أحداث

حفل افتتاح مصرف سورية المركزي عام 1956

حفل افتتاح مصرف سورية المركزي عام 1956م

جرى الحفل في الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء الأول من آب عام 1956 في مدرج الجامعة السورية وتحت رعاية الرئيس شكري القوتلي.

شارك في الحفل صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء والوزراء وبعض النواب وكبار الشخصيات.

كما حضرها أعضاء الجانب الأردني في المحادثات الاقتصادية، وقاضي قضاة القطر السوداني، وعدد كبير من المدعويين وعلى رأسهم رجال المال والاقتصاد، وممثلو الغرف التجارية والصناعية والزراعية وكبار التجار.

بعد افتتاح الحفل ألقى الرئيس شكري القوتلي الكلمة التالية:

(حضرات الإخوان

يسعدني أن افتتح اليوم مصرف سورية المركزي، وأعلن بكل فخر واعتزاز انطلاق هذه المؤسسة الوطنية الكبرى إلى ميدان النشاط المالي والاقتصادي.

كما أنه ليسعد الألوف من أبناء هذا الوطن العزيز أن يشاهدوا بناءً جديداً للسيادة الكاملة والحرية المالية يرتفع إلى جانب الكثير من العزة والكرامة والاستقلال التي أشادوها بسواعدهم.

إن يكن جلاء المستعمر المحتل عن وطننا أيها الاخوان خطوة أساسية حققناها من أجل ترسيخ السيادة ونشر أسباب العدل والازدهار، ففي هذا العمل الاقتصادي توطيد لهذه السيادة وتحقيق لأهم معاني الجلاء وفي إنشاء مصرف وطني مركزي في سورية تؤكد الدولة حريتها في الميدان النقدي كما أكدتها في شتى الحقول الأخرى فبمثل هذه المؤسسات يصان اقتصادنا الوطني وفق توجيه المصلحة العليا وما تقضي به شؤون البلاد وحاجاتها.

إن هذه المؤسسة الوطنية التي نحتفل اليوم بافتتاحها هي بمثابة الدفة في القيادة التوجيهية المالية والاقتصادية تديرها الحكومة في الاتجاه الذي ينسجم مع مصالح الوطن ضمن حدوده وخارج حدوده، وهي في الوقت نفسه مجموعة الركائز التي تقوم عليها أي سياسة مصرفية أو نقدية فلابد لنا ونحن في سبيلها يوماً بعد يوم إلى استكمال جميل مراحل التطور في إنماء الثروة القومية وتعزيزها وتشجيع الإنتاج والمنتجين من أن نرفع فوق هذه الدعائم مؤسسات وطنية أخرى ليست بأقل أهمية شأناً وهي مؤسسات المصرف الزراعي والمصرف العقاري والمصرف الصناعي ومؤسسة صندوق التوفير على غرار ما يجري في أرقى الدول.

وعن طريق هذه المؤسسات تستطيع الدولة أن تمد يدها القادرة للزارع والصنانع وللمواطنين عامة في سبيل مضاعفة الإنتاج وإنماء الثروة القومية وتحسين حالة الفرد ونشر وسائل العمل وإفساح إمكانيات التفوق.

على هذا الرجاء الكبير بمستقبل تتلاقى فيه جميع معدات العمل والإنتاج وتتوطد حرية المواطنين على أسس العدل والرخاء العام.

أبارك هذه المؤسسة في يوم افتتاحها وأتوسم لها وللايدي الوطنية التي تشرف عليها وتتولاها التوفيق والسداد في أداء مهمتها في حقل الخير العام).

المراجع والهوامش:

(1). مجموعة خطب الرئيس شكري القوتلي - خلال عامين من رئاسته أيلول 1955 و أيلول 1957، دمشق عام 1957م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى