قضايا
معركة النبك الأولى عام 1925
معركة النبك الأولى عام 1925
وقعت معركة النبك الأولى في يوم الاثنين السادس والعشرين من تشرين الأول 1925م.
تطرق أدهم الجندي في كتابه تاريخ الثورات السورية عن المعركة، وكتب عنها ما يلي:
(وقعت معركة النبك الأولى يوم الاثنين السادس والعشرين من تشرين الأول 1925م، وقد هاجم أحمد سرسق من رنكوس، ومحمد المحسن من الجبهة، ومعهما ما يقرب من مائتي ثائر من يبرود والنبك، ولم يكن في النبك إذ ذاك قوة أفرنسية فحرقوا جانباً من دار الحكومة.
وبنفس الوقت جاء رمضان باشا شلاش إلى جيرود، ومعه قوة من المجاهدين، فانسحبت قوات الدرك إلى النبك قبل وصول أحمد سرسق ورفاقه إلى النبك.
وقبل دخول أحمد سوسق وقواته إلى النبك، انسحب رجال درك جيرود والنبك إلى حمص، وفي تلك الفترة بدأت الثورة، وطلبوا من أهالي النبك أن يتجهزوا بالسلاح، وبعد أسبوع عاد أحمد سوسق وعصابته “مجموعته” إلى قرى قضاء النبك الجبلية، واستعد أهالي النبك للمعركة، وإثر شفاء حسن الخراط من جراحه في معركة الزور الأولى، سار إلى النبك مع عصابة الشاغور الأولى، وبعض أفراد من المجاهدين، كان بينهم كامل الشماط، وصالح النجار، وحسن عوض، وجودت الخولي، ووهبي فتوش، وأبناء عكاش.
وكان عددهم زهاء “65”ثائراً من الفرسان والمشاة، وقد سار الخراط وعصابته إلى قرية حمورية، ومنها إلى قرية رنكوس، فأقاموا فيها ثلاثة أيام تهيأ خلالها أحمد سوسق واخوانه، وتوفيق بعيون ومحمد وعبد الله عودة وعددهم “25” فارساً، ومنها توجهوا إلى يبرود، وفيها انضم أحمد وياسين اليبرودي وغيرهما.
وصل الخراط إلى النبك قبل المعركة بيوم واحد، وعلم المجاهدون أن مفرزة وصلت إلى قارة للكشف والاستطلاع، فذهب سبعة عشر فارساً، كان بينهم كامل الشماط، وحسن وطفا النبكي ووهبي فتوش، وجودت الخرلي، وحسن عوض، وصالح النجار، وأحمد التلفيتي إلى قارة، وهاجموا ليلاً مفرزة الاستكشاف الفرنسية وعددها “18” جندياً ، وكلهم من السوريين بقيادة الضابط توفيق المبيض، وعريف سورية يدعى عبد العزيز البرازي فأسروها، وجردوها من السلاح والخيول وعادوا بها إلى النبك.
ثم أتت حملة فرنسية من حمص إلى النبك، وكانت مؤلفة من عشر سيارات لنقل جنود السنغال، وخمس مصفحات، ورجال الدرك يقودهم ضباط افرنسيون.
وقد عاد محمد المحسن ومعه جماعته من الجبة ورنكوس، فاشتركوا جميعهم في إبادة هذه الحملة، في السهل بين النبك ودير عطية، فقتل أكثر جنود السنغال وعددهم “70” جندياً، وأسر جميع رجال الدرك وضابطهم بهيج الكلاس، وغنم المجاهدون أسلحتهم، وفرت المصفحات، واستولوا على السيارات المسخرة، وتعود ملكيتها للأهلين فأعادوها إلى أصحابها.
واشترك في هذه المعركة السيد خالد النفوري وأحمد طيفور التي دامت من الصباح حتى قبل العصر، وكان نساء النبك يقمن بتجريد القتلى من السلاح واللباس، ويؤازرن المجاهدين بتقديم ما يحتاجون إليه، وقد خسر المجاهدون قتيلاً واحداً من أهالي رنكوس وأصيب آخر بجراح.
وبعد انتهاء المعركة توجه إلى يبرود وأقاموا فيها مدة يومين وعادوا بطريق رنكوس، واستجار أفراد المفرزة بالمجاهد جمعة سوسق فأجارهم واستبقاهم لديه في رنكوس مدة ثم أطلق سراحهم، ليعلم الفرنسيون ما يتحلى به العرب من نبل وتسامح وشمم.
وقد استغرق غياب الخراط وعصابته من تاريخ خروجه من الغوطة حتى عودته إليها مدة خمسة عشر يوماً.
لم يكن في معركة النبك الأولى أحد من القواد والمجاهدين لعدم التحاق أحد منهم في الثورة آنذاك، وكانت المعركة بقيادة جمعة سوسق، وخالد النفوري وأحمد طيفور، وحسن وطفا والشهيد حسن الخراط، وقد تفرقوا مع المجاهدين لمهاجمة النبك من مواقع متعددة في سهل النبك – دير عطية.
والحقيقة التي يجب أن نسجلها للتاريخ، بأن الخراط وآل عكاش لم يساهموا في هذه المعركة كما يجب، لجهلهم أوضاع المنطقة وطرقها ومواقعها، وقد قام بالعبء البطل المشهور محمد المحسن ورفاقه من رنكوس والجبه مع الثوار بعمل جبار.
ثم انسحب الخراط وآل عكاش ورفاقهم إلى يبرود، ودخلوا مدرسة مطرانية يبرود فأخذوا منها الآلات الموسيقية وهو عمل كنا نود أن لا يقع، فقد استثمره الفرنسيون واعتبروه من أعمال السلب والنهب التي وصموا بها الثورة.
وفي الغوطة قام الشيخ محمد حجازي بطمر هذه القطع الموسيقية في الأرض كيلا يتعرض الثوار بسببها للمباغتات والمفاجئات من قبل الفرنسيين).
المراجع والهوامش:
المراجع والهوامش: