وثائق سوريا
البيان التفصيلي حول إنقلاب أديب الشيشكلي الثاني عام 1951م
البيان التفصيلي حول إنقلاب أديب الشيشكلي الثاني الذي أذاعته الأركان العامة والذي يبرر الإنقلاب ويحمل “حزب الشعب” مسؤولية كل ما مرت به البلاد من أزمات.
مما ورد في البيان:
(لقد بدأت جماعة “حزب الشعب” منذ جلاء الأجنبي عن ديارنا بالتهديم وتهويل الأمور، وتضخيم سوء الأحوال، وأشاروا في كل مناسبة إلى أن البلاد تسير من سيئ إلى اسوأ نتيجة السياسة التي تبناها المسؤولون في تلك الفترة من تاريخ الوطن، فنجمت إنقلابات ثلاثة، على عاتقهم وحدهم تحمل مسؤولياتها).
(لقد جبنوا إثر الإنقلاب الأول، فدفعوا الزعيم إلى تلك الديكتاتورية، وتبنوا اللواء سامي الحناوي، وتآمروا معه منذ فجر الإنقلاب الثاني، فدفعوا به إلى تلك المؤامرة التي كادت تعصف باستقلال سورية، وتحطم جيشها وتخلق عرشاً جديداً فيها. وكان اللواء الحناوي يؤكد في أحاديثه أن “حزب الشعب” متفق معه على إعلان الاتحاد، الذي كاد يطيح باستقلالنا. وقد آثر رجال الجيش، إثر حركتهم الثالثة، وبعد إقصاء اللواء سامي الحناوي أن يتريثوا معهم، تجنباً للفضائح وعدم تعطيل الحياة النيابية والدستورية. وعندما وجدوا أن حلمهم لن يتحقق، وان مشروعهم باء بالفشل، تابعوا تهويلهم، وثابروا على التهديم بوزارة دولة الرئيس خالد العظم لقتل ثقة الأمة بنفسها، وليظهروا بمظهر المنفذين، ليحققوا ما يحلمون به، ما يهدفون إليه، وإن سفر زعمائهم واتصالاتهم الخارجية المشبوهة دليل على ذلك).
(ولم يكادوا يتسلمون زمام الحكم، في عهد حكومة دولة الدكتور ناظم القدسي، حتى سخروا الحكم لخدمة مآربهم الشخصية، وأهدافهم الحزبية، فعمدوا إلى إجراء تنقلات وتعيينات وأعمال آلت إلى خرق الدستور، والذي يتظاهرون بحمايته).
(ولم يقفوا عند هذا الحد، بل ثابروا على تهديمهم ، فحرضوا الرأي العام ضد الجيش، محاولين إيجاد هوة بين المواطن السوري والجندي السوري، الذي آلى على نفسه الموت في خدمة بلاده، و لم يدعوا باباً إلا طرقوه، ولم يجدوا ثغرة إلا ونفذوا منها لتوسيع تلك الهوة، وزرع بذور الكراهية بين الأمة وأبنائها رجال هذا الجيش).



المراجع والهوامش:
(1). حلو (عدنان)، سورية في الخمسينيات، صـ 200
مرسوم تنظيم السلطات العامة في سورية عام 1952
بيان إعلان البيان السياسي لحركة التحرير العربي عام 1951م