دراسات وترجمات
جريدة دولة العلويين الرسمية – السنة الأولى، العدد الأول
جريدة دولة العلوييّن الرسميّة. السنة الأولى، العدد الأوّل
الأسطر التالية تعريبي للمقال الافتتاحي في الجريدة الرسميّة لدولة العلوييّن(1).
الثالث من كانون الثاني يناير 1925.
بمناسبة العام الجديد، يتقدّم حاكم دولة العلوييّن إلى الأهالي بتمنّياته القلبيّة الحارّة ويشكرهم جزيل الشكر لمساهمتهم خلال العام الماضي.
استجابةً إلى الرغبة التي أبداها سكّان البلد مراراً وتكراراً، منح المندوب السامي للجمهوريّة الفرنسيّة الدولة استقلالها الكامل، مع استثناء حقوق وواجبات سلطات الانتداب، في المرسوم الصادر في الخامس من كانون أوّل ديسمبر 1924. يعطي هذا الإجراء السلطات المحليّة إمكانيّات للعمل على أوسع نطاق بحيث تستطيع البناء على المنجزات التي سمح تطبيق مبدأ الحكم الذاتي للدول تحت الانتداب بتحقيقها في مختلف مجالات الأنشطة العامّة.
يمكن تلخيص هذه المنجزات للعام 1924 كما يلي:
التعليم العامّ: ازداد عدد المدارس الرسميّة من 75 إلى 93 وعدد المعلّمين للمدارس الابتدائيّة من 126 إلى 149. تمّ توزيع خمسة آلاف وخمسمائة من الكتب المعتمدة بزيادة ألف وخمسمائة عن العام ١٩٢٢. تلقّت مدرسة بوقا الزراعيّة، بعد استقرارها في أبنيتها الحديثة الفسيحة، دفعتها الأولى من التلاميذ بعدد ٢٥ في بداية كانون أوّل ديسمبر وتكفّلت الدولة بمصاريف دراستهم جميعاً. أخيراً بدأ بناء المعهد الجديد في اللاذقيّة.
الصحّة والعون الاجتماعي: نُقِلَ مشفى اللاذقيّة الإقليمي إلى السرايا التي بُنِيَت مؤخّراً والتي شغلتها قَبْلَهُ خدماتُ السنجق. جرى التسليم والاستلام تحت ظروفٍ ممتازة ومن المتوقّع أن يلبّي المشفى الاحتياجات الحاليّة بيد أنّ هذا لم يمنع الإدارة من استملاك أرض واسعة وسط غابةٍ من أشجار الزيتون بهدف بناء مؤسّسة نموذجيّة عليها خلال عامين أو ثلاثة. دور الأيتام، من ناحيةٍ ثانية، في طريقها إلى التطوّر الشامل. الأبنية المخصّصة لتلاميذ الدولة الصغار في مركز بوقا الزراعي على وشك الإنجاز أمّا بالنسبة لميتم الفتيات المزمع بناؤه فقد انتهى تخطيط المشروع عمليّاً وسيبدأ العمل على تنفيذه قريباً بعد إجراء المناقصة اللازمة.
الخدمات الاقتصاديّة: هناك التحسينات العديدة التي تحقّقت في مركز بوقا للتجارب والدراسات الزراعيّة أضف إليها إنشاء مشغلين للتصليح مزوّدين بأدوات حديثة في اللاذقيّة وطرطوس لغرض التوسّع في استعمال الآليّات الزراعيّة. يجب أن نشير أيضاً إلى محطّةٍ لحلج القطن في جبلة سيتمّ تزويدها قريباً بمعصرة ومواد لتطهير البذور. أخيراً يتعيّن ذكر المصرف الزراعي الذي يُعادُ تنظيمه ليستطيع القيام بعمليّاته على الوجه المناسب من الآن فصاعداً.
الأشغال العامّة: نُفِّذت أعمالٌ عديدةٌ في غاية الأهميّة على طرقات الدولة في العام 1924: بناء جسر بطول 33,4 على نهر الروس(2) وثلاثة جسور حجريّة أحدها على نهر الأبرش يستند على ثلاثة عقود arches مداها عشرة أمتار والثاني على نهر العروس على عقدين مداهما إثني عشر متراً والثالث والأخير على نهر أرزونة(3) على عقدين مداهما ثمانية أمتار. نذكر أيضاً دعم وترميم خندق نهر المضيق ونهر الروس وجسر نهر الحصين وإصلاح جسريّ لحة(4) وبناء ثمانية قناطر بين بانياس و مرقية ورفع طريق العربات وبناء 28 قنطرة بين طرطوس والحميديّة وترميم الطريق الساحلي الكبير على طول 38 كيلومتر وتصحيح وإنجاز مستوى plateforme الطريق من بانياس إلى مصياف على امتداد 22 كيلومتر بدايةً من الساحل. أضف إلى هذه القائمة الكثير من الأبنية قيد الإنجاز أو المنجَزة (سرايا طرطوس، حظائر hangars زراعيّة، ورشات ميكانيكيّة، شرطة وسجن طرطوس، فندق اللاذقيّة). من ناحيةٍ ثانية تحسّن تزويد اللاذقيّة بمياه الشرب عن طريق إنشاء سبعين من الفروع الجديدة. فيما يتعلّق ببانياس، تمّ جرّ المياه من عيونٍ مجاورة للمدينة حتّى الساحة المركزيّة حيث أُقيمَ سبيل. ختاماً أخذت الحكومة على عاتقها عدّة أعمال عامّة ما كان بمقدور البلديّات تنفيذها نظراً لمواردها المحدودة: بناء منتزه قرب نبع القدّيس آليكسيس(5) Alexis في اللاذقيّة، تنظيم حديقة عامّة وبناء شارع دوّار في جبلة، شقّ شارع في طرطوس.
تسمح العجالة أعلاه، رغم اختصارها، للأهالي بأخذ فكرة عن أنشطة الخدمات العامّة والطريقة التي استُعْمِلًت بها حصيلة الضرائب. علاوةً على ذلك يشهد رعايا دولة العلوييّن على استتباب الأمن في إقليمهم.
يبشّر استهلال العام 1925 بالتفاؤل والأيّام الرغيدة الآتية.
(1) شارك فيه الدكتور جاك جبّور في جغرافيا وطبوغرافيا سوريّا عموماً والساحل السوري خصوصاً والدكتور سليمان عبد النبي رئيس تحرير موقع التاريخ السوري المعاصر. خالص الشكر لهما على عطائهما المتجدّد الذي لا يعرف الكلل:
(2) جبلة.
(3) طرطوس. قرية في سهل عكّار.
(4) لحة قرية فيها خرائب أثريّة جنوب طرطوس قرب الحميديّة.
(5) عمود القدّيس آليكس الأثري لا يزال منتصباً في نهاية شارع بغداد من الجهة الجنوبية القريبة من الكورنيش وتواجدت في منتصف القرن الماضي إلى اليمين منه عين ماء تحمل نفس التسمية. يدعى العمود باللهجة المحليّة عمود سنكليس أو سنكلس.