الاتحاد القومي في سورية

الاتحاد القومي في سورية

تشكل الإتحاد القومي استناداً إلى المادة الثانية والسبعون من الدستور المؤقت والقاضية بتشكيل الاتحاد القومي.

البدايات:

في الخامس عشر من نيسان عام 1958م، جاء أنور السادات رئيس الاتحاد القومي في مصر قبل الوحدة، ومعه السيد محمد أبو نار عضو مجلس الأمة في الإقليم المصري إلى دمشق لدراسة الخطوات اللازمة لتشكيل الاتحاد القومي الجديد.

إعلان قيام الاتحاد

أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تشكيل لجنة عليا لوضع المبادئ العامة للاتحاد وتنظيمات الاتحاد القومي في أثناء انعقاد الجلسة الوزارية لعموم الجمهورية في القاهرة.

وحدد الرئيس الإطار لهذا الاتحاد، (إن طالب أن يشمل كل المواطنين على اختلاف طبقاتهم وطوائفهم ونزعاتهم وآرائهم وباستثناء الشيوعيين الذين أعلنوا موقفهم المعارض لحل الأحزاب ولنظام الوحدة.

تكونت هذه اللجنة العليا من عبد اللطيف البغدادي رئيساً، أكرم الحوراني نائباً للرئيس، زكريا محي الدين، كمال حسين، صلاح البيطار، أحمد عبد الكريم، كمال رفعت أعضاء.

كلفت هذه اللجنة بالإضافة إلى وضع المبادئ العامة وتنظيمات الاتحاد القومي، بوضع الأسس الفكرية والاقتصادية والاجتماعية التي ستبنى عليها الوحدة العربية.

---

تشكيلات الاتحاد القومي:

رئيس الاتحاد القومي

اللجنة التنفيذية العليا (18 عضواً).

اللجنة العامة للمؤتمر العام (250 عضواً).

المؤتمر العام للاتحاد القومي (1850 عضواً).

الأعضاء في الإقليم المصري:

اللجنة التنفيذية (16 عضواً)

اللجنة العامة (450 عضواً)

مؤتمر الإقليم المصري (4000 عضواً).

الإقليم السوري:

اللجنة التنفيذية (9 أعضاء).

اللجنة العامة (220 عضواً).

مؤتمر الإقليم السوري (1400 عضو).

---

في الرابع والعشرين من حزيران عام 1960م، أصدر الرئيس جمال عبد الناصر بوصفه رئيساً للاتحاد القومي قراراً تناول تشكيلات الاتحاد القومي، جاء فيه:

المادة الأولى – المؤتمر العام

“ويتكون المؤتمر العام للاتحاد القومي للجمهورية العربية المتحدة على الوجه الآتي:

(أ) رئيس الاتحاد القومي.

(ب) نواب رئيس الجمهورية، والمشرفان على تنظيم الاتحاد القومي في الإقليمين، وأمين سر الاتحاد القومي في الإقليم السوري، والوزراء ونوابهم، ومستشارو رئيس الجمهورية.

(ج) أعضاء اللجان التنفيذية للاتحاد القومي في المديريات والمحافظات.

(د) أعضاء هيئات مكاتب اللجان التنفيذية للاتحاد القومي في الأقسام والبنادر وعواصم المديريات والمراكز والمناطق.

(هـ) أعضاء يمثلون الهيئات والنقابات والمؤسسات العامة، والوزارات بحيث لا يزيد عددهم على نصف عدد الأعضاء المنصوص عليهم في الفقرتين السابقتين، ويصدر بتعيينهم قرار من رئيس الاتحاد القومي).

---

كُتب وقيل عن الاتحاد القومي:

كتب أكرم الحوراني في مذكراته:

(في أوائل شهر تموز حدد عبد الناصر في حديث له، كتبه رئيس تحرير جريدة الأهرام محمد حسنين هيكل، تحت عنوان: (هذا هو الاتحاد القومي) جاء فيه:

إنه ليس حزباً لأصحاب الأموال وحدهم، وليس حزباً لملاك الأرض وحدهم، وليس حزباً للأجراء وحدهم، وليس حزباً للذين ورثوا، وليس حزباً للذين لم يرثوا، ليس حزباً لطبقة، وليس حزباً لجماعة، وليس حزباً لفرد، وإنما هو تنظيم الوطن بأكمله بلا تمييز ولا تفرقة ولو كان  حزباً فأين هو الحزب في تاريخ الأحزاب ذلك الذي يتم تكوينه بانتخابات حرة عامة على نطاق  وطني شامل؟

إن شرح وتوضيح ماهية الاتحاد القومي كما كتبه هيكل وكما جاء على لسان عبد الناصر، قد أصبح موضعاً للتندر والنكات في القطرين، وأصبح الناس يرددونه كحزورة، والحقيقة ان الاتحاد القومي لم يكن قائماً ولا موجوداً، فلم يقصد منه ان يكون له أي وجود سياسي أو قومي أو اقتصادي أو اجتماعي، بل كان الغرض منه الهاء المواطنين واشغالهم دون طائل، وفي ذلك ما فيه من إستغفال للشعب وامتهان للمواطنين، وللرأي العام).

عبد اللطيف البغدادي، كتب:

(لم يكن هنالك تنظيم سياسي إلا تنظيم الاتحاد القومي، وهو نفسه كان تنظيماً فاشلاً، ولا يشارك في وضع السياسة العامة للبلاد، وحتى قراراته نفسها- إن اتخذ قراراً- لم تكن ملزمة لأحد، ومجلس الأمة سلطة الرقابة الشعبية على أجهزة الدولة، كان قد أصبح أضحوكة الجميع، ولم يكن يباشر صلاحياته بل وصوته لم يكن مسموعاً).

جمال عبد الناصر:

جاء في خطاب جمال عبد الناصر في خطاب له في الاحتفال بذكرى 23 تموز عام 1959م: (نحن نقيم الاتحاد القومي لجميع المواطنين وليس لأتباع جمال عبد الناصر وأنور السادات أو أي شخص آخر، لأنكم أنتم في السنين التي فاتت قاسيتم من الحزبية وقاسيتم من السيطرة، ورأيتم كيف أن الحزبية تتحول إلى السيطرة والاستغلال، ورأيتم كيف أن الذين ينادون بالوطنية والحرية في الخطب التي يلقونها في البرلماني عندما يصلون للحكم يشتري كل واحد منهم عزبة أو يكبر التفتيش أو الغيط، أما اليوم فلا يوجد والله الحمد واحد منا يشتري الفداددين).