بيان تأييد عصبة العمل القومي للكتلة الوطنية عام 1936

بيان تأييد عصبة العمل القومي للكتلة الوطنية الذي نشر في الصحف في العاشر من آذار عام 1936م.

(إن الموقف الخطير الذي تجتازه البلاد في هذه الآونة يحتم على الأفراد والهيئات الوطنية أن ينظروا فيه بنزاهة في القصد وتجرد عن التقديرات  الحزبية والنزاعات الفردية وأن يعالجوه بما يستدعي من حزم وتدبر وروية.

فعصبة العمل القومي اجتمعت بحضور أعضاء لها من مختلف أنحاء البلاد واستعرضت الموقف وتبينت نواحيه واتجاهاته وهي تتقدم إلى الأمة الكريمة ببيانها هذا معربة عن رأيها في الأسلوب العملي  الذي يجب على الأمة سلوكه في هذا الوقف.

إن الحدث الأخير وقبول المفاوضات على الأسس المعروضة جعلا الهيئات الوطنية تجاه آمر واقع وبات من البين ان سلوك الطرق التي تعرقل المفاوضة وتقاومها يسبب اضطراباً في جبهة الكفاح الوطني، ويحدث بلبلة في البلاد، واضطراباً يصدع تضامن الأمة في زمن أحوج ما تكون فيه إلى التعاون والاتحاد.

والمفاوضات التي دارت لم تصل بالقضية السورية إلى حل نهائي ولكنها فتحت باباً لمعالجتها مباشرة مع الحكومة الفرنسية في باريس بمدة قصيرة ووضعت أساساً لحل قد يجقق نواحي هامة من الأماني القومية في سورية.

فتفادياً من حدوث بلبلة في الحركة الوطنية واضطراب ترى العصبة أن تدع الأمة هذه التجربة تمر مع محافظتها محافظة تامة على تنبهها وحذرها وسهرها على أمانيها القومية التي أرخصت النفوس والأموال في سبيلها وعلى تحفزها واستعدادها لاستئناف الجهاد متى دعت الحاجة.

والعصبة على اعتزازها بيقطة الأمة ومواقفها المجيدة تعتقد والحالة هذه أنه لا يصير حركة الجهاد القومي ان يهيأ في البلاد جو هادئ لا يعرقل سير المفاوضات المنتظرة وعلى المفاوض السوري أن يتمسك بحقوق الأمة تمسكها بها وأن يشتد بتكاتفها وتضامنها والعصبة تؤكد بهذه المناسبة تمسكها التام بمنهجها المعروف وتقرر تجاه الموقف الدقيق الحاضر.

أولاً- ان تدعو الأمة إلى السهر على حقوقها والاستمرار في استعدادها لصيانة هذه الحقوق.

ثانياً- ان تمكن الأمة من إجراء المفاوضات المقبلة بإزالة حالة الإضراب.

أمين السر                                 صبري العسلي