من الصحافة
صحيفة 1936- مظاهرة الطلاب في دمشق وجرح رجال الكتلة الوطنية
أبعدت سلطات الانتداب النائب فخري البارودي أعضاء في الكتلة الوطنية وأغلقت مكتبها، وإثر ذلك خرجت مظاهرات في دمشق تندد بهذه الاجراءات، وأعلن في دمشق عن اضراب بدأ في العشرين من كانون الثاني عام 1936م.
صحيفة فلسطين الصادرة في يافا نشرت خبراً عن المظاهرات والإضراب في عددها الصادر في الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 1936م.
عنوان الخبر:
المظاهرات الدامية في دمشق
مظاهرة الطلاب وجرح رجال الكتلة الوطنية
نص الخبر:
دمشق في 20 ك2- لمراسل فلسطين الخاص
أصبحنا اليوم فإذا بدمشق من أقصاها إلى أقصاها مضربة عن العمل إضراباً عاماً شاملاً احتجاجاً على إبعاد النائب السيد فخري البارودي إلى القامشلي من أعمال دير الزور.
وقد ألقى البوليس القبض أيضاً على كل من الأستاذين سيف الدين المأمون ومدحت البيطار والسيد محمود البيروتي، وقد أبعد الأول كذلك إلى القامشلي حيث يقيم البارودي.
إجتماع أعضاء الكتلة بمنزل البكري
وقد عقد جميع رجال الكتلة الوطنية بدمشق وفي مقدمتهم السادة جميل مردم بك، لطفي الحفار، نسيب البكري، شكري القوتلي إجتماعاً للبحث في الموقف الحاضر.
مظاهرات طلاب الجامعة السورية
وفي الساعة العاشرة من صباح اليوم “الاثنين” خرج جميع طلاب الجامعة السورية بمظاهرة كبرى وحضروا إلى بيت السيد نسيب البكري حيث عقدت الكتلة الوطنية إجتماعاً وطلبوا من المجتمعين أن يشتركوا معهم في مظاهراتهم.
فلم يسع رجال الكتلة سوى الإذعان للأمر الواقع فخرجوا جميعهم من منزل السيد البكري وهو يقع بالقرب من بناية الجامعة السورية ويموا شطر شارع جمال باشا.
اصطدام المتظاهرين برجال الشرطة
وما كاد المتظاهرون يصلون إلى أمام محطة السكة الحديد الحجازية حتى وجدوا أمامهم سداً منيعاً من رجال الشرطة أمروا المتظاهرين بوجوب العودة من حيث أتو وأن يتفرقوا حالاً.
المتظاهرون يحاولون المرور بالقوة
فلم يشأ المتظاهرون العودة كما أنهم لم يطيعوا رغبات الشرطة، وأرادوا المرور بالقوة مها كلفهم الأمر فاضطرت الشرطة لاستعمال القوة معهم وأخذ أفرادها يضربون المتظاهرين بعصيهم ضرباً مبرحاً.
زعماء الكتلة يصابون برضوض في أيديهم
وتكاثر أفراد الشرطة على المتظاهرين وهم يحملون هراواتهم الثقيلة، ثم أخذوا يفرقون الجموع بالضرب المؤلم فأصيب السيد جميل مردم بك برض في ذراعه، وكذلك السيد شكري القوتلي، وسرت إشاعة قوية مفادها أن السيد لطفي الحفار قد كسرت يده. فاضطر رجال الكتلة إلى الالتجاء إلى فندق “أوريان بالاس” المقابل للمحطة المذكورة.
الشرطة تعتقل طلاب الجامعة بالجملة
وهنا نشطت الشرطة في اعتقال طلاب الجامعة المتظاهرين حتى بلغ وهنا نشطت الشرطة في اعتقال طلاب الجامعة المتظاهرين حتى بلغ عددهم 46 طالباً ثم ساقهم إلى نظارة الشرطة بدائرة البوليس.
محاكمة المتظاهرين والحكم عليهم بمدد مختلقة
وفي صباح اليوم أحضرت السلطة سبعة أشخاص من الذين اشتركوا في المظاهرات السابقة إلى المحاكمة المختلطة، وحكمت عليهم مدداً مختلفة تتراوح بين أربعة أشهر و15 شهراً وغرامات تتراوح بين 25 ليرا و50 ليرا سورية.
مظاهرات بالميدان وحرق عربة ترام
وما كادت هذه الأنباء تتسرع إلى أسماع أهالي حي الميدان حتى قامت قيامتهم وشكلوا مظاهرات كبيرة، وقد صادف مرور عربة ترام فألقوا عليهم قذيفة فانفجرت فيها واحترقت العربة وحضر رجال مصلحة الأطفاء، وأخمدت النيران في باقي حطامها فاضطرت شركة الترامواي لإيقاف عرباتها عن هذا الخط.
مظاهرات بالعمارة ومهاجمة حافلات الترام
ثم قام أبناء حي العمارة بمظاهرات هائلة وساروا في الشوارع حتى وصلوا إلى الشارع العام الذي تسير به عربات الترام وصادف مرور عربتين فهاجموها بشدة وكسروا جميع زجاجهما وأبوابهما الخشبية فتوقف هذا الخط أيضاً عن العمل.
وقامت مظاهرة أخرى بباب توما هاجم المتظاهرون فيها بعض الدكاكين المفتوحة وأرغموا أصحابها على إغلاقها. كما أقيمت مثل هذه المظاهرات في دوما وحمص وحماة.
الجيش يستلم المحافظة على الأمن العام
وإزاء هذه الاضطرابات الكثيرة تولى الجيش المحافظة على الأمن العام فانتشرت الجنود المسلحة في كل مكان بالمدينة ونصبت الرشاشات في كل مدخل حصين.
وعقدت الكتلة إجتماعاً للبحث في هذه الحوادث وإيقاف تحدي السلطة لشعور الأهلين وقد صدر أمر المستنطق بفك الأختام عن مكتب الكتلة، ولا تزال النفوس في غليان، والاضرابات مستمرة.
أما أخبار حلب فمنقطعة تماماً.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة فلسطين - يافا، العدد 273 - 3157 الصادر يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 1936م
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة فلسطين - يافا، العدد 273 - 3157 الصادر يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 1936م