أحداث
شهداء 6 أيار 1916
شهداء 6 أيار 1916
التهم:
الإعتقال:
جرت عملية الاعتقال عبر عدة مراحل.
التحقيق:
جرى التحقيق مع المعتقلين عبر استخدام الضرب والتعذيب لانتزاع الاعترافات التي لعبت دوراً كبيراً إنزال حكم الإعدام بمن تناولتهم الاعترافات، حتى ولو مهما كان نصيبها من الصحة أو مهما كانت قيمتها.
لقد انهالوا بالضرب والتعذيب أثناء التحقيق، فانتزعوا الاعترافات من بعضهم، واستعصى عليهم الأمر مع آخرين.
ففي الكتاب الذي دسه الشهيد رفيق رزق سلوم بيد الكاهن الذي أتى ليتمم له الواجبات الدينية قبل الإعدام، والذي وجهه إلى والدته، صورة ناطقة عن هذا التعذيب، وعن الوشايات التي كانت تقدم بحقه في حينها.
كتب رفيق رزق سلوم: (ربطوا يدي ورجلي بالحبال، وبدأوا بضربي ضرباً أليماً فأغمي علي ثم أفقت فأعادوا الكرة..).
وهكذا دواليك بحيث أغمي عليه ثالثة ورابعة، وتكسرت عدة عصي في أيديهم في أثناء ضربه، ثم اتبعوا ذلك بتهديده بقلع أظافره وإهلاكه ورمي جثته للوحوش)، فلم ير بداً من الاعتراف بالجمعية السرية التي تألفت في باريس من بعض شبان العرب دون أن يذكر اسمها بل ذكر أسماء مؤسسيها- وهي جمعية العربية الفتاة- وأنه دخل في عداد أعضائها.
ولما عذب سيف الدين الخطيب اعترف بأن مقصد هذه الجمعية هو إيصال الأمة العربية إلى مصاف الأمم “جمعية الأمة العربية في مصاف الأمم” وأنها هي التي دعت إلى عقد مؤتمر باريس.
وقد أنزل الإرهاق الجسدي والعذاب الذي لا يطاق وبصورة خاصة بالشهداء عمر حمد، توفيق البساط، عبد الكريم الخليل، رفيق رزق سلوم، سيف الدين الخطيب، عبد الغني العريسي، وعارف الشهابي”.
روى فائز الخوري الذي اعتقل في عاليه مع المعتقلين، أنه عندما دخل السجن كان يرتجف من البرد، أرسله إليه عمر حمد الكالون الذي كان يصلي به عليه إلى الغرفة المقابلة.
قال فائز: (وبعد أن اصطليت بالنار قليلاً، التفتُ إلى الغرفة المقابلة فشاهدت توفيق البساط منكئاً على سريره، ولما وقع نظره على نظري – خلع نعيله ونزع جواربه ومد رجليه كأنه يقول: ( أنظر فنظرت إلى رجليه ورأيت ضربات السياط قد اخترقت رجليه عرضاً، وتركت فيهما أثراً أسود قائماً، وكان قد مضى على هذه الضربة ما يزيد على العشرين يوماً وأكثرها لا يزال كما رأيته).
ومع ذلك لم يستطع المحققون أن ينتزعوا من أفواهمم إلا القليل مما يكشف عن حقيقة أسرارهم، أو عن اسم جمعيتهم السرية، أو أي من إخبارها، أو أي نشاط من نشاطاتها.
قد يكون صحيحاً أن عبد الغني العريسي، وسيف الدين الخطيب، ورفيق رزق سلوم قد أفضوا من شدة التعذيب بأمور أدعى جمال باشا أنها ذات شأن ولكنه لم ينشر منها في كتاب (إيضاحات) سوى إفادة بصحائف كثيرة، بدون توقيع أدعى أنها للعريسي جاء فيها عن: “المنتدى الأدبي”، و” أن الغاية من تأسيس هذه الرابطة أن يجمع كل الطلاب العرب، ويبث فيهم فكر القومية، ونهضة العرب بأية واسطة كانت، ولو بمساعدة الدول الأجنبية التي تؤدي إلى احتلال أو حماة).
صدور الأحكام:
أسفرت محاكمة المعتقلين عن سلسلة من أحكام الإعدام وجرت على قافليتين رئيسيتين، الأولى بدأت محاكمة أعضائها باعتقال عبد الكريم الخليل، صالح حيدر، مسلم عابدين، نايف تلو، محمد الحمصاني، نور الدين القاضي، وعلى الأرمنازي”.
والقافلة الثانية: كانت محاكمة أعضائها مستمرة مع القافلة الأولى حتى انتهت في صباح السادس من أيار عام 1916م، وتضمنت عشرين شهيداً سبعة ممن علقوا في اليوم نفسه في ساحة الشهداء – المرجة في دمشق.
قرارات الإعدام:
والثابت تاريخياً أن قرارات الإعدام تلك التي أصدرها “ديوان الحرب العرفي” في عاليه، وكان بمثابة محكمة عسكرية استثنائية، لم تقترن بالإرادة السنية، أي أنها لم تخضع لمصادقة السلطان العثماني محمد الخامس رشاد في العاصمة استانبول، وهو ما يؤكده المفكر القومي العربي عزة دروزة الذي كتب قائلاً: “لقد أخبرني المرحوم أمين التميمي إنه كان قد عُين في سنة 1917 مفتشاً على بعض المناطق التي جرت فيها حوادث الأمن. وأخذ يتردد على دوائر الباب العالي للاطلاع على بعض الأمور والملفات. وبينما هو في سبيل ذلك همس له مدير الأرشيف قائلاً: “لعل الأفضل لك أن تقرأ هذا الملف”. وكان ملف قضية أحرار العرب.
وأنه قرأ في هذا الملف برقيتين متبادلتين بين أنور وجمال، حيث كتب الأول للثاني بما ترجمته “أن خليل بك، وكان هذا وزيراً للعدلية في الحكومة العثمانية، مستاء ويقول إن جمال شنق رجال العرب بدون أن يقترن ذلك بالإرادة السنية”. وحيث أجاب جمال بما ترجمته “إنك تعرف كم أن خليل بك (مزمزا)”، والكلمة تعني متحذلق، متعب، متعنت، “أمّا الإرادة السنية ففي إمكانكم استصدارها في أربع وعشرين ساعة. وهذا يبين أن جمال باشا نفذ الحكم بإرادته”.
شهداء دمشق في 6 أيار عام 1916:
شهداء بيروت في 6 أيار عام 1916:
بترو بن بترو باولي (1886- 1916)
جرجي بن موسى حداد (1880- 1916)
سعيد بن فاضل بشارة عقل (1888- 1916)
جرجي بن موسى حداد (1880- 1916)
سعيد بن فاضل بشارة عقل (1888- 1916)
عمر بن مصطفى حمد (1893- 1916)
عبد الغني بن محمد العريسي (1891- 1916)
عارف بن محمد سعيد الشهابي (1889- 1916)
أحمد بن حسن طبارة (1871- 1916)
توفيق بن أحمد البساط (1888- 1916)
سيف الدين بن أبي النصر الخطيب (1888- 1916)
علي بن عمر النشاشيبي ( ـ 1916 )
محمود جلال بن سليم الآمدي البخاري (1882- 1916) ـ
سليم بن محمد سعيد الجزائري الحسني (1879- 1916)
أمين لطفي بن محمد عيد قسومة الحافظ (1880- 1916) .
التنفيذ:
انظر:
عمرو الملاّح : أحمد جمال باشا وإعداماته لنخبة من المفكرين العرب.. القصة التي لم ترو بعد
المراجع والهوامش:
(1). سعيد (أمين)، الثورة العربية الكبرى، المجلد الأول، صـ 75
(2). برو (توفيق)، القضية العربية في الحرب العالمية الأول، صـ 182
(3). عمرو الملاّح : أحمد جمال باشا وإعداماته لنخبة من المفكرين العرب.. القصة التي لم ترو بعد
المراجع والهوامش:
(1). سعيد (أمين)، الثورة العربية الكبرى، المجلد الأول، صـ 75
(2). برو (توفيق)، القضية العربية في الحرب العالمية الأول، صـ 182
(3). عمرو الملاّح : أحمد جمال باشا وإعداماته لنخبة من المفكرين العرب.. القصة التي لم ترو بعد