هو محمد حسني بن مصطفى بن محمد حوري بن مصطفى خليفة السباعي.
ولد في حمص مطلع عام 1889م، وتلقّى علومه على والده الشيخ مصطفى ضمن حلقاته العامة والخاصة في الجامع النوري الكبير، وعلى علماء أسرته في مسجد العنّابة، وعلى غيرهم من علماء حمص.
آلت إليه وظيفة الخطابة في الجامع النوري الكبير بعد وفاة والده، وذلك بموجب براءة سلطانية (فرمان) مؤرخة يوم 21 شعبان 1327هـ/ 7 أيلول 1909م.
شارك في حركات النضال ضد الغزو الفرنسي، بقيادة الشيخ عبد الغفار عيون السود، وبحضور السادة أحمد صافي، عبد القادر الخوجة، نجم الدين الأتاسي، بدوي السباعي، وغيرهم من علماء الشرع بحمص عام 1920م.
وفي ذلك يقول نجله مصطفى السباعي:
“ولا أزال أذكر وأنا ابن ست سنين كيف رأيته مع أكثر علماء حمص وهو أصغرهم سنًا، يطوفون في شوارع المدينة وأسواقها، وقد تمنطقوا بأحزمة الرصاص، وبأيديهم البنادق، يمشون على مهل صفوفًا منتظمة مكبّرين مهلّلين، داعين الشعب إلى مقاومة الفرنسيين حين اقتربوا من حمص عند احتلالهم لسورية… فاستجاب الناس إلى دعوتهم للجهاد، واشتروا السلاح والذخيرة، واستعدّوا لمقاتلة الجيش الفرنسي الذي كان قادمًا من طريق طرابلس. ولا أزال أذكر تلك الليلة التي غاب فيها أبي عن البيت ليخرج مع المجاهدين، وكيف سهرنا الليل كلّه مع أخي نسمع أزيز الرصاص وطلقات المدافع..”.
ومع اندلاع الثورة بحمص ضد الفرنسيين عام 1927م كان الشيخ حسني يجمع الإعانات المالية للثوار ويوصلها لهم. ولما قرّر أهل حمص الإضراب عن صلاة عيد الفطر في الجامع الكبير، لعادة الفرنسيين حضور الصلاة والخطبة في الجامع الكبير بموكب رسمي، أضرب معهم الشيخ حسني رغم كونه خطيب الجامع، فلمّا حضر المستشار الفرنسي وأعوانه وجدوا الجامع مغلقًا وفارغًا، فاستشاط المستشار غضبًا وعزم على اعتقال الشيخ حسني، إلا أن بعض وجهاء حمص ثنوه عن ذلك، فاكتفى بالتحقيق معه وإيقافه عن الخطابة سنة كاملة.
ولمّا حصل الإضراب الستيني ضد الفرنسيين في سورية عام 1936م، أصيب العمّال بضائقة شديدة، فألّف الشيخ حسني السباعي لجنةً مع رفقائه، منهم الشيخ عبد الفتاح الجمالي، الحاج صادق البني، الحاج عبد الكريم مراد، الحاج حوري شمسي باشا، فطافوا على التجار في الأسواق وجمعة من الأقمشة آلاف الأمتار، ومن الرز والسمن مقادير كبيرة، وزّعت كلها على العمّال المتضرّرين.
كان الشيخ حسني السباعي من مؤسسي جمعية العلماء بحمص مطلع عام 1946م، كما كان كذلك من أعضاء الجمعية الخيرية الإسلامية بحمص. وقد كان من المساهمين في جمع التبرعات لناء الميتم الإسلامي، حيث كان يجول الريف الحمصي مع بعض أصدقائه كالشيخ عبد الفتاح الدروبي والحاج محمود الطرشة، ويطلبون من أصحاب الأراضي التبرّع لبناء الميتم بشيءٍ من محصولاتهم أو من أموالهم.
توفي في حمص بتاريخ 13 تشرين الثاني 1961م.
المراجع والهوامش:
(1). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)
(2). حسين آغا، (محمد غازي)، مدينة حمص- المساجد والزوايا القديمة، 155
(3). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)
(4). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)
(5). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)
(6). جمعية العلماء بحمص، القانون الأساسي والنظام الداخلي، دار النشر والطباعة العربية (دمشق، 1946)
(7). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)
المراجع والهوامش:
(1). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)
(2). حسين آغا، (محمد غازي)، مدينة حمص- المساجد والزوايا القديمة، 155
(3). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)
(4). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)
(5). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)
(6). جمعية العلماء بحمص، القانون الأساسي والنظام الداخلي، دار النشر والطباعة العربية (دمشق، 1946)
(7). السباعي، (مصطفى)، حسني السباعي (مقالة)، مجلة حضارة الإسلام، العدد 6-7، السنة الثانية (1961)