وثائق سوريا

نداء خالد بكداش .. في سبيل وحدة جميع الشيوعيين السوريين عام 1987

نداء خالد بكداش

نداء في سبيل وحدة جميع الشيوعيين السوريين

إليكم جميعاً أيها الشيوعيون السوريون!

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق!

تؤكد تعاليم اللينينية أن وحدة الشيوعيين في تنظيم الطليعي هو أحد الشروط الأساسية لكي تحقق الطبقة العاملة أهدافها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لذلك يجب أن يكون الشيوعيون في كل بلد موحدي الإرادة والعمل في حزب واحد.

ومن الواضح أن مصلحة وطننا وشعبنا تتطلب جهود جميع الشيوعيين السوريين موحدي الإرادة والعمل في حزب واحد.

لذلك نتوجه بهذا النداء إلى الرفاق الذين كنا وإياهم معاً حتى الأمس القريب في تنظيم واحد، وإلى الرفاق الذين غادروا الحزب لهذا السبب أو ذاك، نتوجه إليهم جميعاً قواعد، وكوادر، وقيادات، وندعوكم للعمل الجاد في سبيل تحقيق وحدة جميع الشيوعيين السوريين على أسس الماركسية اللينينية ومبادئ الأممية البروليتارية وأسس التنظيم اللينينية وبخاصة مبادئ المركزية الديمقراطية.

ففي الوقت الذي تستشرس فيه الحملة المحمومة ضد حركة التحرر الوطني العربية من قبل الإمبريالية والصهيونية، بهدف إسقاط الأنظمة الوطنية في المنطقة وتحقيق هيمنتها التامة عليها، فنحن كلنا كشيوعيين نرى أهمية رص صفوف كافة الوطنيين والتقدميين في وجه هذه الهجمة الشرسة لإلحاق الهزيمة بها، ولا ريب أن وحدتنا نحن الشيوعيين تفتح المجال أرحب للقيام بهذه المهمة الوطنية الكبرى.

إن أموراً كثيرة تجمعنا بصفتنا شيوعيين. فإذا كنا متفقين على دعم موقف سورية العربية التي تلعب دوراً بارزاً في التصدي للمخططات الامبريالية والصهيونية في المنطقة، ومتفقين على توطيد الجبهة الوطنية التقدمية في سورية، وإذا كنا متفقين على النضال في سبيل مطالب الشعب، ومن أجلال القضاء على دور البرجوازية البيروقراطية والطفيلية التخريبي في حياة البلاد والنضال في سبيل التقدم الاجتماعي والاشتراكية، وإذا كنا متفقين على حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وإذا كنا متفقين على أهمية الالتفاف حول الحزب الشيوعي السوفيتي المجيد وتوطيد أواصر الصداقة الكفاحية الثابتة معه، وإذا كنا متفقين على المساهمة في النضال من أجل حماية السلم العالمي ودرء الكارثة النووية. فما الذي يمنعنا من تحقيق وحدتنا؟

إننا نرى أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، اتجاه العمل من أجل الوحدة، يجب أن تكون: العمل المشترك والتنسيق بيننا في مختلف ميادين النضال دون إبطاء، وتشكيل لجان عمل مشترك على كافة المستويات لتحقيق ذلك، والبدء بالحوار الجدي من أجل العمل لتحقيق هذه الوحدة. إن هذا الشكل من التعاضد النضالي سيفتح مجالاً رحباً للانتقال إلى المرحلة اللاحقة، ألا وهي وحدة كافة الشيوعيين السوريين في تنظيم طليعي موحد، يحدد سياسته انطلاقاً من الأركان الثلاثة التي أقرها المؤتمر الثالث للحزب وأكدتها المؤتمرات اللاحقة وهي:

1- التعاون مع كافة القوى الوطنية والتقدمية وخاصة حزب البعث العربي الاشتراكي.

2- النضال المستمر في سبيل مصالح العمال وسائر الجماهير الكادحة.

3- الحفاظ على وجه الحزب المستقل، وخاصة في القضايا المبدئية والقضايا السياسية الكبرى.

وإذا كان هناك تباين في الآراء حول هذه القضية أو تلك، فإن ذلك يمكن حله بالحوار الرفاقي في الحزب الواحد.

إن تحقيق وحدة الشيوعيين السوريين هو هدف يمليه علينا الواجب الطبقي، الوطني والأممي، فلنعمل جميعاً بإخلاص ونكران الذات في سبيل ذلك.

دمشق في 18  كانون الثاني 1987

 

زر الذهاب إلى الأعلى