بيان الكتلة الوطنية في سورية حول التنظيم الوطني عام 1935

بيان الكتلة الوطنية في سورية حول التنظيم الوطني عام 1935م

نص البيان:

(أنبعث في بعض الأوساط، على أثر سفر رئيس الوزارة المعين تعييناً خلافاً للدستور الذي أعلنته السلطة الأفرنسية نفسها، إلى باريس شائعة التفكير بإرسال وفد وطني إلى العاصمة الفرنسوية، وراحت هذه الشائعة حديث الصحف اليوم تناقشها وتعلق عليها ملمحة إلى انتظار كلمة الكتلة الوطنية في هذا الصدد.

والحقيقة أن الكتلة الوطنية لم تدرس هذه القضية في اجتماعاتها، ولم تر في الظروف الحاضرة، ولا في عمل رئيس الوزارة الذي لا يمثل إلا رأي السلطة المتطرفة بشؤون البلاد وما يدعو إلى بحث فكرة الوفد الوطني، بل هي تنصرف الآن إلى العناية بأمر التنظيم الوطني الذي تحتم الظروف القائمة، والمفاجآت المنتظرة، الشروع فيه منذ الآن، توزيعاً للمسؤوليات وتحديداً لها، واستعداداً لمواجهة الأحداث المرتقبة بالصوت الوطني الواحد وبالإرادة الشعبية المنسجمة المتناسقة.

والكتلة الوطنية التي تمضي في سياستها المرتكزة على أساس وحدة البلاد السورية وسيادتها المطلقة، مستمدة قوتها من الالتفاف الأمة حولها وتأييدها، والتي ما فتئت تعرب للسلطات الفرنسية عن الوسائل التي يتطلبها الشعب السوري مجتمع الكلمة، للاستقرار السياسي المنشود،  تثق بأن الشعب السوري سيقف من المحاولات الجديدة الموقف الذي تعود وقوفه من جميع محاولات السياسة العقيمة التي كانت مع الأسف روح السياسة الفرنسية في سوريا منذ الاحتلال حتى يومنا هذا.

وإن البلاد السورية المطمئنة إلى أن المحاولات التي تحاول السلطة الفرنسية اجراءها فيها بالاعتماد على الأشخاص الذين لا يملكون ثقتها ولا يحوزون عطفها ستبوء بالفشل والواثقة باستطاعتها الحؤول دون تطبيق ما يهيئون لها من أحداث ومفاجئات لا تتفق مع ارادتها ورغبتها في الوحدة الشاملة والسيادة القومية المطلقة تعلن أن ما من سبيل للاستقرار المنشود إلا إذا تحققت لها مطالبها القومية وهي تكرر القول بأن الرجال الذين يخدمون قضيتها ويعملون لتحقيق أمانيها هم وحدهم الذين يستطيعون الكلام بأسمها، والنيابة عنها وان ما من أحد غيرهم يملك حق الكلام عنها، ولا المفاوضة باسمها.

والكتلة الوطنية التي تشكر البلاد تأييدها لها وتضامنها معها، تدعو الأمة إلى انتظار الدعوة التي توجهها إليها قريباً للتنظيم الوطنين الذي تسرع الآن جادة في تهيئة وسائله وإعداد تفاصيله).