مقالات
عبد الحميد مشلح: صناعة الصابون في منطقة إدلب 1700 – 1900
عبد الحميد مشلح- التاريخ السوري المعاصر
مع مطلع القرن الثامن عشر أصبحت مدينة ادلب مركز جذب لصناعة الصابون وتجارته حيث تشير الوثائق في مطلع هذا القرن الثامن عشر الى بناء المصبنة الكبرى في المحلة الشرقية بإدلب من قبل نقيب اشراف حلب آنذاك (السيد أحمد طه زاده) وجعل وقفها المدرسة الاحمدية بحلب إضافة الى المصابن الموجودة فيها من قَبل بل أكثر من هذا وذاك وجود خان خاص بتجارة الصابون في المحلة الغربية بإدلب حيث تأكد الوثيقة / 235/ محاكم شرعية حلب تاريخ كانون الثاني /1744/م ذلك الخان الذي يحده من الجنوب جامع الاقرعي ومن الغرب جامع بشير آغا.
بهذا نخلص أن صناعة الصابون وتجارته في ادلب قد جلبت العديد من المستثمرين الصناعيين والتجار من أبناء مدينة حلب لما تحققه من أرباح مالية وهذا ما أكده (جون بورينغ) في تقريره حول الإحصائيات التجارية في سورية لعام (1837م) إذ يذكر أنه قد بلغ عدد طبخات الصابون في حلب هذا العام ما بين (200-250) طبخة، وأنه بلغ عدد طبخات الصابون في دمشق حوالي (100) طبخة، بينما بلغ عدد الطبخات في ادلب ما بين (100-120) طبخة.
وهي بذلك تماثل مدينة نابلس بفلسطين وهذا ما يؤكد انتشار هذه الصناعة في ادلب، وإضافة إلى ما ورد في بيان عظمة هذه الصناعة نعرض أيضاً ما جاء في معروض مصابن ادلب المقدم لسعادة حكم دار بك، وأحيل لمجلس شورى حلب يتضمن أنهم يقدمون الصابون اللازم إلى العساكر الجهادية المقيمين في عنتاب وكذلك للعساكر المقيمين في المعرة.
والآن صدر أمر لمتسلم ادلب بإرسال ثلاثة عشر ألف أقّه صابون وكسور إلى أنطاكية بسعر الواقع الأقة بخمسة غروش وربع، وأنه ليس لهم قدرة على أداء ذلك كونها محتاجة لمبلغ وافر وهم سيشترونها من التجار مشترى وأنه سيصيبهم مغدورية بذلك، واستدعوا النظر بمغدوريتهم.
بعد الكشف عن قيودات المجلس وجد بالحقيقة بتاريخ (27جمادى الأولى لسنة 1254هـ) الموافق (1838م) صدر خلاصة إلى متسلم ادلب بشراء ثلاثة عشر ألف أقه صابون وكسور اللازمة لعساكر إنطاكية عن مدة سنة بسعر الأقة خمس غروش وربع، ولدى المذاكرة وجد أن قول أصحاب المعروض يحدث لهم مغدورية غير واقعي فلدى سؤال الدلالين عن السعر وجد أنه مناسب وإنما مقتضى العدالة أن يعطى ثمن الصابون كلما أخذ منه شيء بمبلغ عشرة آلاف غرش بحيث يدفع لهم ثمنها شيئاً فشيئاُ كي لا يتنغّص التجار من تأخير الثمن وينبغي إصدار خلاصة كي يشرح عليها حكم دار بك إلى متسلم ادلب لإعطاء الصابون المطلوب من أمناء مصابن ادلب لطرف أنطاكية بسعر الأقة خمسة غروش وربع حسب القرار سابقا ويبادر متسلم ادلب الموما إليه بصرف الثمن على الوجه المشروح وقرّ الرأي عليه في المجلس العالي في (24جمادى الأولى سنة 1254هـ).
المصبنة الكبرى بادلب مطلع القرن الثامن عشر
انظر:
عبد الحميد مشلح: صناعة الصابون في منطقة إدلب في القرن السابع عشر
المراجع والهوامش:
(1). أسد رستم - مجلد3( - 4 ) - ص (183) المعروض رقم (386)
(2). الأقّه: هي وزنة مصرية مقدارها تقريباً (1.6) كغ
المراجع والهوامش:
(1). أسد رستم - مجلد3( - 4 ) - ص (183) المعروض رقم (386)
(2). الأقّه: هي وزنة مصرية مقدارها تقريباً (1.6) كغ