أرسل هاشم الأتاسي رئيس الكتلة الوطنية نداء في العاشر من آذار عام 1928 إلى الوطنيين السوريين المختلفين في الآراء والاتجاهات والمقيمين في مصر.
نص النداء:
(تجتاز البلاد في هذه الأيام العصيبة أدق مرحلة من مراحل حياتها، وتقف موقفاً محفوفاً بالصعاب والمشكلات. لذلك كان محتماً على أبنائها المخلصين، ورجالها العاملين أن يكونوا في داخل البلاد وخارجها صفاً متراصاً واحداً لا يتسرب إليه وهن ولا يعتريه خلل.
إن الشقاق مدعاة للضعف، والإتفاق أساس القوة وسر النجاح. لذلك فوضني أخوني الوطنيين في داخل البلاد وساحلها الذين تعاهدوا على التضامن والتكاتف في سبيل المصلحة العامة بأن أذيع هذا البيان على إخواننا في مصر مناشداً ضمائرهم الحية ووطنيتهم الصادقة، أن ينبذوا هذا الشقاق والخلاف وأن يعملوا يداً واحدة على إنهاض بلادهم، وخدمتها خدمة خالصة متجنبين بث الدعايات بين أبناء هذا الوطن الذين صانوا والحمد لله أنفسهم من شوائب النزع، والخلاف فإن كل دعاية يقوم بها فريق ضد آخر لا تعود عليه وعلى وطنه إلا بالضرر والخسارة، وكل شخص ينزل البلاد لترويح فئة دون أخرى لا يقابل إلا بالنفور والإشمئزاز.
فالأمل من رجالنا المخلصين النازلين في مصر أن يكفوا عن الدعايات – ساء أكانت بالنشرات أو بواسطة الرسل- وأن يعودوا كما كانوا نافعين ما كان بينهم من تنابذ وشقاق ولنا ملء الثقة بإخلاصهم ووطنيتهم بأن يلبوا نداءنا ويكونوا عند حسن ظننا بهم.
حمص في 10 آذار 1928
هاشم الأتاسي
