من الصحافة
من صحف 1936- استقالة الرئيس محمد علي العابد
في شباط عام 1936 قدم الشيخ تاج الدين الحسني استقالة وزارته إلى رئيس الجمهورية فقبلها وعهد المفوض السامي إلى البارون فان مندوب المفوض بإدارة شؤون البلاد الإدارية.
وأشيع حينها أن الرئيس محمد علي العابد ايضاً كان قد قدم استقالته إلى المفوض السامي الذي رفضها بدوره.
صحيفة فلسطين نشرت خبراً عن استقالة الشيخ تاج الدين الحسني واستقالة محمد علي العابد في العدد الصادر في الخامس والعشرين من شباط عام 1936م.
عنوان الخبر:
رئيس جمهورية سورية يقدم استقالته، والشيخ تاج الدين يستقيل من الوزارة.
نص الخبر:
دمشق في 24 شباط- لمراسل فلسطين الخاص
قضى الأمر وقدم الشيخ تاج الدين أفندي الحسني استقالة وزارته إلى رئيس الجمهورية فقبلها وعهد المفوض السامي إلى البارون فان مندوب المفوض بإدارة شؤون البلاد الإدارية.
وقد كانت هذه الاستقالة متوقعة قبل أيام عديدة واعتبرتها الأوساط الوطنية مقدمة لإجراء أحداث جديدة.
وتجري الآن مفاوضات لتأليف وزارة محايدة واستدعى المفوض السامي إلى مكتبه بدمشق بعض الشخصيات البارزة مثل رضا باشا الركابي ونصوح البخاري وعطا بك الأيوبي وغيرها وباحثهم في تأليف وزارة حيادية، وأشيع أن المفوضية عينت متصرف حوران أمين سر مؤقت للدولة.
رئيس الجمهورية
وأشيع أيضاً أن محمد بك العابد رئيس الجمهورية قدم استقالته من منصبه للمفوض السامي قبل سفره القصير إلى بيروت وأعلن له أنه لا يريد البقاء في الرئاسة مادامت الأزمة السياسية قد بلغت حدها الحالي في سوريا، ولكن المفوض أبى عليه ذلك وطلب منه الإستمرار في العمل لأنه ساع لوضع حل للتوتر الحالي.
انتعاش الآمال
وقد انتعشت الآمال في سوريا كثيراً بعد ورود أخبار باريس عن مقررات لجنة الشؤون الخارجية وإصرارها على استدعاء الكونت دي مارتيل من منصبه وعن أقوال الصحف الأفرنسية في انتقاد السياسية المتبعة في سوريا وبات الأهلون هنا ينظرون وقوع مفاجئات سياسية هامة ويرون أن استقالة الوزارة هي اولى هذه المفاجئات.
مظاهرة جديدة
وبعد ركود الحالة أياماً طويلة قامت مظاهرة في حي باب الجابية واصطدم المتظاهرون بالجند ورجال البوليس، واعتقل فريق من الأهالي وتفرقت المظاهرة.
ولاحظنا اليوم أن القائد العام للجيش آمر بسحب بعض الفصائل العسكرية من بعض المراكز الأخرى التي انشأها في الشوارع.
ومن المنتظر أن تسحب كل القوى الموجودة في أحياء دمشق إلى ثكناتها وأن تلغى التدابير الاستثنائية بعد تأليف الوزارة المحايدة.