من الصحافة
من صحف 1955- وصف مراسم تسليم شكري القوتلي سلطاته الدستورية
في السادس من أيلول 1955 تسلم الرئيس شكري القوتلي سلطاته الدستورية بعد أدائه القسم في مجلس النواب.
صحيفة بردى نشرت خبراً وصفت فيه مراسم تسلم القوتلي سلطاته الدستورية في العدد الصادر في السابع من أيلول عام 1955م.
عنوان الخبر:
– وصف شامل للاستعداد والمراسيم توطئة لتسليم القوتلي سلطاته.
– فخامة الأتاسي يقلد القوتلي الوشاح الأكير ويقصدان معاً مجلس النواب.
– وصف الموكب الرسمي من القصر الجمهوري إلى البرلمان
نص الخبر:
قال مراسل الصحف:
لأول مرة في تاريخ العالم العربي يجري التسليم بين رئيسي الجمهورية الذي انتهت ولايته والرئيس المنتخب الذي بدأت ولايته في جلسة برلمانية علنية.
فقد كانت الجلسة التي عقدها مجلس النواب في الساعة العاشرة من صباح أمس (الثلاثاء 6 أيلول 1955) جلسة تاريخية بالنسبة للحياة البرلمانية في سورية.
وقد استعدت رئاسة مجلس النواب والحكومة لهذه الجلسة استعداداً كبيراً، ومنذ الساعة الثامنة صباحاً نظم السير في الشوارع التي سيمر منها موكب فخامة الرئيس من القصر الجمهوري حتى البرلمان، فاصطف رجال الشرطة على جانبي الشوراع الممتدة من القصر إلى المجلس للمحافظة على النظام وتحية الموكب الرسمي.
وقد أرسلت رئاسة الأركان العامة إلى القصر الجمهوري سريتين من الجيش مع الموسيقى العسكرية يتقدمها العلم السوري واصطفتا أمام القصر الجمهوري.
وأرسلت قيادة الدرك العامة سريتين من قواها مع الموسيقى وعلم الدرك فاصطفتا أمام مجلس النواب وأرسلت مديرية الشرطة والأمن ثلة من رجالها أقامت سياج شرف بين الباين الداخلي والخارجي للمجلس.
وفي الساعة التاسعة حضر إلى دار فخامة الرئيس شكري القوتلي بالعفيف رئيس مجلس الوزراء والمدير العام للشرطة والأمن ومدير المراسم والمرافق العسكري فرافقوا فخامته إلى القصر الجمهوري بموكب رسمي تتقدمه ثلاث دراجات نارية من شرطة السير، وسيارة جيب من شرطة السير، وسيارة مدير الشرطة والأمن، فسيارة القصر الجمهوري التي كانت يمتطيها فخامة الرئيس القوتلي، وإلى يساره رئيس مجلس الوزراء، ويحف بها رجال الحرس الجمهوري على دراجاتهم النارية.
وقد اخترق الموكب جادة العفيف فجادة عمر صقر، فشارع ناظم باشا فالقصر الجمهوري، وعندما ترجل فخامة الرئيس عزفت الموسيقى النشيد السوري وأخذت قوى الجيش التحية الرسمية لفخامته، ثم استعرض فخامته يرافقه رئيس الوزراء قوى الجيش.
الوشاح الأكبر لفخامة القوتلي
واستقبل فخامته عند الباب الخارجي للقصر الأمين العام لرئاسة الجمهورية وكبار موظفي القصر الجمهوري، ثم استعرض فخامته الحرس الجمهوري واستقبل فخامة القوتلي عند الباب الداخلي للقصر فخامة الرئيس هاشم الأتاسي ورئيس مجلس النواب والوزراء.
وبعد تبادل التحية بين الرئيسين والوزراء صعد صاحبا الفخامة الرئيسان إلى الطابق العلوي حيث استراحا قليلاً، ثم قلد فخامة السيد هاشم الأتاسي فخامة السيد شكري القوتلي الوشاح الأكبر من وسام أمية الوطني بحضور رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء والوزراء وكبار موظفي القصر والتقطت عدة صور أثناء تقليد الوشاح.
الذهاب إلى المجلس
وفي الساعة التاسعة والنصف غادر المدعوون القصر الجمهوري إلى مجلس النواب، وفي الساعة العاشرة غادر صاحبا الفخامة الرئيسان هاشم الأتاسي وشكري القوتلي القصر الجمهوري إلى البرلمان بموكب رسمي، وقد امتطى فخامة الأتاسي سيارة الرئاسة وإلى يساره فخامة القوتلي، وحف بالسيارة رجال الحرس الجمهوري.
وتبعت الموكب سيارة الأمين العام لرئاسة الجمهورية فاحترقت شوارع ناظم باشا، العفيف، الصالحية، مجلس النواب، وعند وصول الموكب إلى أمام المجلس ترجل الرئيسان فعزفت الموسيقى النشيد السوري وحيتهما سريتا الدرك، وقد استقبلهما لدى ترجلهما من السيارة القائد العام للدرك ورافقهما في استعراض قوات الدرك، وعند الباب الخارجي للمجلس استقبلهما رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والوزراء وأعضاء مكتب المجلس، ثم توجها إلى قاعة الاستقبال.
وما أن تمت مراسم تولى فخامة القوتلي سلطاته الدستورية حتى أطلقت المدفعية طلقاتها ايذاناً بذلك.