وثائق سوريا
البيان الصادر عن المؤتمر المسيحي الطارئ برئاسة البطريرك هزيم عام 1980
البيان الصادر عن المؤتمر المسيحي الطارئ من أجل القدس والمنعقد من أجل القدس برئاسة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم.
دمشق 21 أيلول 1980
عقد المؤتمر في دمشق برئاسة البطريرك أغناطيوس الرابع بدعوة من مجلس كنائس الشرق الأوسط، وحضره ممثلون عن الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية في العالم ومراقبون عن الكنائس الكاثوليك.
نص البيان:
(لقد القتينا بدعوة من مجلس الكنائس للشرق الأوسط، يومي الثامن عشر والتاسع عشر من أيلول للسنة 1980 في بطريريكية الروم الأرثوذكس في دمشق والقدس شاغلنا ونحن إليها وإلى جراحها منذ نزوح أهلها عنها.
وقد بلغ الألم الذروة لما ضمت قسراً إلى دولة إسرائيل. وأعلنت عاصمة أبدية لها.
لقد أحسسنا مع جميع الأمم أن هذا الاغتصاب، إلى جانب خرقه لقرارات هيئة الأمم، إنما يقتحم إرادة المقدسين المسيحيين والمسلمين الذين طبعوا منذ قرون مديدة المدينة المقدسة بطابع ديانتهم والتراث الثقافي الذي يحملون. هؤلاء يرفضون مع كل صانعي السلام، تهويد معالم مدينتهم وإبادة هويتهم الحضارية.
إن استمرارية المؤمنين بالله في القدس تفترض حرية هؤلاء المؤمنين جميعاً في أن يعربوا عن شخصيتهم التاريخية وفي إطار سياسي يحافظون فيه على هذه الشخصية ونموها.
إن المدينة التي كانت ملتقى الديانات التوحيدية الثلاث تفقد معناها ودورها. إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لها وهو في تنكره لطابعها العربي وفي دعوته إلى إحلال اليهود وحدهم في فلسطين ليجعل حياة المواطنين الفلسطينيين فيها متعذرة أو منكفئة عن كل تعبير قومي، الأمر الذي يقطع كل صلة عضوية بين القدس وسكانها الأصليين، ويجعل معظم أماكنها المقدسة غير ذات صلة مع من أتى بهم إليها في ظل الاستيطان اليهودي.
إن إصرارنا على تسليم القدس إلى أهلها مرتبط أيضاً بكونها متصلة اتصالاً غير قابل الانفصال بالشعب الفلسطيني واستعادة فلسطين حريتها. فليس هناك للقدس مصير يسوغ عزله عن مصير الشعب الفلسطيني. كلا، ولقد أقرت الشعوب جميعاً حق الشعب الفلسطيني بالحياة، وحقه الأول بالطبع أن يعبر عن وجوده في ظل دولة ترعى استقلاله وحياته الجماعية.
ولا تجوز إثارة موضوع منعزل كموضوع القدس إلا إذا اطمأن الشعب الفلسطيني إلى حريته وازدهاره بلا قهر ولا سجن، وتطلعنا جميعاً إلى آفق حل عادل شامل لقضية الشرق الأوسط.
وفي تعاون المخلصين جميعاً من هيئات دينية وعالمية والقدس وهم كل إنسان- نؤكد بقوة، نحن المسيحيين المشرقيين- أن لا بديل عن صوتنا وهو واحد لأننا في الدينا المسيحية، وأول المعنيين في الأمر ونفتح قلوبنا ونحن الحضور الدائم في القدس والمنطقة إلى الخيرين من المسلمين والمسيحيين واليهود وسواهم للتعاون في الرجاء الواحد والعزم الواحد والبذل الواحد وندعوهم لإحلال سلام صادق في القدس وجوارها.
كما أقر الاجتماع خطوات عملية منها:
أولاً- الاتصال بالهيئات المسيحية العالمية والفاتيكان بغية اتخاذ التدابير لتثبيت الحق العربي في القدس وضمان الحريات الدينية فيها، وإحلال سلام عادل بين الشعوب والأديان المعنية بمستقبل المدينة وبقدسيتها.
ثانياً- الاتصال بالهيئات العالمية الإسلامية من جهة واليهودية المؤيدة للحق العربي من جهة أخرى، للسعي معاً على حل مشكلة القدس ضمن إطار حل عادل للقضية الفلسطينية وقضية الشرق الأوسط.
وقد أقر الاجتماع إرسال برقية إلى الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بالضغط على إسرائيل للقبول بالحل العادل للقدس والقضية الفلسطينية من أجل سلام دائم في المنطقة.
كما أقر إرسال برقية أخرى إلى الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الإسلامية المنعقد حالياً في المغرب.
وفي الجلسة الختامية شكلت لجنة متابعة برئاسة غبطة البطريرك أغناطيوس الرابع لتنفيذ توصيات الاجتماع الطارئ والقيام بالمبادرات المناسبة أمام الكنائس في المنطقة والهيئات العالمية المعنية”.
انظر:
المؤتمر المسيحي الطارئ من أجل القدس في دمشق عام 1980