محمد ناصيف خير بك
ولد محمد بن ناصيف خير بك في العاشر من نيسان عام 1937م.
ينتسب محمد بن ناصيف خير بك الذي صار يعرف باسم محمد ناصيف إلى عائلة من وجهاء عشيرة المتاورة العلوية التي استقرت في قرية اللقبة التابعة لمدينة مصياف في محافظة حماة.
أخوته: محمود وأنور وبديع ومحمد ومتعب وعصام.
بعدما أتم دراسته الابتدائية التحق بالمدرسة الشرعية في مدينة حماة.
حصل على الشهادة الاعدادية من المدرسة الشرعية في حماة ثم التحق بدار المعلمين في حمص.
أثناء دراسته في حماة انتسب إلى حزب العربي الاشتراكي الذي تزعمه حينها أكرم الحوراني.
بعد التخرج من دار المعلمين وحصوله على شهادة أهلية التعليم، التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية في كلية الضباط الاحتياط في حلب، لأن شهادة أهلية التعليم التي كان يحملها، كانت تعادل الثانوية العامة “عسكرياً”, فخدم برتبة مرشح، وهي رتبة كانت موجودة سابقاً، وكانت تجمع بين مهام المساعد الأول وامتيازات الضابط.
سرح من الخدمة العسكرية برتبة ملازم، ودخل خدمة الاحتياط لوقت قصير.
بعد إنتهاء الخدمة العسكرية التحق في سلك التعليم في الجزيرة.
بعد إنقلاب الثامن من آذار استدعي محمد ناصيف إلى خدمة الاحتياط، والتحق وفق اختصاصه في سلاح الإشارة برتبة ملازم.
في أواخر ستينيات القرن العشرين عين وكان برتبة نقيب رئيساً لقسم الإشارة في المخابرات العسكرية، ومن خلال عمله هذا قام بدورتي مراقبة خطوط واتصالات خصوم حافظ الأسد ، فكان له دور في إنقلاب الأخير.
عين في عام 1976 رئيساً لفرع الخطيب – الفرع الداخلي في إدارة المخابرات العامة.
في أواخر تسعينيات القرن العشرين عين معاوناً لمدير إدارة المخابرات العامة.
سمي محمد ناصيف خير بك في عام 2005 معاوناً لنائب رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية في سورية.
الوفاة:
توفي في الثامن والعشرين من حزيران عام 2015م.
العائلة والأولاد:
تزوج من الطبيبة بسمة خليل بنت الدكتور محمود شحادة خليل وكان يكبرها بـ 32 عاماً.
أولاد: وائل
محمد رمضان البوطي ومحمد ناصيف:
كأن أول لقاء بين رمضان البوطي ومحمد ناصيف في منزل الشّيخ محمّد فؤاد شميس عام 1985 عندما أقام مأدبة لوزير الأوقاف وحضرها ناصيف بمناسبة إطلاق سراح ابنته. وعند انتهاء اللّقاء أصرّ اللواء محمّد ناصيف على أنّ يكون الدّكتور البوطي معه في سيّارته، لتبدأ بعد ذلك مراحل هامّة كان لها دور كبيرٌ في تشكيل منهجيّة وشخصيّة الدّكتور البوطي تجاه نظام الأسد وما يتعلّق به من القضايا.
وتحول اللّواء محمّد ناصيف ليكون صلةَ الوصل الرئيسة بين نظام الأسد والدّكتور البوطي، وكان له نوعان من التأثير عليه:
التأثير المباشر؛ من خلال التواصل المباشر المكثّف، فقد كان بين اللّواء ناصيف والدّكتور البوطي لقاءات دوريّة تكاد تكون أسبوعيّة، إذ كان يزوره في بيته على الدّوام؛ إمّا بمفرده أو بصحبة أحد أعضاء عائلة حافظ الأسد، وكان في أغلب الأوقات الشّاب الواعد باسل الأسد.
والتأثير غير المباشر؛ وذلك عن طريق الدّكتور محمّد محمّد الخطيب الذي استلم وزارة الأوقاف في ثمانينيات القرن الماضي، غير أنّ علاقته مع الدّكتور البوطي استمرّت وثيقة لصيقة حتّى نهاية حياة الدّكتور البوطي.
من القضايا التي كان يحرص اللّواء محمّد ناصيف عليها؛ تكريس صورة العائلة المتديّنة لآل الأسد في ذهن الدّكتور البوطي، ويأتي هذا استكمالا لما كان يمارسه حافظ الأسد مع الدّكتور البوطي بشكل شخصيّ من بروباغندا التديّن والتّقوى.
غير أنّ سلوك اللّواء محمّد ناصيف كان يتركّز على تأهيل باسل الأسد لاستلام الحكم من بعد أبيه، ومن الأمور التي عمل عليها إكسابه الشرعيّة الدّينيّة؛ فكان يصطحبه في زيارات إلى الدّكتور البوطي في منزله ويجلس فيها باسل الأسد جلسةَ المتعلّم بين يدي أستاذه والمريد بين يدي شيخه، ليشكّل صورةَ الشّاب المتديّن الحريص على التعلّم الحريص على دينه، وبهذا يكون هو الأكفأ لاستلام الحكم بعد والده الرئيس “المؤمن” حافظ الأسد.
وكان الأمر يبلغ في بعض الأحيان مواقف لافتة لا يستبعد على الإطلاق أنّها كانت تتمّ بتوجيه مباشر من اللّواء محمّد ناصيف؛ كونه المشرف المباشر على تربية وإعداد باسل الأسد. ومن تلكم المواقف أنّ باسل الأسد كان يتّصل هاتفيّا بمنزل الدّكتور البوطي بعد منتصف الليل ويوقظه من نومه ليسأله بلهفةٍ أنّه كان يقوم الليل وتعرّض لموقفٍ معيّنٍ في صلاته وهو لا يدري إن كانت صلاته صحيحة أم لا، وأنّه حريصٌ على معرفة الجواب الآن لأنّه يريد أن يكمل قيام اللّيل وهو مطمئنٌ إلى صحّة صلاته.
كانت هذه المواقف تشكّل قناعات الدّكتور البوطي وترسّخها بآل الأسد، وأنّهم عائلةٌ فيها من الصّلاح والتّقوى ما يبعث على الإعجاب الشديد والثّقة الكبيرة.
غير أنّ أخطر ما كان يمارسه اللّواء محمّد ناصيف مع الدّكتور البوطي هو ما يمكن تسميته “لعبة الوثائق”، حيث أسهم بتشكيل قناعات وبناء مواقف الدّكتور البوطي تجاه الكثير من القضايا والأشخاص والكيانات، وفهم هذه اللّعبة يفيدُ في تفسير الكثير من المواقف الإشكاليّة للدّكتور البوطي.
كتب وقيل عنه:
كتب الصحفي البريطاني باتريك سيل:
(كان محمد ناصيف متكتماً أكثر من الجميع إلى درجة أنه كان يعيش في مكتبه، وكان واحداً من القليلين جداً من الناس المسموح لهم بالمبادرة إلى التحدث مع الرئيس الأسد هاتفياً في أي وقت. فبالإضافة إلى ترؤسه لما كان في واقع الأمر بوليسياً سياسياً، وكان واحداً من أهم مستشاري الأسد في شؤون الشيعة سواء في لبنان أو في إيران. وكان مقرباً من موسى الصدر والقادة الثوريين الإيرانيين مثل قطب زاده، والطباطبائي، وكان غالباً ما يسافر من دمشق إلى بون وسويسرا اللتين كانت قطبي الشبكات الإيرانية في الغرب).
المقدم محمد ناصيف خير بك مع الإمام موسى الصدر و اللواء ناجي جميل في منزله بدمشق عام 1976
نعوة متعب شقيق محمد ناصيف خير بك
الإمام موسى الصدر مع اللواء ناجي جميل في منزله بدمشق عام 1976
المراجع والهوامش:
(1). جزماتي (حسام)، ناصيف خيربك رجل مخابرات حافظ الأسد الأول، موقع تلفزيون سوريا- 28 تشرين الأول 2024
(2). الموسى (محمد خير)، البُوطي واللّواء محمّد ناصيف "أبو وائل"، موقع عربي 21، السادس عشر من تشرين الأول 2020
(3). سيل (باتريك)، الأسد والصراع على الشرق الأوسط، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- بيروت، صـ 695.
المراجع والهوامش:
(1). جزماتي (حسام)، ناصيف خيربك رجل مخابرات حافظ الأسد الأول، موقع تلفزيون سوريا- 28 تشرين الأول 2024
(2). الموسى (محمد خير)، البُوطي واللّواء محمّد ناصيف "أبو وائل"، موقع عربي 21، السادس عشر من تشرين الأول 2020
(3). سيل (باتريك)، الأسد والصراع على الشرق الأوسط، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- بيروت، صـ 695.