عام
عادات وتقاليد الزواج في محافظة دير الزور
عادات الزواج في محافظة دير الزور
اختلفت عادات الزواج في الريف على ما هي عليه في المدينة لما يتصف به أهل الريف وطبيعة حياتها.
كان الشاب الريفي عموماً على معرفة سابقة بـ الفتاة التي يتزوجها، رآها في مكان ما، في مناسبة من المناسبات أو هي في طريقها إلى الحقل …
أما في المدينة (دير الزور) فقد كان الشاب يخطب الفتاة دون أن يراها، لأنها من اختيار أهله.
وكانت طقوس الخطبة والزواج تمر بعدة مراحل، هي:
أولاً- مرحلة التقدم للخطوبة من أهل الشاب.
ثانياً- مرحلة تحديد المهر (السياق)، وإعلان الخطوبة رسمياً، مع لبس خاتم الخطوبة، مترافقاً ذلك باحتفال كبير يصحبه تقديم ولائم الطعام والحلويات.
ثالثاً- مرحلة عقد الزواج أو ما يعرف “قضب العقد”، حيث يتم عقد الزواج رسمياً في منزل أهل العروس بحضور الشيخ أو القاضي الشرعي.
رابعاً- مرحلة إعلان أو جهاز العرس من لباس وحلي للعروس.. وغير ذلك.
خامساً- إعلان الزواج وإقامة التهريج، والتهريج بلغة أهل الدير معناه إقامة حفلات الأفراح الخاصة بإعلان الزواج وفق العادات والتقاليد الفراتية، والتي كانت تدوم لمدة أسبوع كامل. وكان يختتم هذا الأسبوع بيوم الحنة، يليه صمدة العروس بعد تزيينها (تمشيط – تكيحل- تجميل)، وبعدها تزف إلى بيت العريس.
كما كان يزف العريس من بيت أحد أقاربه بعد صمدته في حفل بهيج على طول الطريق إلى منزله الزوجي، وعندئذ تكون مناسف الطعام قد مدت وهي ملأى بالخراف المحشية، أو الثريد المرزز تكلله قطع اللحم.
وفي صبيحة الزواج يأتي أهل العروس حاملين معهم ما لذ من الطعام إلى العريسين، وكان تقديم طعام الصباح من قبل أهل العروس يستمر لمدة أسبوع.
وكانت حفلات التهريج تتمثل في إقامة حلقات الدبكات الشعبية على أنغام الطبول والزمور والرقصات الشعبية أيضاً، وتقديم ولائم الطعام وغير ذلك مما يدل على البهجة والفرح.
وكانت عادة “التجيير أو الجيارة” سائدة في عموم أرجاء محافظة دير الزور،وهي عادة ابنة العم لابن العم مادام يريدها هو، مهما كان الفارق العمري، وإذا ما رفضته زوجاً لها، فبإمكانه عرقلة زواجها لأن أحداً لا يستطيع التقدم إليها مادام مجييراً إياها له.
وإذا كانت هذه العادة قد تلاشت تقريباً في المدينة، إلا أنها مازالت سائدة في الريف، ومثال ذلك قرية صوّر وقرى الخابور الأخرى.
المهر- السياق:
في الريف الديري كان المهر – السياق مرتفعاً، ويزيد مقداره عن 100 ألف ليرة سورية في الثمانينيات، وكان يقدم السياق كاملاً إلى والد العروس، ليقوم بتجهيز ابنته بجزء منه، ويأخذ الباقي وهو الجزء الأكبر له.
وكان بعض الشباب على معرفة بمن اختارها عروسة له، أما البعض الآخر فكان يقبل بفلانة عروساً على سمعة أهلها، وسمعتها دون أن يراها، حيث لم تكن هناك سابقاً “تلبيسة”. بل كان العريس يرسل مع أخته أو أمه تلبيسه تعرف باسم “الحطوط” وكان الزواج ومايزال يتم بحفلة عرس كبيرة على أنغام الطبول والزمر واصوات الأعيرة النارية وتقام ولائم الطعام، ويستمر حفل الزفاف حتى ما بعد منتصف الليل في إحدى الساحات القريبة من بيت العريس، وقد يستمر عدة أيام بعد ذلك علماً أن العريس يكون قد اصطحب عروسه إلى غرفة زفافهما بعد غروب الشمس بقليل.
التهنئة – استقبال المهنئين:
يستمر العروسان في بيتهما الزوجي طيلة أسبوع لا يخرجان منه، وهم يستقبلان المهنئين. وبانتهاء الأسبوع يدعو أهل العروس العروسين إلى طعام الغذاء أو العشاء،وعندها يقدمون الهدايا إلى ابنتهم التي قد تكون مالاً أو ذهباً أو بقراً أو غنماً.. أو غير ذلك..
زواج البدائيل:
كان موجوداً بكثرة في محافظة دير الزور، ولكنه انخفض لاحقا انخفاضاً ملحوظاً في ثمانينيات القرن العشرين.
تعدد الزوجات:
كانت ظاهرة تعدد الزوجات في الريف الديري ظاهرة ملفتة النظر لكثرتها، وبخاصة في ريف الميادين والبوكمال، وفي ناحية صوّر، حيث كان يصل عدد الزوجات اللواتي في عصمة الرجل إلى أربعة.
وفي مركز صور فإن أكثر من نصف الرجال متزوجين بأكثر من زوجة واحدة، وكان غالباً فارق العمر كبير بين الزوج والزوجة.
المراجع والهوامش:
(1). موسى (علي حسن)، محافظة دير الزور، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1993، صـ 180
المراجع والهوامش:
(1). موسى (علي حسن)، محافظة دير الزور، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1993، صـ 180