أحداث

زيارة تاج الدين الحسني إلى باريس عام 1935م

زيارة تاج الدين الحسني إلى باريس عام 1935م

أهداف الزيارة:

قال دي مارتيل المفوض السامي الفرنسي في العشرين من تموز 1935 في مؤتمر صحفي عقده أثناء مروره على الاسكندرية في طريقة إلى باريس ما يلي:

(إن الغاية الأساسية من رحلة الشيخ تاج هي لتمهيد الطرق، وللدعاية لمعرض دمشق الذي سيكون من أفخم المعارض في الشرق، وسيكون مركزه في العاصمة السورية، ويفتتح في الربيع القادم).

– ذكرت صحيفة الجامعة العربية نقلاً عن أحد المطلعين أن الشيخ تاج الدين الحسني رئيس الوزارة سافر إلى باريس للبحث مع وزارة الخارجية الفرنسية في مشروع معاهدة جديدة تحل محل المعاهدة القديمة التي رفضها مجلس النواب – معاهدة مارتيل – حقي عام 1933م،  وتنظيم العلاقات بين سورية وفرنسا على قاعدة الاحتفاظ بالأوضاع الحاضرة في سورية، وعلى أن يعاد جانب من الأراضي التي ألحقت بلبنان بعد الحرب إلى سورية.

وأضافت الصحيفة أن المشروع الجديد ينطوي أيضاً على دعوة مجلس نواب تتولى الحكومة الحاضرة إجراء انتخاباته لكي تعرض عليه المعاهدة الجديدة.

وذكرت أن دي مارتيل سوف يشارك في المحادثات عند سفره إلى باريس في النصف الأول من شهر تموز. وربما يسافران إلى جنيف لحضور اجتماع لجنة الانتدابات.


السفر:

غادر الشيخ تاج دمشق ووصل إلى بيروت في يوم الخميس الواقع في العشرين من حزيران عام 1935م، وقابل عند وصوله المندوب السامي دي مارتيل.

غادر بيروت ظهر يوم السبت الثاني والعشرين من حزيران على الباخرة “شامبليون”، وقد جاءت وفود من دمشق لتوديعه.

وصلت الباخرة إلى يافا ورست في الميناء في 23 حزيران.


الموقف من سفر الشيخ التاج:

أثار سفر رئيس الوزراة ضجة في المحافل بدمشق، وأصدرت الكتلة الوطنية بياناً صباح 22 حزيران تعرض فيه إلى رحلة رئيس الوزراة إلى باريس وتقول فيه: (بينما الأمة السورية ترقب بصبر زائد تبديل الأوضاع الشاذة وبينما الأمة في مهرجاناتها العظيمة، وفي كل مظهر من مظاهرها لا تتناوله يد السخط والإكراه، وتعلن رغبتها في التخلص من هذه الأوضاع وتحقيق أمانيها في الحرية والسيادة والاستقلال إذ بالأمة تفاجأ بإصرار على حماية هذه الأوضاع، وبسفر رئيس الوزراة المعين تعييناً من باريس لإقرارها وإيهام الرأي العام الفرنسوي بقبول سورية للحالة الحاضرة).

كما عقدت رجال الكتلة الوطنية احتجاجاً بحثوا فيه الموقف الحاضر بعد سفر الشيخ تاج إلى فرنسا، وقرروا برقية إلى المفوض السامي احتجوا فيها على تصرفات الشيخ تاج اعتبروا أن الإصرار على هذه الأساليب والتخبط بهذه التجارب ليس في صالح فرنسا ولا سورية.


كُتب عن  زيارة الشيخ تاج الدين الحسني:

ذكرت صحيفة الاتحاد اللبناني حول زيارة تاج الدين الحسني إلى باريس:

ذكرت الصحيفة أن رحلة الشيخ تاج الدين إلى باريس كبدت الخزانة نفقات باهظة بلغت حوالي خمسين ألف ليرة سورية.

والمبلغ أنفق في سبيل استئجار عشرات السيارات لوفود مودعيه ومستقبليه على مرفأ بيروت، دفعت البلاد في أمس الحاجة إلى هذا المبلغ وسط أصوات المحتجين من الموظفين لعدم دفع مرتباتهم.

تابعت الصحيفة: (لو ظهر أقل فائدة من رحلة الشيخ تاج إلى باريس ولما استطاع كاتب أن يخط حرفاً في انتقاد هذه الرحلة ولكن هل أفادت هذه الرحلة المعرض المنوي إقامته في الربيع، أو افادت في تعديل الأوضاع السياسية، أو افادت في تنفيذ البرنامج الاقتصادي، الذي ما برح الشيخ وأعوانه ينادون به، وبأنه موضوع تحت الدرس.

انها لم تفد في أمر واحد في جميع هذه الأمور، وحتى الآن لم تفتح مغاليق الأسرار التي أحاطت بها.

ولعل من أهم دواعي انتقاد تلك الرحلة، أضرارها ما ظهر اليوم من عجز في الخزانة، كان الأولى أن تكف الحكومة العالمة به، وبما تستهدف إليه خزائنها في هذه الأزمة من نقص عن إنفاق المال جزافاً على الرحلات).

المراجع والهوامش:

(1). الكيالي (عبد الرحمن)، المراحل، الجزء الثالث، صـ 183

(2). الجامعة العربية - القدس، العدد 1614 الصادر في يوم الثلاثاء 25 حزيران عام 1935م.

(3). الجامعة العربية - القدس، العدد 1612 الصادر يوم الأحد 23 حزيران 1935م

(4). برقية الكتلة الوطنية إلى المفوض الفرنسي حول سفر الشيخ تاج إلى فرنسا 1935

(5). الكيال (عبد الرحمن)، المراحل، الجزء الثالث، صـ 186

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى