أحداث
انتخاب سليم البخاري رئيساً للعلماء في دمشق عام 1920
اجتمع في أواخر شهر كانون الأول عام 1920 مجموعة من علماء دمشق لانتخاب رئيس لهم بطريقة الإقتراع السري.
قبل بدء عملية الانتخاب تكلم حقي العظم الحاكم العام في دمشق وبين أهمية هذا المركز والمنصب، وضرورة انتخاب واختيار الكفؤ على أن لا يقل عمره عن خمسين عاماً.
ثم جرت عملية الانتخاب وأسفرت عن انتخاب الشيخ سليم البخاري رئيساً للعلماء في دمشق.
وبعد عملية الانتخاب أذاع قلم المطبوعات البلاغ التالي:
(إن تعيين رئيس العلماء هو من حقوق الحاكم العام وقد تنازل دولته عن هذا الحق في هذه المرة فانتخب رئيس العلماء من العلماء أنفسهم)(1).
ألغت الحكومة مديرية العلمية وأوجدت منصب رئاسة العلماء بدلاً منها ورأت أن تعهد بهذا المنصب إلى الشيخ بدر الدين الحسني، فعرضت عليه قبول هذا المنصب مرتين وكان جوابه في كلاهما هو الاعتذار لأسباب أوضحها للحكومة.
لذلك قررت الحكومة أن يتم اختيار رئيساً للعلماء في دمشق عبر عملية الانتخاب.
جرى الاجتماع في دمشق في السادس عشر من كانون الأول عام 1920 في بهو الحكومة.
افتتح الجلسة دولة حقي العظم حاكم دولة دمشق بالخطاب التالي:
ساداتي الأساتذة:
رجوت منكم أن تحضروا إلى دار الحكومة الآن لتبدوا آراءكم السديدة في مسألة حيوية دينية وطنية أريد بها منصب رئاسة العلماء وانتخاب رجل كفوء منكم يمثل المسلمين في هذه المنطقة تمثيلاً حسناً بعلمه وفضله.
المسألة مهمة للغاية في نظر كل وطني لأنها من المسائل الجوهرية في ارتقاء الأمة خصوصاً بعد أن انبأنا التاريخ بأن دمشق كان في كل زمن كهف العلوم الدينية والدنيوية وعلماؤها هم المرجع لأهل بلاد الشام وما وراء الشام من الأقطار والأمصار كانت الحكومة عرضت مرتين على الأستاذ الشيخ بدر الدين الحسني قبول رئاسة العلماء لما تعلم من سعة علمه وحسن أخلاقه واعتذر أما وقد رفض سماحته قبول هذا المنصب الشريف فقد رأت الحكومة أن تعمد إلى طريقة الانتخاب السري.
وإن على ثقة وأنتم علماء اجلاء تعرفون الواجب الوطني والديني أنكم لا تراعون في اختيار من يقع عليه اختياركم الا الكفاءة والأخلاق فإن أجدتم الاختيار وما أخالكم الا تجيدون فيه كان الفضل لكم وحفظتم هذه البقية من آثار السلف الصالح.
ورجائي أن لا يقل عمر من تختارونه عن خمسين عاماً على نحو ما قررته اللجنة التي عهد إليها من العلماء وضع اختصاص رئيس العلماء.
أريدكم على أن تختاروا ثلاثة من أمثل رجالكم وللحكومة حق ترجيح أحدهم ولكن حريتكم المطلقة في انتخاب المنتخبين ويسر حكومتنا وحكومة الانتداب المحترمة أن لا تسمع بينكم مشاكسة ولا شغباً. وهي كما تعلمون ترى من واجبها أن تشرف على العمل ضمن حدود الانتخاب لا ان تتدخل للتدخل بالفعل في عمل هو منكم واليكم فعساكم تلاحظون كل هذه الاعتبارات والله يوفقنا جميعاً لما فيه مصلحة الأمة المحبوبة والوطن العزيز.
جرت عملية الانتخاب وأسفرت النتيجة عن انتخاب: سليم البخاري، وعبد المحسن الأسطواني، وأبو الخير عابدين فعين دولة الحاكم سليم البخاري لهذا المنصب(2) .
(1) صحيفة لسان الحال – بيروت العدد 553- 8203 الصادر يوم الاثنين العشرين من كانون الأول عام 1920م.
(2) صحيفة العاصمة – دمشق، العدد 172 الصادر في يوم الخميس الثالث والعشرين من كانون الأول عام 1920م.