وثائق سوريا
بيان رفعت الأسد بُعيد وفاة حافظ الأسد عام 2000
بيان رفعت الأسد الذي أصدره في الثاني عشر من حزيران 2000 بمناسبة وفاة شقيقه حافظ الأسد والذي تعهد فيه بحركة تصحيحية جديدة في سورية.
أصدر رفعت الأسد بياناً في الثاني عشر من حزيران عام 2000 تعهد فيه القيام بحركة تصحيحية جديدة في سورية، وقال رفعت الأسد في البيان الذي بثته قناة “اي ان ان” أنه ستكون حركة تصحيحية جديدة لمسار جديد تشمل كافة الصعد.
وأنه سوف تحل الحرية في سورية وتقدم الديمقراطية.
واتهم رفعت الأسد القيادة الحالية بدمشق بانتهاك الدستور في إشارة إلى تعديل الدستور يوم إعلان وفاة حافظ الأسد.
نص البيان:
أيها الأخوة المواطنون،
يا جماهير شعبنا العربي السوري
رحل قائد كبير عن المسرح السياسي الوطني والعربي والدولي، وبرحيله يخسر ميدان النضال السوري أعز الفرسان وأكرم القادم وأنبل المناضلين، أنه الرئيس حافظ الأسد.
لقد تربيت “كوني الأخ الأصغر سناً” على يدي الأخ الأكبر الفقيد حافظ الأسد، وترعرت شاباً على قيم الوفاء والأخلاق والتفاني في سبيل الوطن في مدرسة المعلم حافظ الأسد.
لقد كان حافظ الأسد بالنسبة لي أباً وأخاً وقائداً طوال فترة تفوق على ربع قرن ليصبح بعدها رمزاً تعلق به وأنشد قيمه ومبادئه.
إنني يا أخي ومعلمي يا حافظ الأسد سأبقى كما كنت تعرفني البار الوفي المخلص لما تلقيته منك، وسيبقى نبراساً في طريقي أحمله مناضلاً صامداً الأعلاء راية الوطن والتفاني في خدمة الشعب.
لقد سار من أتى بعدك على غير هديك واعتبروني خطراً محدقاً بهم فحرموني المثول أمام جثمانك مصلياً مودعاً مبتهلاً ناذراً نفسي وبني وما أملك فداء لتاريخك ونضالك في سبيل الحرية وحقوق الوطن وكرامة المواطن.
حرمتني لجنة العمل بعدك من أقدس المواقف وأنبل المناسك، ترى أيها الراحل العظيم إذ قدروا الآن على هذا الحرمان والتغيب فهل هم قادرون عليها مستقبلاً؟!!
لا لن يستطيعوا تغييبك عني روحاً ووجداناً وعملاً واحتراماً للمسؤولية التي عاهدتك عليها وبقيت وأنت الأعلم وفياً لها.
أيها الفقيد الكبير لقد تركت فراغاً مفاجئاً ومفجعاً بعدك، حسب البعض أنهم سيملأونه مستسهلين أمر خلافتك مستصغرين صخامة المسؤولية من بعدك فقاموا بإجراءات طعنت الدستور فغيبت الشرعية واستهانت بإرادة الجموع الشعبية ظانة أن البكاء وحده يعطيها حسن السلوك والقيادة والتمثيل.
أيها الراحل الكبير:
يا جماهير شعبنا العربي السوري
في هذه المناسبة الفاجعة أجدد العهد الذي قطعته على نفسي بين يدي حافظ الأسد.
أجدد لكم بأنني سأبقى على العهد، وستكون حركة تصحيحة جديدة لمسار جديد تشمل كافة الصعد السياسية والإجتماعية والاقتصادية.
ستحل الحرية في سورية، وتقدم الديمقراطية في سورية، ويأخذ المواطن دوره في بناء الوطن، واختيار ممثليه في سورية، إنني ملتزم أمامكم وعلى مدى حواسي كلها بهذه المعاني، وهذه القيم، وإذ لم أقم بها فلا كنت أنا ولا كنت ابن سورية وشعبها.
أيها الراحل العزيز
يا جماهير شعبنا الأصيل..
ليس الخلاف بيني وبين هذه اللجنة المديرة لشؤون سورية الآن على منصب الخلافة بل إن الخلاف بيننا هو على تجسيد الخلافة قيادة وأخلاقاً وتجربة وتصميماً واحتراماً للمبادئ والمثل التي ناضلت مع حافظ الأسد جنباً إلى جنب لترسيخها واستمرارها دون ميل أو انحراف أو تقاعس.
إن هذه المعاني تفرض علي أن أكون حاضراً دوماً معكم إلى جانبكم التزم بكم وبتطلعاتكم صوب مستقبل آمن متحضر وديمقراطي رغيد.
أيها الراحل العظيم كم كنت أتمنى أن أعانقك في اللحظة الأخيرة من وداعك رغم قسوة عقوق أبنائنا ورفاقنا.
رحمك الله حياً وميتاً، وأسكنك فسيح جناته
الدكتور رفعت علي الأسد
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة القدس العربي - لندن، العدد 3449 الصادر في يوم الثلاثاء 12 حزيران 2000
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة القدس العربي - لندن، العدد 3449 الصادر في يوم الثلاثاء 12 حزيران 2000