في مساء يوم السادس والعشرين من تموز عام 1956 ألقى الرئيس جمال عبد الناصر كلمة بمناسبة عيد الثورة المصرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس.
وأعلن عبد الناصر: (تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، شركة مساهمة مصرية، وينتقل إلى الدولة جميع مالها من أموال وحقوق، وما عليها من التزامات وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة حالياً على إدارتها).
جاء التأميم كرد على سحب البنك الدولي لعرض تمويل مشروع السد العالي، وكان قرار التأميم بداية لما عرف حينها بـ “أزمة السويس”.
الموقف السوري الرسمي:
في مساء الثامن والعشرين من تموز عام 1956م، ألقى صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء كلمة بمناسبة قرار الحكومة المصرية تأميم شركة قناة السويس، هذا نصها....
حضرات النواب المحترمين
بالأمس اتخذت الحكومة المصرية قراراً أذاعه رئيس الجمهورية بتأميم شركة قناة السويس العالمية، وإنه ليسر الحكومة التي أتشرف برئاستها أن تعلن تأييدها القوى المطلق، وتأييد الشعب العربي في سوريا لهذا التدبير الحكيم، الذي جاء في وقته المناسب، يحرر الشقيقة العزيزة مصر من ربقة أعظم غل من أغلال الأستعمار الاقتصادي.
إن حكومتي مقتنعة تمام الإقتناع، بما فعلته الحكومة المصرية هو حق من حقوقها المشروعة والتي ينبع من مفهوم السيادة القومية، وتدبير من التدابير التي تقر الشرائع الدولية والسابقات العملية اتخاذها، وليس لأحد أن ينازعها هذا الحق المشروع.
ونحن الذين نرى أن سلامتنا وسلامة مصر قائمة على اتحادنا العربي الذي نعمل له جادين، نريد أن يعلم كل إنسان في هذه الدنيا، أننا سنقف إلى جانب شقيقتنا الكبرى في سرائها وضرائها، وسنضع جميع إمكانياتنا في سبيل رد الأذى عنها.
ولقد آن للدول المستعمرة أن تبدل عقيتها وطراز تفكيرها وتقييم علاقاتها مع الأمة العربية ، على أساس الاحق الدولي والمساواة بين الأمم، والبعد عن التحكم والاستثمار، والاعتراف لكل شعب عربي في حقه الصريح في السيادة وتقرير المصير، وبدون ذلك ستظل روح النقمة والحقد تغلي في صدر كل عربي.
إن العرب يخوضون معركة حريتهم وحقهم في الحياة، وإن الله سيأخذ بيدنا لتحقيق ما تصبو إليه أجيالنا الصاعدة ولنحتل مكاننا الطبيعي تحت الشمس، كعضو نافع في الأسرة الدولية، ولن يجعل الله خاتمة هذه المعركة إلا ظفراً مشرفاً ونصراً مؤزراً.
فارس الخوري:
وصرح فارس الخوري إلى الصحف بما يلي:
(إن العمل الذي أقدمت عليه الحكومة لتأميم قناة السويس ضمن صلاحياتها التي تمارسها بوصفها كدولة مستقلة ذات سيادة مطلقة، وهو عمل قانوني وشرعي وليس لأحد أن يحول دونه أو يعرقل تنفيذه مادامت مصر قد التزمت تأدية التعويض العادل لأصحاب الاستحقاق.[/R]....
أما في المجال القانوني الدولي فإن صلاحية محكمة العدل الدولية محصورة بموجب نظامها بالحكم في الخلافات التي تنشأ بين دول ترضى بحكمها، وليس لهذه المحكمة اختصاص للنظر في الخلافات الناشبة بين الأفراد، والشركات، وقد سبق لها ونظرت في دعوى شركة النفط.
أما مجلس الأمن فلا يستطيع الغرب إثارة القضية أمامه لأن هذا المجلس يبحث في النزاعات الدولية التي من شأنها أن تهدد الأمن الدولي وليس في هذه القضية ما يتصل بذلك أو يهدد السلم العالمي.
وأضاف: أن للدول البحرية حقاً واحداً فقط هو حق المرور لبواخرها من قناة السويس وليس على مصر سوى التزام دولي واحد وهو أن لا تعرقل حرية المرور وهو حق معروف باسم حرية المرور البري أو حرية المرور المسالم، وإذا عارضتها مصر لهذا الحق فإن لها عندئذ حق الاعتراض وذلك بأن القناة هي عادة موصلة بين بين البحور العامة وقناة السويس تصل بين بحري الأبيض والأحمر وهما بحران عامان.
وفي امتياز القناة “الفرمان” تصريح بأن المرور البري مباح في وقت السلم والحرب على السواء، ولم تفكر مصر بعرقلة المرور كما لم يصدر عن المسؤولين ما يشير إلى ذلك فلا مجال إذن لاعتراض أحد، أما إذا كانت في حالة حرب فلها حق منع بواخر تلك الدول من المرور كما هي الحال مع إسرائيل لأن مصر في حالة حرب معها.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة بردى - دمشق، العدد 2114 الصادر يوم الأحد التاسع والعشرين من تموز عام 1956م
(2). صحيفة بردى - دمشق، العدد 2114 الصادر يوم الأحد التاسع والعشرين من تموز عام 1956م
قرار تعيين مصطفى تحسين القواس رئيساً للدائرة السياسية في سورية عام 1951م
كلمة صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء بمناسبة تأميم شركة قناة السويس