من الصحافة
مقابلة صبحي بركات الخالدي مع صحيفة المعرض في كانون الأول 1925
مقابلة صبحي بركات الخالدي مع صحيفة المعرض في كانون الأول 1925م.
أجرت صحيفة المعرض مقابلة مع صبحي بركات الخالدي رئيس دولة سورية ورئيس الحكومة والذي قدم استقالته في الثاني والعشرين من كانون الأول عام 1925م.
نص المقابلة:
“تمكننا من اللحاق ظهر أول أمس بالرئيس صبحي بك بركات في منزله على طريق الشام، فوجدناه خارجاً من الباب الخارجي فهش لنا، وابتسم ابتسامة الصديق، وسار معنا نحو الناصرة، وكان قد مضى عليه ساعتان فقط من تقديم استقالته فقال جواباً على السؤال:
ج- نعم قدمت استقالتي اليوم للمفوض السامي، وهي المرة الخامسة التي أقدم بها استقالتي منذ قدوم المسيو دي جوفنيل إلى هذه الديار.
س- انكم تناولتم الغذاء قبل أمس الأول على مائدة المفوض واختليتم معه ساعتين طويلتين؟
ج- نعم، وفي ذلك الوقت قدمت استقالتي أيضاً، ولم يقبل وطلب مني المفوض أن أبقى في رئاسة الحكومة.
س-ماذا طرأ اليوم حتى شددتم في تقديم الإستقالة؟
ج- رأيت أن الحالة حرجة جداً، وأن المسؤولية كبيرة، وقيل لي أن من شروط الثوار الأساسية أن أترك الوظيفة، فشددت أسهل مهمة السلطة في التفاهم مع الثوار وأحقن الدماء، وأرجو أن يكون لعملي هذا النتائج التي يأملون.
س- هل رأت فخامتكم أن الوقت مناسب لتقديم الإستقالة بطريقة لا تقبل الرد؟
ج-كيف لا، وأرى أن المفاوضات عديدة تجري دون علم مني وأنا رئيس الحكومة.
س- لكن ماذا ينتقدون عليكم؟
ج- يقولون إني كنت صديقاً لسراي ولكنني كنت أيضاً صديقاً لغورو وويغان، وإذا كانت سياسة سراي اتجهت نحو محاربة رجال الدين فأنا لا أتمشى على هذه السياسة في سوريا، ولم يكن رجال الدين في الدولة السورية، ومنهم البطاركة والمطارين موضوع إجلال أكثر مما كانوا في الأيام الأخيرة.
وقد رأيت في بعض المقربين للمفوض من يتسلح بصداقتي لسراي ليحاربني، فأنا لست صديقاً للأشخاص بل للمبدأ الانتدابي الصحيح، وأفتخر أن خدمتي كانت بإخلاص ودون تحيز، وأن لي جرأة القول والفعل، وأعمالي تدل جلياً أنني خدمت أمتي كثيراً خصوصاً وأنني ترفعت عن التحزبات والتعصبات، واتخذت شعاراً عالياً هو لا دين في الحكومة”.
س- هل قابلتم المفوض السامي اليوم، وقدمتم الإستقالة بنفسكم؟
ج-نعم، وجرى لي حديث مع فخامته، وقد كتبت في استقالتي كل الأسباب التي دعتني لتقديمها، وطلب مني المفوض السامي أن أكون مندوباً فوق العادة في باريس لقضية الديون فرفضت، وتلطف أيضاً عارضاً علي وساماً كبيراً فأبيت لأني ديمقراطي والأوسمة ليست من مذهبي.
س- والآن بعد أن تركتم الوظيفة ماذا تظنون أن السلطة تفعل.. ربما شكلت حكومة مؤقتة؟
ج- لا أدري.
س- هل تعتقدون أن الشيخ تاج الدين الحسني أقرب من غيره لرئاسة الحكومة المؤقتة؟
ج- لا يمكنني أن أجزم بشئ لأنني لا أدري شيئاً.
ثم عطف الرئيس وقال متأثراً: إنني خدمت سوريا وخدمت لبنان وأحبهما معاً- لأنني كما أحب سوريا أحب لبنان الذي لي فيه أصدقاء مخلصون صادقون، وسأخذم الاثنين خارج الوظيفة كما خدمتها سابقاً.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة المعرض- بيروت، العدد الصادر في يوم الخميس الرابع والعشرين من كانون الأول 1925
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة المعرض- بيروت، العدد الصادر في يوم الخميس الرابع والعشرين من كانون الأول 1925