وثائق سوريا
كلمة محمد أبو اليسر عابدين بعد انتخابه رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى 1958
كلمة محمد أبو اليسر عابدين المفتي العام في الإقليم الشمالي – سورية بعد انتخابه رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى في يوم السبت الرابع والعشرين من أيار عام 1958م.
النص:
إني أشكر ثقتكم الغالية التي أوليتمونيها بتجديد انتخابي لرئاسة المجلس الإسلامي الأعلى الذي يضم نخبة البلاد السورية من رجال العلم والدين.
وإن هذا أول مجلس من نوعه يعقد بعد الوحدة التي أرجو الله أن يوفقنا شكر نعمة الحصول عليها لأنها جمعت شمل الأخوة بعد التفرق. والتي وفق لها بطل العروبة والإسلام، الرئيس جمال عبد الناصر وسلفه المواطن العربي الأول شكري القوتلي، كلل الله أعمالهما بالنجاح وجعل على يدهما التوفيق والفلاح، ومن أعانهما على نيل رغائب الشعب من القطرين.
وسوف تكون هذه الوحدة إن شاء الله تعالى نواة توحيد صفوف العرب تحت علم واحد خفاق وإن كره المستعمرون وأذنابهم.
كما أني أشكر كل فرد من أعضاء هذه المجالس المحلية ورجال الإدارة المنوطين برئيسهم المدير العام النشيط بما يبذله كل منهم من السعي في تنمية واردات الأوقاف التي سيكون من ورائها إسعاد أفراد الأمة لرغائبنا الخيرية التي ننوي السير عليها بحوله تعالى.
كما أني أصرح باسم سيادته بقاء مناصب المفتين والمدرسين كما هو بقاء المجالس الوقفية المحلية ما عدا تغييرات شكلية في دوائر الوقف الإدارية تقريباً للتشابه بين شكليات القطرين الشقيقين، على أن أطلب من رجال الدين ومن يضمه سلك الفتوى والتدريس أن يميتوا في الأمة عنعنة الأحزاب التي فرقتنا دهوراً طويلة لتكون الأمة كلها حزباً واحداً ويداً واحدة تعمل لخير المجتمع.
وهذا لا شك كان مبدأنا ومبتغانا ولكن لم يكن الوقت كافياً للجهر في هذا الوقت الذي يدعونا للوحدة والتكتل.
معاشر السادة كم نهانا الله تعالى في كتابه عن التفريق والتشتت والاختلاف، وكم آمرنا بالوحدة والتناصر والائتلاف.
قال تعالى – ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.
وقال تعالى – ان فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم.
وإني أعلم أن كل درس من دروس أهل العلم وكل جمع ديني من جموعكم يضم كأكبر حزب من الأحزاب، فوجهوا الأمة بما أوتيتم من حكمة نحو الوحدة، والأخلاق الفاضلة، وقوموا بما أهلكم الله إليه من هذه المنزلة الرفيعة.
أسأله تعالى أن يسلك بنا وبكم سبيل الخير والصلاح، ويوفق أولي الأمر للرشد والفلاح أنه سميع مجيب، وقد آن لنا أن نشرع بما اجتمعنا لأجله، والله ولي التوفيق.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة الأيام- دمشق، العدد 6419 الصادر في يوم الاثنين 26 أيار 1958
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة الأيام- دمشق، العدد 6419 الصادر في يوم الاثنين 26 أيار 1958