التراث الشفهيمحافظة دمشق
الفراش اليابس .. من الحكايات الشعبية الشامية
الفراش اليابس .. من الحكايات الشعبية الشامية
توثيق الباحث نزار الأسود
يحكي أن رجلاً كان يعيش مع زوجته البخيلة. وفي كل يوم كان يقول لها: الفراش الذي أنام عليه فراش يابس يابنت الحلال. وفي صباح اليوم التالي، كانت الزوجة تخرج الفراش إلى السطح، وتنجده.
تخرج صوفه وتنجده وتنفشه ليصبح طرياً تحت زوجها. ولكن بلا فائدة. فقد كان الزوج في كل مساء، يقول: الفراش الذي أنام عليه فراش يابس يا بنت الحلال..!!، والزوجة تنجد الفراش في الصباح.
ذات يوم رأت الجارة الزوجة النحيلة تنجد الفراش، فسألتها عن السبب، فقصت عليها القصة، قالت الجارة: دواء زوجك عندي؟؟!! لا تهتمي لذلك، ولكن أدفعي لي عشر ليرات ذهبية، مقابل خدمتي لك، فوافقت الزوجة ودفعت لها الليرات.
ذهبت الجارة- وكانت سمينة، إلى دكان الزوج، وقالت له: أريد من هذا القماش ومن تلك الستائر، ومن هذا الحرير..! فجعل الزوج يقص لها ما طلبت، ذراعاً وذراعين. والجارة تكشف عن وجهها تارة، وتسدل منديلها تارة أخرى، لتغري الزوج.
وفي النهاية وقع في شباكها، فسألها عن حالها، فقالت له: إني أبحث عن زوج. فعرض الزواج عليها، وفوافقت على الفور، وجرى العقد في الدكان، وأخذت مهرها ثلاث مائة ليرة ذهباً.
استأجرت الجارة داراً وصانعة، وفرشت الدار بالآثاث الفاخر، وذهبت إلى الصيدلي- دكان العطار، فأخذت من عنده قطرة وعلقاً وحجاماً، وأدوات كي، وأدوية متنوعة.
وعند المساء جاء الزوج إلى بيت الزوجية، فوجد الصانعة تقطر في عين العروسة التي ابتدرته قائلة: ابتعد عني أنا رمدانة.
ثم علقت الصانعة العلق للعروس فقالت لعريسها: أنا دمي فاسد..! وعندما اقترب منها، أبعدته قائلة: ظهري يؤلمني. رجلي تؤلمني. فوضعت لها الصانعة كأس الحجامة. ثم حاول أن يقترب منها فقالت له: ابتعد عني جسمي يؤلمني.
وأخذت الصانعة تدهن جسمها بالمرهم والدهون، وتكويه بأدوات الكي، وعندما مد يده إلى شعرها ، قالت له: اسمع شعري شهر مستعار، وأنا امرأة قرعاء، وقد خطبني قبلك أربعون رجلاً، وهربوا قبل أن يدخلوا البيت، لما سمعوا عني وعن عللي، فهرب زوج المرأة مسروراً لنجاته منها.
وعندما نام مع زوجته النحيلة قال لها: آه فراشك طري يابنت الحلال..!
توتة توتة خلصت الحتوتة.
انظر:
