وثائق سوريا

كلمة نور الدين الأتاسي رئيس الدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1967م

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورة استثنائية بسبب حرب حزيران عام 1967م، شارك في الدورة الرئيس نور الدين الأتاسي الذي ألقى كلمة في العشرين من حزيران، جاء فيها.:

سيادة الرئيس

أسمحوا لي أن أشكركم وأشكر جميع الذين ساهموا في انعقاد هذه الدورة الاستثنائية الخاصة للجمعية العمومية لمعالجة الحالة الخطيرة التي نجمت عن الغزو الإسرائيلي الاستعماري لأجزاء جديدة من وطننا العربي، ولإدانة هذا العدوان وإزالة آثاره كاملة دون قيد أو شرط.

إننا هنا يا سيادة الرئيس لنعبر عن ثقتنا بالضمير العالمي الذي يتمثل اليوم في الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث يتطلع إلى هذا الاجتماع شعبنا العربي وجميع الشعوب الصغيرة والشعوب المحبة للسلام في العالم أجمع وخاصة لأن هذه المنظمة الدولية هي آمل الشعوب الاخيرة في انتصار القانون والحق والعدالة على شريعة الغاب والغزو بعد أن حالت بريطانيا والولايات المتحدة دون قيام مجلس الأمن بمسؤولياته في إدانة إسرائيل وسحب قواتها المعتدية.

وقال بعد ذلك: إن العدوان الإسرائيلي على الدول العربية يصل دائماً إلى ذروته عندما تكون الدول الاستعمارية على أشد خلاف لها مع الدول العربية.

وقال: إن هذا يوضح العلاقة الوثيقة بين الاستعمار والصهيونية اللذين ينسقان خططهما وأعمالهما، وقال أن أفضل إثبات لذلك هو الحملة الثلاثية على السويس في سنة 1956 التي شنت لأن مصر اختارت حينذاك “خطاً تقدمياً”.

حث الدكتور الأتاسي الجمعية ألا تلقى بالا “لنداءات السلام التي تتسم بطابع النفاق والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الروتين الإسرائيلي”.

وقال : إن التاريخ يظهر أن إسرائيل تصدر مثل هذه النداءات استعداداً لارتكاب اعتداءات جديدة وهذا ما حصل في العام 1956 وقبل هذا العدوان الأخير عندما أعلن الإسرائيليون أنهم لا يستعدون للحرب.

وأضاف يقول: (أن الأمة العربية دفعت ثمن احترامها للرأي العام العالمي وإرادة الأمم المتحدة من دماء أبنائها ودمار مدنها وقراها واستيلاء المعتدين على جزء من الوطن العربي).

وقال أن إسرائيل لم تكن قد احتلت أية نقطة من الأراضي السورية عندما قبلت سورية قرار وقف إطلاق النار، وقد بدا الغزو بعد ذلك وحين كان مجلس الأمن مجتمعاً.

ومضى يقول أن الغزو الإسرائيلي اقترن بمناورات متعددة قام بها المندوبان الأميركي والبريطاني لتأخير أعمال المجلس وكان المندوب الإسرائيلي في الوقت ذاته يزود المجلس بمعلومات كاذبة.

وقال أن بريطانيا والولايات المتحدة أرادتا ان تحولا دون مجلس الأمس وتصريف واجباته بحيث تفسحان المجال لإسرائيل لاحتلال أرض سورية.

وحمل الدكتور الأتاسي بعنف على الاستعمار وعلى “سيطرة حلف من أشد الأحلاف غرابة” قال أنه أنشئ بين الصهيونية ودول الاستعمار واشار إلى أن غاية الاستعمار والصهيونية إبادة العرب.

وقال أن الهجوم الإسرائيلي على سورية أدى إلى تشريد 400 ألف شخص، واتهم الإسرائيليين بإطلاق النار على الجرحى العرب.

واضاف يقول  أن العرب يرغمون على دفع ثمن جرائم النازية في أوربا وقال إن الكفاح الذي يجري في الوطن العربي جزء لا يتجزأ من كفاح العالم الثالث ضد الإمبريالية والاستعمار، وهو كفاح في سبيل العيش بحرية وكرامة ضد المصالح الإمبريالية والصهيونية اللتين تستهدفان الإبقاء على التخلف والفرقة الداخلية.

وحث الجمعية على شجب العدوان الإسرائيلي وقال إن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا الغربية سلحت إسرائيل لتكون أداة لحماية مصالحها النفطية، وقال أن الولايات المتحدة تحاول فرض الحلول التي تبرر وتبيح شريعة القوة فلو أذعنت الدول العربية لمثل هذه الطريقة فإنها تحفر بذلك قبر الأمم المتحدة وتدفن آمال جميع الدول. كما وافق الأتاسي على مشروع القرار الذي تقدم به ألكسي كوسجين وقال إن الموافقة على مشروع القرار هذا ستؤدي إلى صيانة السلام ومنع وقوع انفجار جديد.

المراجع والهوامش:

(1). اليوميات الفلسطينية ، مركز الأبحاث، منظمة التحرير الفلسطينية، المجلد 4-6 ، بيروت عام 1968م، صـ 670

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى