كلمة هاشم الأتاسي في مجلس النواب عقب انتخابه رئيساً عام 1950

كلمة الرئيس هاشم الأتاسي في مجلس النواب عقب انتخابه رئيساً  في الخامس من أيلول عام 1950م

نص الكلمة:

حضرات النوام الأعزاء

استهل كلمتي بالشكر أزجيه إليكم جميعاً على ما منحتموني من ثقة غالية، وما اوليتموني من شرف بانتخابكم إياي رئيساً للجمهورية السورية.

وإني إذ أشكر لكم شعوركم النبيل نحوي أتوجه إلى الله العلي القدير أن يوفقني لأداء الأمانة التي حملتمونيها وتحقيق الرسالة التي عهدتم بها إلي، وإن ذلك منوط باحترامنا جميعاً للدستور ووفائنا لمبادئه والتنفيذ النزيه للقوانين والشرائع المستوحاة منه.

وإنه ليسرني وقد أتمتم ما عهدت به الأمة إليكم من مهمة سامية ومسؤولية خطيرة وأن أبارك لكم عملكم وأن أثني على ما بذلتموه في سبيل ذلك من جهد واخلاص حتى جاء الدستور وقد ضمن لكل فرد حريته وصان لكل مواطن  حفه، وأكد للشعب سلطاته، وعزز للقضاء حرمته، و حدد لكل سلطة حدودها في مبادئ تقدمية واضحة وعلى أسس حديثة عادلة تساير تطورات الزمن وتحقق العدالة الإجتماعية.

أيها النواب الأعزاء

أما وقد تم وضع الدستور بحمد الله فإني أرجو بأن نبدأ اليوم مرحلة جديدة تتعاون فيها جميع عناصر الأمة وتتآزر كافة طبقات الشعب على توفير أسباب الرفاه والأزدهار والوطن.

وإني ليطيب لي أن انتهز هذه الفرصة لأعرب عن حرص سوريا على تقوية أواصر الود والتعاون والتقارب مع جميع الأقطار العربية وعلى العمل بإخلاص في جامعة الدولة العربية على تحقيق كل ما يؤول لرفع شأن العرب وتقوية الروابط فيما بينهم، وخاصة لإعادة الحق والعدل إلى نصابهما في فلسطين العزيزة.

كما يطيب لي أن أنوه برغبة سوريا في إقامة علاقاتها مع الدول الأجنبية على أساس الود والتفاهم، والمساهمة في منظمة الأمم المتحدة وتحقيق ما أنطوى عليه ميثاقها وتأييد كل ما من شأنه أن يعزز الحق والسلام في العالم.

أيها النواب الكرام

هذه فاتحة عهد جديد فلنقبل عليه بنفوس يملؤها الأمل والثقة والعزم، ولنبدأ مرحلتنا الجديدة بالإيمان الصادق، والعمل المنتج، والغرض النزيه.

ولتكن غايتنا المثلى وهدفنا الأسمى مرضاة الله وسعادة الشعب ومجد الوطن.

بارك الله فيكم، وسدد خطاكم، ووفقنا جميعاً إلى سواء السبيل.