ولد الشاعر والمؤرخ جمعة الأحمد في قرية تلحودان في ريف منبج عام 1917ك.
تتلمذ على يد الشيخ مصطفى أبو زلام ثم لزم ابنه الشيخ جمعة أبوزلام علامة منبج.
في عام 1929 تقدم للسرتفيكا الحرة في دمشق وحصل على الدرجة الاولى على مستوى سورية.
التحق بالتجهيز وتخرج منها عام 1935 وعمل معلماً مرافقاً للبدو، وصار يجمع الأنساب ويكتب القصص مما يسمعه من عجائز القرن التاسع عشر.
ترك ارثا ضخما من الأنساب وعلى حواشيه روايات الكبار في السن وخرائط لتوزع العشائر وحكايا حروب القرم والمسكوف والبلقان.
عندما كان طفلا تعلق بالقراءة، ولم يكن في قريته اي كتاب سوى قرآن واحد، ولم يكن هناك اي كتاب آخر، فصار ينتظر الزوابع القادمة من حلب حاملة معها قطعا ممزقة من الجرائد، فيجمعها ويعيد قراءتها.
وجمع الكثير من الروايات والشهادات المتداولة عن اشخاص خاضوا حروب القرن التاسع عشر وتعلموا من اسفارهم الكثير .
رواية حج علي المصري:
وكانت أقدم رواية هي شهادة حج علي المصري المتوفى عام 1938م,ويروي فيها عن والده متولي المصري الذي حضر الى سوريا مع حملة ابراهيم باشا عام 1832، وكان نجارا يصنع المشربيات، وكيف دخلت المشربيات الى حلب، وكيف طوروها لتصبح لها قواعد حجرية، وكيف دخل السكر الأبيض الى حلب مع هذه الحملة،كما ان متولي المصري كان شاهد عيان على بناء طاحونة القلعة ومارافقها من احداث.
انبهر متولي المصري بروعة التعامل مع الحجارة في حلب،وكان يصف الحجار الحلبي بأنه بارع اكثر من بناة الاهرامات .
وبعد عودة الجند المصرية الى مصر عام 1839 بقي متولي في حلب وتزوج منها وانجب علي الذي صار لاحقا حج علي ،ولم يعلمه مهنة النجارة ،بل دفع به الى الكلاسة ليتعلم مهنة الحجارة والبناء ،وشارك حج علي في بناء مدرسة التجهيز وقصر الوالي وقصر اسعد باشا في جبل الغزلات ،ومشفى الرمضانية العسكري وشهد على بناء الجسر الجديد .
روايات عن الحرب العالمية الأولى:
واما عن الحرب العالمية الاولى فقد جمع الكثير من القصص والروايات عن اشخاص خاضوها واكل بغضهم جثث بعض من فرط الجوع .
كما يروي عن ديب المجدمي رواية مهمة :
حيث يقول ديب المجدمي من سكان العويجة المتوفى عام 1940 ان الاسود كانت موجودة في منطقة العويجة والمسلمية حتى عام 1910 ,و الناس لم تكن تذهب الى المسلمية بدون ان تحمل التفنكة معها ،كما ان الدببة صغيرة الحجم والمعروفة بالدب السوري كانت تصطاد السمك البني من المناطق الضحلة في قويق شمال حلب ،واما على اطراف النهر فقد كان السنجاب موجودا بكثرة ،
ويروي ديب المجدمي ان السهول المنخفضة مثل بعيدين والعويجة كانت خطيرة ليلا ،لأن الضواري تجوبها ،لذلك كان المزارعون والفلاحون يبيتون في الهلك ،فهي منطقة وعرة ومرتفعة لاتفضلها الوحوش وربما يفسر لنا هذا اسباب نشوء قرية الهلك الفوقاني ،وهي اقرب واقدم قرية في حلب ،ولم يسكن الناس التحتاني الا بعد انقراض الوحوش .
حكايات من حلب تنشر المعلومات التي جمعها جمعة الأحمد .
نشر المرحوم العديد من المقالات والابحاث في مجلة التمدن خلال الاربعينيات من القرن الماضي ،لكن المقالات لم تلق رواجا لدى العامة فتوقف عن النشر واصيب بالاحباط ،ووصل الى نتيجة مفادها ان الناس لاتحب سماع الحقيقة ،فاكتفى بالتدوين لنفسه فقط .
وفاته:
توفي العلامة جمعة الاحمد صائما مبتسما في العشرين من رمضان عام 2001 وترك عشرة ابناء واربعين حفيدا والكثير الكثير من القصص.
انظر:
عدنان جمعة الأحمد: القرن العشرين هو قرن موت اللهجات في عموم بلاد الشام
المراجع والهوامش:
(1). الأحمد (عدنان جمعة)، التاريخ السوري المعاصر، مقابلة في 19 كانون الأول 2023
المراجع والهوامش:
(1). الأحمد (عدنان جمعة)، التاريخ السوري المعاصر، مقابلة في 19 كانون الأول 2023