التراث الشفهيمحافظة دمشق
القديمة والجديدة .. من الحكايات الشعبية الشامية
القديمة والجديدة .. من الحكايات الشعبية الشامية
توثيق الباحث نزار الأسود
كان رجل يعيش مع زوجتيه عيشة راضية هنية، وفي يوم من الأيام أحب أصدقاؤه أن ينكدوا عيشة بمزحة ثقيلة، وكان من عادتهم أن يقيموا في كل يوم سهرة بدار أحدهم على التناوب يقدم فيها ما لذ وطاب من أصناف الحلويات والفواكه والشاي.
أخذ صديق ظريف صينية الحلو إلى زوجة الرجل القديمة، وقال لها: هذا حلو أرسله إليك زوجك ثم استدرك قائلاً: أهذه دار زوجة صديقي القديمة أم الجديدة؟
فقالت له: هذه دار الزوجة القديمة، فقال: عفوك. وحمل الحلو، ومضى به، قائلاً: صينية الحلو هذه لزوجة صديقي الجديدة.
ومضى الصديق إلى دار الزوجة الجديدة، وقال لها، هذا حلو أرسله إليك زوجك ولكن أأنت الزوجة القديمة أم الجديدة؟ فقالت له: أنا الزوجة الجديدة. فعاد الصديق من حيث أتى قائلاً: أنا آسف الحلو من أجل الزوجة القديمة.
وعاد الصديق إلى أصدقائه، فأكلوا من الحلويات، وأمضوا سهرتهم، وبعد ذلك ذهب الزوج إلى دار زوجته القديمة فوجدها غاضبة من فعلته، ولم يجد أذناً تسمع عذراً ثم طردته، وأوصدت الباب دونه قائلة: اذهب إلى حيث ذهبت صينية الحلو. وكذلك فعلت زوجته الثانية.
ذهب الزوج إلى دار أهله، وأمضى ليلته فيها. وفي الصباح ذهب إلى عمله في سوق البزورية فوجد أصدقاءه يضحكون فقال لهم: ما فعلتم؟ فقصوا عليه القصة، وعرف الصديق الذي فعل به ذلك.
وفي المساء ذهب إلى باب هذا الصديق فطيّنه ومضى، وعندما جاء الصديق بحث عن باب داره فلم يجده، فاستغاث بالحارس فلم يجد الباب فبحث عنه على ضوء الفانوس فلم يجده، وهكذا نزل إلى بيته من السطح، ففزعت زوجته وأخذت تصيح: حرامي .. حرامي، وحاولت ضربه، واجتمع عليه أهل الحارة، ثم بينت أنه زوجها- وعاد الزوج يبحث عن باب داره فوجده مطيناً، ووجد عنده صديقه يضحك فقال له: واحدة بواحدة. وتعاهدوا على ترك هذا المزاح الثقيل.
وتوتة توتة خلصت الحتوتة.
انظر:
الحكايات الشعبية في الساحل السوري