شهادات ومذكرات
الحزب الوطني .. في مذكرات أكرم الحوراني
كتب أكرم الحوراني بعض التفاصيل والأحداث التي رافقت تأسيس الحزب الوطني عام 1947م، كما تحدث عن العلاقة التي كانت تربطه بمؤسسي الحزب ولاسيما نبيه العظمة.
كتب الحوراني في الجزء الأول من مذكراته ما يلي:
(شرع نبيه العظمة بتأليف حزب سياسي رسمي “الحزب الوطني”، فقام خلال شهر شباط عام 1947 بجولة على المحافظات، واتصل بجميع الكتلويين السابقين داعياً إياهم للإنضواء تحت لواء الحزب الجديد.
وبعد عودته إلى دمشق تابع مساعيه فاجتمع لي، وحاول إقناعي بالإنضمام إلى حزبه، مصوراً إياه بأنه شركة تضم أفراد الفريق الذين لهم سابقة في العمل الوطني، يساهمون فيه بقدر رصيد كل منهم، وقال هذا الحزب كفيل بتحقيق وحدة الصف الوطني التي تصون استقلال البلاد وتضمن تقدمها وارتقاءها. وأخبرني أنه زار حماه واجتماع بـ نجيب البرازي وخضر الشيشكلي والدكتور محمد السراج، وآل العظم، وأنه وجد لديهم جميعاً قبولاً بالإنضمام لهذا الحزب.
ثم استطرد قائلاً: إن هناك دعاية مبالغ بها عن تتخلف مدينة حماه التي زار أحيائها الشعبية وخرج بنتيجة أن دمشق ليست أرقى منها بكثير.
اعتذرت لنبيه العظمة عن الانضمام لهذا الحزب لأن لي رأياً بتأليف الأحزاب، ولفت نظره إلى أنني عالجت ذلك في جريدة اليقظة عندما أثار صبري العسلي وزير الداخلية موضوع الأحزاب في البلاد).
ثم يتحدث عن ظروف وخطوات تأسيس الحزب الوطني فكتب: (باشر نبيه العظمة بالخطوات العملية لتشكيل الحزب الجديد، ففي مساء الثامن والعشرين من آذار 1947 عقد إجتماع بمنزل الدكتور عبد الرحمن الكيالي بحلب حضره حسن فؤاد إبراهيم باشا، رشدي الكيخيا، أحمد الرفاعي، الحاج وهبي الحريري، أحمد خليل المدرس، جميل إبراهيم باشا، معروف الدواليبي، ظافر الرفاعي للبحث في موضوع الدعوة التي وجهها نبيه العظمة لحضور الإجتماع الأول للحزب الجديد، وبعد مناقشة كلامية تقرر بالإجماع عدم الاشتراك بهذا الحزب، ولم يشذ عن هذا الإجتماع سوى الدكتور عبد الرحمن الكيالي وأحمد خليل المدرس.
وفي29 آذار 1947 إجتمع 65 سياسياً في المؤتمر الأول للحزب الجديد في بيت نبيه العظمة بدمشق، وقرروا إعتبار الحاضرين هيئة عامة للحزب.
وألفوا لجنة لدرس مشروع المنهاج والنظام الداخلي، وهذه اللجنة مؤلفة من : نبيه العظمة، مظهر باشا رسلان، جمال علي أديب، محمد سعيد الزعيم، فريد زيد الدين، منير المالكي، عدنان الأزهري، عبد الله فركوح، عبد الحميد قنباز، قاسم الهنيدي، حسن مراد، الدكتور محمد السراج، خضر الشيشكلي، ظافر القاسمي.
وفي اليوم الثاني صرح ناطق باسم المجتمعين: “إن هذا الحزب ليس إعادة لتنظيم الكتلة، لأن الكتلة لم تكن تحمل أي منهاج أو برنامج منظم، وإنما هي حزب جمعتهم السلبية ومناهضة الاستعمار فقط. أما هذا الحزب الجديد فسيبنى على أساس منهاجي غائي يتبع نظاماً اقتصادياً وسياسياً مبيناً تمليه حاجة البلاد وواقعها الحاضر”).
وحول الوقف من الحزب كتب:
(كانت قناعة الناس بأن هذا الحزب هو حزب شكري القوتلي، وأن الذين سينتسبون إليه هم المحظوظون وحدهم في الانتخابات المقبلة.
ولذلك أمكن لنبيه العظمة أن يلف حوله معظم الكتلويين السابقين وجميع الأشخاص الذين يطمعون بتأييد الحكومة، ولم يكن ظن الناس بعيداً عن الصواب إذ تكشف بعد قليل أن القوتلي كان يسعى لاستغلال المعركة الانتخابية لضمان الإجماع النيابي حول تعديل الدستور وإعادة انتخابه رئيساً للجمهورية.
كان القوتلي مقتنعاً بضرورة تأليف حزبين من أبناء طبقته ورفاقه الكتلويين: حزب مؤيد وحزب معارض، وكان يتصور أن الحزب الوطني سوف يكون مؤيداً له بزعامة نبيه العظمة، بينما يتولى زعامة الحزب المعارض رشدي الكيخيا الذي تفاهم معه عند تشكيل وزارة مردم بك على تعديل الدستور وتجديد الرئاسة، وكان القوتلي يظن بأنه سيكون الحكم بين الحزبيين، هكذا توهم ولم يكن عارفاً بأن الأمور ستسير، رغم وعد الكيخيا له بتجدديد رئاسته وعلى عكس ما يتصور، وأنه سيخسر الحزب الوطني المؤيد وحزب الشعب المعارض بآن واحد).
المراجع والهوامش:
(1). الحوراني (أكرم)، مذكرات أكرم الحوراني، الجزء الأول، صـ 615-616
المراجع والهوامش:
(1). الحوراني (أكرم)، مذكرات أكرم الحوراني، الجزء الأول، صـ 615-616