وثائق سوريا
تقرير غورو عن عملية إنهاء الثورة على الجبهة الساحلية عام 1921
تقرير الجنرال غورو المفوض السامي الفرنسي في سورية ولبنان في الرابع عشر من تشرين الثاني عام 1921م، عن عملية إنهاء الثورة على الجبهة الساحلية.
تناول تقرير غورو إلى إدراته العمليات العسكرية والحشود التي أعدتها السلطات الفرنسية لقمع ثورة الشيخ صالح العلي ودور الأخير في مقاومتها.
نص التقرير:
من الجنرال غورو المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في سوريا ولبنان، والقائد الأعلى لجيش المشرق إلى وزير الحربية في باريس- هيئة الأركان – المكتب الثالث- قسم المشرق.
1- يشرفني أن أحول إليكم طياً نسخة من التقرير الخاص بالعمليات التي قام بها العقيد نييجر في (بلاد العلويين) في الفترة ما بين 18 أيار / مايو – 7 تموز – يوليو 1921م.
2- بتأثير الدعاية الكمالية والإسلامية حققت حركة العصيان بقيادة الشيخ صالح العلي إتساعاً لدرجة أصبح التدخل معها أمراً ضرورياً، ومن ثم فقد أوكل إلى العقيد نييجر مهمة نشر الأمن والسلام في بلاد (العلويين) بدءاً من الشمال حتى الجنوب بحيث يستفيد من النتائج التي حققها الجنرال غوبو على حدودها الشمالية ولا يلتقي بالعصابات (المعادية) في البلدات التي سبق أن نشرت الأمن والسلام فيها الفرقتان الثالثة والرابعة.
3- في البداية كان تحت أمرك العقيد نييجر:
– 7 كتائب.
– بطاريتان عيار 65
– سريتان خيالة.
– سرب طائرات.
بداية شكلت هذه القوات في ثلاثة أرتال:
– رتل موران.
– رتل كليمان غراندكور.
– فصيلة بولارديه
في 28 مايو / أيار وضع رتل دوم الموجود عى نهر العاصي تحت تصرف العقيد نييجر (كتيبتين + بطارية)
4- جرت العمليات على ثلاث مراحل سبقتها عمليات تمهيدية:
أ- عمليات تمهيدية (من 1 إلى 18 مايو / أيار) في مطلع الشهر، وسعت القوات المرابطة على الشاطئ عملها حتى الجبل بحيث يتم حصر المنطقة (المتمردة) حصراً وثيقاً ومنع (المتمردين) من دخول المدن الساحلية وتوسيع قواعد انطلاقنا.
في 3 مايو / أيار استولت الكتيبة الهندوصينية في معركة باهرة على حصن كيرفيس الذي استخدم كقاعدة انطلاق بالنسبة لرتل كليمان غراندكور.
في 12 مايو/ أيار انتهى التمركز على العاصي وكان رتل دوم في محردة.
ب- المرحلة الأولى (17 أيار / مايو – 10 حزيران / يونيو) تضمن هذه المرحلة:
– إقامة سد شرق – غرب بين البحر ونهر العاصي استولى رتلا كليمان غراندكور وموران على كتف السيرة وكتف البير ومصر الزندي وعين الكروم (معركة 20 و23 أيار / مايو).
– دعاية ناشطة إبان العمليات بهدف إخضاع بهدف إخضاع القبائل.
أرسل الزعماء الذين بقوا على إخلاصههم لنا أو خضعوا حديثاص للبحث عن السكان الذين فروا. لدى وصولنا بدأت دعايتنا بقطف ثمارها بقطف ثمارها عندما أوقفها النشاط الشخصي للشيخ صالح الأمر الذي اضطرنا إلى مواصلة العمليات.
بدأ رتل كليمان غراندكور، تعززه فصيلة بولارديه، السير نحو الجنوب على شكل مشط في الوقت نفسه الذي كان رتلاً موران ودوم، اللذان اندمجا، يعملان على احتلال الشفرة في منطقة الشيخ سليمان وفخرو: معرك 24 أيار / مايو في متوارا، وزاماسلهابي، 28 أيار / مايو في ميزله، وفي 30 أيار / مايو في راشيه، وفي 5 و7 حزيران / يونيو في أبي كايس.
هذه الفترة العمليات ليست إلا استمراراً للمعارك القاسية في ظروف مناخية سيئة، والعدو موطد العزم- جيد التسليح، ونفسيته لا تزال عالية، والعمل على أقسى ما يكون، ويشرف قواتنا.
وأخيراً ان اجتياز الشعرة المشهورة يتعذر عبورها، من قبل رتل موران كان له صدى رناناً في البلد كله.
ت- المرحلة الثانية:
متابعة السير نحو الجنوب وقد أثمر عملنا السياسي بما حدث من حالات خضوع إلا أن عصابات الشيخ صالح واصلت صمودها أمامنا في منطقة بشراغي، وكلي حمام وحوراني ومحمد جوفان.
لقد أغار عليها رتل موران وبحركة دائرية أجبرها رتل كليمان غراندكور من الغرب ورتل مانيان من الشرق على الانسحاب السريع.
من الآن فصاعداً لن يقاوم “العدو” مقاومة جادة.
يتواصل السير نحو الجنوب الذي شهد معركتين بسيطتين فقط في 15 و 18 حزيران / يونيو
ث- المرحلة الثالثة:
تمثلت بملاحقة الشيخ صالح العلي وجرت بلا معارك، وبسير مركز نحو (راست)، لكنها لسوء الحظ لم تتوج بالنجاح لأن الشيخ صالح نجح في الهرب مع بعض أنصاره.