عام
الجمعية القحطانية
الجمعية القحطانية
تأسست الجمعية القحطانية في استنبول في أواخر عام 1909م، وتعد أول الجمعيات السرية العربية.
وجاء تشكيلها في إطار ردة الفعل العربية على سياسة جمعية الاتحاد والترقي، وتحول تعاطي أفرادها وأنصارهم إلى موقف متعنت في التعاطي مع العرب.
ويرى البعض أنها كانت امتداداً لجمعية المنتدى العربي التي استمرت حتى عام 1915م.
أهميتها:
تبرز أهميتها في أنها كانت أول محاولة واسعة لاستقطاب العسكرين العرب في الجيش العثماني وتجنيدهم لدعم مشروع سياسي عربي.
أهدافها:
ويظهر من اسمها “القحطانية” أنها تعمل لصالح العرب والقومية العربية، والعودة بالتاريخ العربي إلى ما قبل الإسلام، لأن قحطان هو جد العرب.
دعت الجمعية إلى مساواة الترك بالعرب في الإمبراطورية العثمانية، على شاكلة إمبراطورية النمسا والمجر، بحيث بشكل العرب والترك كل منهم دولة منفصلة، لها برلمانها، وحكومتها، ولغتها الرسمية، “العربية بالنسبة للعرب”، ويكون سلطان الأتراك ملكاً أو سلطاناً للدولتين، كما هو إمبراطور للنمسا والمجر، ومنح الولايات العربية الاستقلال «الذاتي» في نطاق الدولة العثمانية، بالإضافة إلى مجابهة التيار العنصري التركي بتيار قومي عربي، من أجل تمكين العرب من السيطرة على مؤسسات الولايات العربية.
التأسيس:
اختُلف حول مؤسسها، يرى البعض أنه الضابط عزيز المصري، بينما ذكرت مجلة الحرب العظمى، أنه أحد أربعة، عبد الكريم الخليل “رئيس المنتدى الأدبي، خليل حمادة، والشيخ عبد الحميد الزهراوي وسليم الجزائري.
وذكر آخرون أن المؤسس هو الضابط سليم الجزائري الذي كان أكبر مؤسسي الجمعية سناً، ويحمل رتبة بكباشي في الجيش العثماني وكان أعلى رتبة عسكرية بين الأعضاء العسكريين ومنهم عزيز علي المصري، ويذهب البعض الآخر إلى أنه خليل حمادة وزير الأوقاف..
أعضاء الجمعية:
ضمت الجمعية عدداً كبيراً من الضباط العرب، وكان لهذا خطورته، لقوة العرب ومستقبلهم، وكان فيها عضوان من جمعية المنتدى العربي.
عزيز علي المصري
سليم الجزائري
علي النشاشيبي
عبد الكريم الخليل
تحسين علي
حسن حمادة
نشاط الجمعية:
قامت هذه الجمعية بنشاط واسع في سنتها الأولى، وأنشأت لها خمسة فروع في البلاد العربية، غير فرعها الرئيس في استنبول، وبقيت سرية بسبب تشددها في انتقاء الأعضاء الموثوقين.
كانت لها إشارة سرية للتعارف بين الأعضاء، وهي التسليم باليد، ووضع الأصبع الوسطى والشاهد على الذراع اليسرى ليد المسلم عليه، ثم تهجئةكلمة “هلال” فيقول واحد “هـ” والثاني “ل”، وهكذا.
ولا شك أن هذا الاتجاه الجرئ، يعتبر مقدمة لانفصال عربي عن الأتراك، مع بقاء الدولة العثمانية بشكلها الرمزي غير المسيطر على العرب.
نهايتها:
يرى البعض أنها لم تستمر لأكثر من عام، أي حتى عام 1910م،
بينما يرى آخرون ومن بينهم الباحث الأردني علي المحافظة أنها استمرت مدة خمس سنوات، حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914م.
وكان السبب في زوالها هو خشية الأعضاء من اكتشاف أمرهم والوقوع في قبضة السلطات التركية، فقد حلت عندما أحس أعضاؤها واشتبهوا، بأحد الأعضاء، وأنه يمكن أن يفشي خبرها، أهملها أعضاؤها دون حلها.
هكذا ماتت من تلقاء نفسها، وانضم أعضاؤها فيما بعد إلى جمعيتي الفتاة والعهد.
القحطانية وفلاديمير بوريسوفيتش لوتسكي:
يقول المؤرخ الروسي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفياتي سابقاً فلاديمير بوريسوفيتش لوتسكي:
(في نهاية 1909 أسس عبد الكريم الخليل، رئيس المنتدى الأدبي، جمعية سرية سياسية كانت تعمل بموازرة المنظمة العلنية (المنتدى)، وعرفت بـ (القحطانية)، باسم سلف العرب الأسطوري قحطان. وتألفت هذه الجمعية من الضباط العرب الذين كانوا مجندين في الجيش التركي خاصة، ولعب عزيز علي المصري دوراً مرموقاً بينهم، وكان مصري المولد وخدم في الجيش التركي وأسهم في ثورة تركيا الفتاة، وفي عام 1909 انضم إلى جمعية سرية معادية للأتراك وقاد شؤونها في الواقع.
وكانت أهداف ومهمات الجمعية القحطانية مسجلة بصورة غامضة للغاية وهي: نشر مبادئ الحقيقة بين أبناء الشعب الواحد وتوحيد جهودهم ولم صفوفهم. وغير لذلك من الأهداف.
وتنكر أعضاء الجمعية لمبادئ الجامعة العثمانية التي تبنتها جمعية الإخاء العربي – العثماني، واعتبروا العرب أمة قائمة بذاتها.
وصمموا على إعادة تنظيم الإمبراطورية العثمانية كدولة مؤلفة من الأمتين العربية والتركية على غرار النمسا والمجر، على أن يكون السلطان التركي في الوقت ذاته ملكاً للعرب، وأن تكون الولايات العربية مملكة مستقلة في نطاق الإمبراطورية العثمانية، لها برلمان خاص وحكومة محلية ولغة رسمية هي اللغة العربية.
وكان مركز الجمعية السرية في القسطنطينية ولها فروع في خمس مدن أخرى، وفي الأيام الأولى من تأسيسها قامت الجمعية بأعمال تنظيمية عارمة، إلا أنها لم تقم بعمل نشيط في خاتمة المطاف.
وتبين أنه كان بين أعضائها عملاء مدسوسون، ولذا اتخذ قرار بحل الجمعية قبلما تنتهي الأمور إلى مرحلة الاضطهادات).
المراجع والهوامش:
(1). حازم (يوسف)، عبد الكريم الخليل مشعل العرب الأول 1884- 1915م، دار الفارابي، بيروت الطبعة الأولى، بيروت 2007، صـ 115.
(2). الجابري، محسن. علم الثورة العربية. بغداد: الموسوعة الصغيرة،بدوي،عبدالرحمن. سيرة حياتي1. الطبعة الأولى 2000 صفحة 147
(3). سعيد (أمين)، الثورة العربية الكبرى، المجلد الأول، صـ 18
(4). حازم (يوسف)، عبد الكريم الخليل مشعل العرب الأول 1884- 1915م، دار الفارابي، بيروت الطبعة الأولى، بيروت 2007، صـ 117.
(5). المحافظة (علي) الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة 1798 - 1914، دار الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت عام 1987م، صـ 139
(6). أنطونيوس (جورج)، يقظة العرب، ترجمة ناصر الدين الأسد وإحسان عباس، بيروت، الطبعة الرابعة عام 1974م، صـ 188
(7). حازم (يوسف)، عبد الكريم الخليل مشعل العرب الأول 1884- 1915م، دار الفارابي، بيروت الطبعة الأولى، بيروت 2007، صـ 117.
المراجع والهوامش:
(1). حازم (يوسف)، عبد الكريم الخليل مشعل العرب الأول 1884- 1915م، دار الفارابي، بيروت الطبعة الأولى، بيروت 2007، صـ 115.
(2). الجابري، محسن. علم الثورة العربية. بغداد: الموسوعة الصغيرة،بدوي،عبدالرحمن. سيرة حياتي1. الطبعة الأولى 2000 صفحة 147
(3). سعيد (أمين)، الثورة العربية الكبرى، المجلد الأول، صـ 18
(4). حازم (يوسف)، عبد الكريم الخليل مشعل العرب الأول 1884- 1915م، دار الفارابي، بيروت الطبعة الأولى، بيروت 2007، صـ 117.
(5). المحافظة (علي) الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة 1798 - 1914، دار الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت عام 1987م، صـ 139
(6). أنطونيوس (جورج)، يقظة العرب، ترجمة ناصر الدين الأسد وإحسان عباس، بيروت، الطبعة الرابعة عام 1974م، صـ 188
(7). حازم (يوسف)، عبد الكريم الخليل مشعل العرب الأول 1884- 1915م، دار الفارابي، بيروت الطبعة الأولى، بيروت 2007، صـ 117.