مصطفى باشا الحسيني.
والده: الشيخ حسين افندي بن ابراهيم، مدرّس في جامع الجمّاس -الدارس- إلى الشرق من شارع باب التركمان بحمص القديمة.
ولد في حمص عام 1827م.
نشأ في كتّاب والده الشيخ حسين فتعلّم فيه القرآن وأصول اللغتين العربية والتركية العثمانية والخط العربي، فتميّز بجمال خطّه وإتقان تحريره.
ونظرًا لتميّزه هذا دفعه والده للانتساب إلى خدمة صديقه متصرّف لواء حمص محي الدين “هولو” باشا العابد، فلازمه وانتسب إلى سلك الدولة الرسمي فكان من الجيل الأول للبيروقراطيين بحمص وكان أقدمهم، حيث عمل كاتبًا لديوان متصرفية حمص، ثم كاتبًا لمجلسها لأكثر من عشرين عامًا، وذلك حتى عام 1871م.
كان عام 1878م وكيلًا لصحيفة “دمشق” التي كان يديرها عزت العابد.
ترأس عام 1880م الجمعية الخيرية التعليمية بحمص، والتي أسست لأول مدرستين ابتدائيتين نظاميتين في المدينة.
انتخب في حدود عام 1881م عضوًا للمحكمة الابتدائية بحمص، فظلّ في منصبه حتى عام 1886م، ثم شغل عضوية مجلس إدارة حمص بين عاميّ 1887-1894م.
عيّن مصطفى الحسيني عضوًا في الغرفة الزراعية بحمص بين عاميّ 1884-1886م.
وقد كانت هذه الهيئة المخصوصة نواةً لغرفة زراعة حمص الحالية، حيث تحوّل اسمها بالفعل إلى “غرفة الزراعة” عام 1887م، وعيّن الحسيني رئيسًا لها في عام 1888م، واستمرّ في رئاستها حتى عام 1894م، فكان المساهم الأول في تأسيس هذه الغرفة واستمرارها حتى اليوم.
وقد أبدى منذ سنة رئاسته الأولى خدمات استثنائية للدولة والحكومة المحلّية، فوجّهت إليه السلطة العثمانية رتبة “المتمايز” الرفيعة بتاريخ 26 نيسان 1890م.
مع حلول عام 1895م كان قد وصل السيد مصطفى الحسيني إلى سنّ الثامنة والستين، ويبدو أنه تفرّغ حينها بضع سنوات من العمل الرسمي، إلا أن آثاره ومساهماته ضمن المدينة لم تتوقف، فوجّهت إليه السلطة العثمانية الرتبة الأولى من الصنف الثاني ترفيعًا في أيار 1898م.
ومع قدوم عام 1900م انتخب عضوًا لمجلس إدارة حمص، وحينها وجّهت إليه رتبة أمير الأمراء (ميرميران) التي تخوّله حمل لقب الباشا، وذلك في شهر أيلول 1900م، فأصبح منذ ذلك التاريخ: مصطفى باشا الحسيني.
وفي تموز 1901م تم تكريمه بالوسام (النيشان) المجيدي من الدرجة الثانية، مع ترفيعات شملت أولاده رفيق وشفيق ونوري.
وفي تاريخ 7 كانون الثاني 1902م وبأمر مباشر من السلطان عبد الحميد الثاني وجّهت إليه رتبة “روميلي بكلربكيلكى/ بكوية روميلي العليا” وهي ثالث أعلى رتبة مدنية في الهرمية العثمانية بعد رتبة الوزارة ورتبة “بالا”، وهي كذلك أعلى وأرفع رتبة نالها حمصي أثناء عمله بحمص، وهذه الرتبة تضعه في صنف “رجال الدولة”.
وقد خوطب مصطفى باشا الحسيني في البراءة السلطانية لهذه الرتبة بـ”أمير الأمراء الكرام، كبير الكبراء الفخام، ذو القدر والاحترام، صاحب العز والاحتشام، المختصّ بمزيد عناية الملك الأعلى حضرة صاحب السعادة”، ويخاطب في المراسلات الرسمية بـ” سعادلتو افندم حضرتلرى” أي حضرة السيد صاحب السعادة.
ثم كرّم بالنيشان العثماني الرفيع من الدرجة الثانية في آذار 1902م مع ترفيعات لأولاده عادل وأمين وطاهر.
ومع حلول شهر أيار من عام 1903م عُيّن مديرًا لأملاك السلطان عبد الحميد الثاني وأراضيه في حمص خلفًا للميرلواء أحمد باشا، وغالبًا قد تمّ له ذلك بمعية صديقه عزت باشا العابد، أقرب المقرّبين من السلطان. فظلّ في منصبه ذلك حتى وفاته بعد عدة أشهر، وخلفه فيه ابنه رفيق بك.
توفي مصطفى باشا الحسيني في حمص بتاريخ 12 تشرين الثاني 1903م، ودُفن في باحة المسجد الذي بناه.