وثائق سوريا
نص استقالة الرئيس محمد علي العابد عام 1936
نص استقالة الرئيس محمد علي العابد التي تقدم بها مجلس النواب الجديد في جلسته الأولى التي عقدت في الحادي والعشرين من كانون الأول عام 1936م.
جاءت الاستقالة بعد فوز أعضاء الكتلة الوطنية بأغلبية مقاعد مجلس النواب في الانتخابات التي جرت بعد التوقيع على المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936م.
(الآىن وقد دخلت البلاد في عهدها الجديد فأوشكت أن تتسلم مقاليد الحكم الفئة التي أولتها الأمة ثقتها، ووكلت إليها أمانتها أصبحت أعتقد أن مهمتي قد انتهت، وأنه قد آن أن يفسح المجال لهذه الفئة “المختارة” حتى تضطلع بأعباء الحكم العظمى الملقاة على عاتقها، وإني سعيد جداً بأن تدرك بلادي العزيزي النهاية التي كنت حريصاً على إداركها فتعقد بينها وبين فرنسا الكريمة معاهدة تحالف وصداقة قائمة على أساس الثقة والولاء معترفة لسوريا بسيادتها القومية مهيئة لها السبل لإدراك وحدتها الكاملة، وقد تم ذلك في عهد رئاستي التي شرفتني بها الأمة، وكنت فيها منتخب الكتلة الوطنية الاتي حملت لواء البلاد فأعلته ورفعت قدره، وإذا كانت قد مرت في أحوال قاسية في أثناء مدة الرياسة جعلتني أتحدث كثيراً بالاستقالة منها، والتنحي عنها غير أني فضلت البقاء مفضلاً العناء على الراحة، والتعب على الدعة حتى صارت مصلحة البلاد وشئونها إلى الأيدي الأمينة فأعربت ثانية عن رغبتي الكاملة في أن أرى الكتلة الوطنية في المنزلة التي هي أهل لها من قيادة الأمور وتدبيرها.
ولذلك فإني أتقدم إلى مجلسكم الموقر بكتاب الاستقالة وأنا مطمئن كل الاطمئنان إلى مستقبل هذه البلاد، وإلى حكمة زعمائها وقادتها الذين ولا شك سيقطعون بها المراحل حتى تبلغ غايتها وتحقق أمنيتها، وتتمتع باليسر والرخاء في ظل السيادة التامة والكرامة الموفورة).