شهادات ومذكرات
لماذا لم يشترك العلويون في المؤتمر السوري العام؟

كتب الوزير والقاضي يوسف الحكيم في مذكراته عن عدم اشتراك العلويين في المؤتمر السوري العام ما يلي: ().
كان العلويون الذين يؤلفون أكثرية سكان متصرفية اللاذقية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى 1918م، عرضة للجور والظلم والامتهان من أكثر الحكومات التي تعاقبت في العهد العثماني. رغم اتصافهم بالوداعة والخضوع لأمر الحكومة وذوي النفوذ عدا الفريق المقيم في الجبال فقد ظل عزيز الجانب.
لقد عرف الفرنسيون هذه الحقيقة، فقاموا منذ بدء احتلالهم المنطقة الغربية بجعل متصرفية اللاذقية بأقضيتها الثلاثة: جبلة، والمرقب (بانياس)، وصهيون (الحفة)، حكومة مستقلة، وأضافوا إليها من جوارها الأقضية المسكونة بأكثرية علوية، وهي : صافيتا، الحصن، تلكلخ، طرطوس، العمرانية (مصياف)، جسر الشغور، وأطلقوا على هذه المجموعة اسماً جديداً هو “بلاد العلويين” نسبة إلى أكثرية سكانها.
ولا شك بأن حكومة هذه البلاد، ومركزها مدينة اللاذقية كانت في بدء الاحتلال برئاسة قائد فرنسي، يعاونه في مختلف المصالح الإدارية مديرون ومستشارون فرنسيون إلى جانب آخرين وطنيين.
وقد شملت هذه الحكومة العلويين بالعناية والعدالة، والعطف البارز، ووسادت بينهم وبين مواطنيهم المسلمين والمسيحيين، وأكثرهم مقيم في المدن، المساواة في الحقوق او الواجبات.
لذلك رأى العلويين أنفسهم في نعيم بعد سابق جحيم، وأخصلوا للإنتداب الفرنسي ولم يبعثوا بنائب عنهم إلى المؤتمر السوري خلافاً لأكثرية مسلمي اللاذقية وجبلة ولأقلية السنيين والمسيحيين في الحصن، ولفريق من أكثرية أنطاكية، أولى مدن اللواء، أي لواء اسكندرونة.
فكان موقف العلويين والحالة هذه متفقاً مع مزية عرفان الجميل، دون أن يشك أحد في إخلاصهم لوطنهم إخلاصاً برزت آثاره في ظروف لاحقة.
المراجع والهوامش:
(1). الحكيم (يوسف)، العهد الفيصيل، دار النهار، صـ 94
