مقالات
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1918 ..سنة سقوط العصملي – سنة الوجع
حمصي فرحان الحمادة – التاريخ السوري المعاصر
حدثان هامان جداً في هذا العام:
الأول : سنة سقوط العصملي، ويقصد بلفظة العصملي (العثمانيون)، لذلك يلفظ (عثمان) باللغة التركية (عصمان).
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918. وبتاريخ 26 أيلول 1918م كان الوالي العثماني وجنده قد غادروا دمشق إيذاناً بزوال الحكم العثماني نهائياً من بلاد الشام.
ودخلت قوات الثورة العربية دمشق في الثلاثين من أيلول عام 1918م، وفي 26 تشرين الأول من العام نفسه دخلت قوات الثورة العربية مدينة حلب.
ونصت هدنة مودورس التي وقعت بتاريخ 30 تشرين الأول 1918، على استسلام جميع القوات العثمانية، وقبول الدولة العثمانية بتخليها عن بلاد الشام والعراق والحجاز وعسير نهائياً.
أما بالنسبة للرقة فقد ذكر لي جدي الشيخ فيضي الفواز رحمه الله، أن الحامية العثمانية بالرقة، اجتمعت بشكل نظامي أمام سرايا الحكومة “القديم” ووقف الضابط التركي قائد الحامية أمام الجنود لتأدية التحية عند إنزال العلم التركي من سارية السرايا. وعند تقديم التحية بالسيف جرح جبهته ونزل منها الدم لشدة انزعاجه، ثم غادروا الرقة دون أن يتعرض لهم أحد.
وبعد انسحاب الحامية العثمانية سارع وجهاء الرقة وشيوخ العشائر وشكلوا “هيئة المشورة” برئاسة الشيخ “هويدي الشلاش” رحمه الله، وعضوية عدد من وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة.
وتم توزيع المهام على أفرادها لإدارة شؤون القضاء إلى حين وصول القوات العربية.
الثاني سنة الوجع:
والوجع كما نعلم هو المرض. ففي هذا العام ونتيجة للحرب العالمية الأولى، ومآسيها انتشر مرض “الإنفلونزا الإسبانية”.
وكانت جائحة الإنفلونزا التي امتدت في الفترة من 1918 إلى 1919، المعروفة باسم “الإنفلونزا الإسبانية”، أخطر كارثة صحية في التاريخ الحديث.
وأدت الفوضى والقرارات السياسية التي اتخذت في أثناء الحرب العالمية الأولى إلى زيادة تفشيها وتفاقُم آثارها.
تفشت الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 بينما كانت رحى الحرب العالمية الأولى ما تزال تدور. واكتسحت الجائحة السكان في ثلاث موجات متتاليات: أولها في ربيع 1918 والثانية – وهي الأشد فتكاً وتسببت في قتل 90 في المئة من إجمالي الضحايا – في خريف 1918، والثالثة من شتاء 1918 إلى ربيع 1919.
وبنهاية تلك الجائحة أصيب أكثر من نصف سكان العالم بالعدوى. ويراجع الباحثون تقديرات الوفيات، التي يصعب تأكيدها بسبب نقص البيانات، وغالباً ما تسجل المراجعة زيادات.
ويشير المؤرخون وعلماء الأوبئة في الوقت الحاضر إلى نسب وفاة تتراوح بين 50 و 100 مليون حالة وفاة إذا ترجمناها إلى أرقام. فالأنفلونزا الإسبانية، إذن، كانت أشد فتكاً من الحرب العالمية الأولى بخمس مرات إلى عشر.
وذكر لي بعض المعمرين أن أهل الرقة كانوا يدفنون يومياً حوالي العشر جثث، كما أن بعض الأسر قد فنيت بالكامل، وتم سد أبواب بيوتها بالحجارة .
انظر:
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1917 ..سنة الجوع .. سنة الغلا.. سنة الحميضة
المراجع والهوامش:
(1). حمادة (حمصي فرحان)، التقويم الرقمي بين عام 1709 - 1988، توتول للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق 2022م، 117-118
المراجع والهوامش:
(1). حمادة (حمصي فرحان)، التقويم الرقمي بين عام 1709 - 1988، توتول للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق 2022م، 117-118