وثائق سوريا
كلمة حسني الزعيم في الثامن من نيسان عام 1949
كلمة حسني الزعيم في الثامن من نيسان عام 1949م.
الكلمة كانت الثانية له بعد الإنقلاب وألقاها عبر إذاعة دمشق في مساء يوم الجمعة الثامن من نيسان عام 1949م.
أيها الشعب المجاهد،
منذ أربعة أيام وجهت كلمة إليك شكرت لك فيها صادق عاطفتك، وها أنا ذا أوجه إليك الكلمة الثانية أفصل فيها بعض ما أجملت وأطلعك على الجديد مما حدث، فالسلطة منك وإليك وحديثي الليلة يتناول النقاط الآتية:
1- الانتخابات
2- الجهاز الحكومي وانصاف صغار المواطنين
3- مكافحة الغلاء والبطالة ومسألة توزيع الأراضي
4- المذاهب الهدامة
5- الجامعة العربية
6- الجيش
1- الانتخابات:
لقد ألفت لجنة من كبار رجال التشريع لوضع قانون انتخابات جديدة على أسس جديدة تهدف إلى تقليل عدد النواب لأن سورية بلد صغير يكفيه عدد محدود من النواب، وسيمثل هذا المجلس وجه سورية الحقيقي بمن سيكون فيه من نخبة أهل الوعي القومي والثقافة المنتجة والنشاط الفعال، ولن يكون للكسول الخامل المرتزق مكان فيه.
ويسرني أن أعلن لكم أننا سنعطي في هذا العهد الجديد المرأة السورية التي نالت قسطاً من العلم حق الانتخاب فنكون بذلك أول دولة عربية أعطت المرأة مثل هذا الحق.
2- الجهاز الحكومي وانصاف صغار الموظفين:
لقد عزمت على تطهير الجهاز الحكومي الذي طالما شكوت منه لضخامة عدد رجاله وقلة انتاجهم وسيتم التطهير على وجه يتلاءم والعهد الجديد بإسناد الأعمال إلى الإكفاء المخلصين المنتجين. كما أني عزمت على انصاف صغار الموظفين الشرفاء بالترفيه عنهم فأنا لا أستطيع أن أؤمن بأن موظفاً يقدر على تأدية واجبه بنزاهة وإخلاص، وهو يشكو العوز والقلة ويرى عائلته تنوء بأعباء الحياة لصآلة مرتبه وغلاء المعيش.
3- مكافحة الغلاء والبطالة وتوزيع الأراضي:
لقد وضعت نصب عيني حين أقدمت على هذا الإنقلاب حالة البائس والفقير والعامل، وسأعمل على مكافحة الغلاء مكافحة فعلية حاسمة وقد طلبت إلى المحافظين أن يضعوا تسعيرات لمواد الغذاء والكساء والا يترددوا عن اتخاذ الإجراءات الزجرية بحق كل من تسول له نفسه ابتزاز مال الفقراء واليتامى وصغار الموظفين عن طريق الاحتكار وغلاء الأسعار كما أني عامل على اتخاذ الأسباب التي من شأنها أن تقضي على البطالة، فإن لكل سوري حقاً في أن ينال غذاءه وكساءه ودواءه.
إن في سورية مساحات واسعة من الأراضي الأميرية المتروكة كما أن فيها كثيراً من كبار الملاكين الذين يملكون مساحات ضخمة، ومبدأ الضمان الإجتماعي يقضي توزيع الاراضي الأميرية والمتروكة، كما يقضي بتحديد الملكية الضخمة وإنقاذ البلاد من الإقطاعية.
4- المذاهب الهدامة:
لقد سبق أن صرحت بأننا قوميون عرب فلن ندع لأي مذهب من المذاهب الإجتماعية الهدامة من شيوعية أو غيرها مجالاً للتسرب إلى صفوف الأمة التي أريد بعثها من جديد، وأن أنجع علاج لمكافحة هذه المذاهب هو أن نعمل على إحياء الوعي القومي، ورفع مستوى الحياة لدى الطقات الكادحة ونؤمن لها الرفاهية والعيش الرغد.
5- الجامعة العربية:
أعلنت قبلاً أننا دولة عربية جمهورية دستورية مرتبطة بميثاق مع شقيقاتها الدول العربية، وأعلن اليوم أننا حريصون على التقيد بميثاق جامعة الدول العربية، وأننا لن ننفرد برأي خاص في أي قضية من القضايا السياسية القومية، وأنا أرجو أن تعمل الجامعة على تدعيم أركانها من جديد فإننا نجابه مشاكل خارجية تقتضي توطيد الجامعة العربية والسلوك بها حسب منهاج جديد.
وأعلن أيضاً أنني أرحب بكل اتحاد أو ميثاق بين الدول العربية كما أؤيد كل خطة ترمي إلى تقوية أواصر المودة بين جمهوريتنا وشقيقاتها، وأريد أن يفهم كل فرد أنني لا أرمي إلى تأييد مشروع معين من المشاريع التي تردد ذكرها الأوساط والصحف.
6- الجيش:
أما الجيش الباسل الذي أصبح مفخرة الأمة وعنوان كرامة البلاد فأنا ناشط على خلقه خلقاً جديداً وتدعيم جهازه وتزويده بأحدث المعدات ليكون أهلاً للقيام بالأهداف العربية القومية المترتبة عليه.
أيها السوريون،
هذا تفصيل ما أجملت، وإنني إذ أكرر لكم تحيتي وتقديري، وارجو أن يستمر تأييدكم والتفافكم من حولي حتى ننهض بأمتنا للسير في موكب المدنية الحديثة غير متخلفين ولا مترددين.
عاشت سورية جمهورية حرة مستقلة وعاش نظامها الشعبي الجديد.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7983 الصادر في يوم السبت التاسع من نيسان عام 1949م.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7983 الصادر في يوم السبت التاسع من نيسان عام 1949م.