مقالات
بادي أبو عساف: عيد الصليب في السويداء
بادي أبو عساف – التاريخ السوري المعاصر
الذي يصادف في 27 أيلول سبتمبر من كل عام وكانوا الفلاحون قديما يقومون بوضع كمية قليلة من الملح ليلة عيد الصليب 26 أيلول على حجر أو أي جسم أخر لا يمتص الماء في محل مكشوف بالخارج وفي الصباح يكشفون على الملح ومدى أمتصاصه للرطوبة وقد يذوب الملح اذا كانت الرطوبة كثيرة بتلك الليلة ويستبشرون خيرا بتلك السنةبأن يكون مطرها كثيرا وسنة خير على كل المخلوقات والان لا يوجد الا عددا قليلا لا يذكر يستخدم تلك الطريقة بالاضافة للتغيرات الكبرى بالمناخ والبيئة التى تدخل بها الانسان وخربها وأصبحنا نشاهد الجفاف والحرائق بالغابات والعواصف الشديدة وذوبان الجليد والفيضانات ببعض الدول والتصحر في البعض الاخر .
وعند دخول الصليب يتغير الطقس ويصبح باردا وخاصة بالليل ويصبح البرد مؤذي للانسان والحيوان وكانت الناس قديما في القرى ينامون بالصيف على السطح بمكان يجهزونه ببداية الصيف يسمى .المصيف .
وكان لا يوجد كهرباء ولا مراوح والنوم على المصيف يشعر الانسان بالراحة وخاصة ليالي الندى والهدف الثاني من النوم على المصيف حراسة الحيوانات من السرقة التي كانت تحصل بتلك الفترة من قبل أشخاص من خارج القرية والمحافظةللأغنام والماعز المولدة والتي تنام بالصيرة بالقرب من المكان من أجل حليبها مساءا عندما تعود من الرعي ويوصلها الراعي الى البيوت وفي الصباح قبل الذهاب الى المرعى والأبقار التي تنام بالحوش وبعد الصليب يجب دخولها ونومها في الأماكن الشتوية وكانت كل البيوت قريبة من بعضها ولها سور عالي من الحجارة وبوابة كبيرة لدخول الجمال والخيل والحيوانات الاخرى وعند البعض بوابة صغيرة لدخول الأشخاص .
وهناك العديد من الأمثال حول هذا الموضوع منها. صلب وأعبور خمس واظهار .ان صلبت خربت أي أن الصيف أنتهى .وأيلول ذيله أو ذنبه مبلول اي نهايته يسقط المطر . وكانوا لا يعملون الزبيب من العنب الا بعد الصليب وكذلك لا يقطفون الرمان من على الأشجار الا بعد الصليب ويقومون بربطه بخيطان وتعليقه بالخارج ليبقى مؤونة طوال الشتوية .ولا يذبحون المعاليف التي تعلف في كل بيت من الأغنام الكبيرة بالسن الا بعد الصليب وهذه الأغنام تسمن على البيادر بتناولها القطانيات والشعير المحصود من الحقول والذي ينقل الى البيادر بواسطة الجمال وتغسل كل يوم أو يومين على المطخ عندما تذهب للشرب وكل أسرة تعلف رأس أو أثنين حسب عدد الأفراد مع خاروف أو جدي الذي يؤخذ من لحمه للكبة وللطبخ والشوي في الأيام الأولى لتوفير لحم المعاليف من أجل عمل القاورما التي تملح بشكل جيد وتغلى حتى تستوي وتخزن في أوعية فخارية وتدخل في غالبية الطبخات خلال عام كامل لأنه لايوجد لحامين .قصابين في تلك الفترة بالقرى وفي المدينة عددهم قليل لأنهم أيضا يعلفون الأغنام والقصابين من أجل الموظفين من خارج المحافظةوبعض الأفرادمن المحافظة التي لا تسمح ضروفهم بتعليف الأغنام لعدة أسباب.
وهناك طريقة أخرى يستخدمها الفلاحين من أجل معرفة الأحوال الجوية والأمطار لأنه لم يكن موجود نشرات جوية للدلالة على الطقس وكمية الأمطار الهاطلة والطريقة حساب الأيام بين الصليبين الصغير الذي يبدأ يوم 16 أيلول والكبير يوم 27 أيلول وكل يوم عن شهربالسنة التي هي 13 شهرا وتراقب الحالة الجوية لكل يوم من حرارة ورطوبة وتوزع على أيام الشهر حسب الساعات .
وكانوا بعض الكبار بالسن من خلال المراقبة والتجربة والخبرة والأحاديث المتداولة وبعض الظواهر التي يعتمدون عليها مثلا عندما يحصل البرق في الشتاء من جهة قرية بانياس أحدى قرى جبل الشيخ يقال له بانياسي والمطر يا مصابح يا مماسي وظواهر أخرى كثيرة يعتمدون عليها.