطات السورية المختصة جميع الدلائل الدامغة والأموال المصادرة والأشرطة المسجلة، اعتقلت أفراد الشبكة فاعترفوا بكامل أدوارهم وأحيلوا على القضاء العسكري).

ومنحت الحكومة السورية الدبلوماسي الأميركي مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد مع عائلته.

الموقف الأميركي:

نفت وزارة الخارجية الأميركية الاتهام السوري بأن السكرتير الثاني في السفارة الأميركية بددمشق يدير حلقة تجسس لحساب الاستخبارات الأميركية.

وأعلنت السفارة الأميركية بددمشق أن الدبلوماسي “والتر سنودون” وزوجته وولديه يستعدون لمغادرة سورية. وذكرت أن سنودن سيغادر دمشق وسوف تبقى زوجته مع ابنتيه 8 سنوات و11 سنة في دمشق لبضعة أيام لتجهيز الأمتعة. وكانت الابنتان تداومان في مدرسة السفارة الاميركية بدمشق.

تصريحات السفير الأميركي:

وأدلى المستر “ريد جواي نايت” السفير الأميركي في دمشق بتصريح فور صدور بيان اتهام الحكومة السورية، قال فيه: (لا يسعني إلا أن احيلكم على السلسلة المتواصلة في الاتهامات الموجهة إلى أميركا وبعض سفاراتها في المنطقة من جانب وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة السورية خلال الأشهر القليلة الماضية.

ولا أعتقد أنه من ناحية الكرامة أو الفائدة الخوض في قضية النفي نظراً للطبيعة غير المسؤولة لهذه الاتهامات، كما أني لا أرى سبباً لإجراء شيئ غير هذا الآن.

وسنودون كان يقيم بدمشق منذ أيلول عام 1962م، وهو أل أميركي يطرد من سورية بعد طرد دبلوماسيين أميركيين عام 1950م.

المراجع والهوامش:

(1). اليوميات الفلسطينية، مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية، بيروت، المجلد الأول، أيلول عام 1966م، صـ 62.

(2). صحيفة الجهاد - القدس، العدد 3559 الصادر في يوم الخميس 18 شباط عام 1965

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى