وثائق سوريا
تصريحات نور الدين الأتاسي حول الجبهة الشرقية عام 1969م
بعد حرب حزيران عام 1967 تقرر تشكيل جبهتين ضد إسرائيل جبهة شرقية وجبهة غربية.
الجبهة الشرقية وتضم سورية والعراق والأردن، وجبهة غربية تضم مصر وما يرفدها من قوات عسكرية من المغرب وليبيا والسودان.
وكان الاردن نقطة الضعف في الجبهة الشرقية لانعدام ثقة القيادة السورية بقيادة الأردن التي كانت تردها وتصلها معلومات مستمرة تؤكد تواصل الملك حسين مع قيادات إسرائيلة، وبالتالي كان هناك تخوف من نقل قيادة الأردن تفاصيل وخطط القيادة الشرقية إلى إسرائيل.
هذا التخوف الذي كان لدى القيادات السورية دعم فكرة أن يقود العراق قيادة الجبهة الشرقية التي كانت تضع الخطط ضد إسرائيل في الجبهتين السورية والأردنية بما أن العراق ليس لديه حدود مع فلسطين.
حشد وقدم العراق وحدات من قواته إلى منطقة الحدود مع الأردن، واتخذ له مركزاً عسكرياً ومقراً للقيادة في منطقة المفرق، وباتت القيادة العسكرية العراقية من تقرر وتناقش تفاصيل الحرب المنتظرة مع إسرائيل والتي جرى اتفاق أولي بين الجبهة الشرقية والغربية على أن يتم الإعداد والتحضير لهذه الحرب وأن تشن قبل نهاية عام 1970م.
ضمن هذه الأجواء اندلعت ما تسمى الأزمة الأولى بين قيادة الحزب وبين اللواء حافظ الأسد وزير الدفاع الذي تغير موقفه في التعاطي مع القيادة الأردنية، ولاسيما وأن موقف حافظ الأسد في البداية كان مع فكرة عدم منح قيادة الأردن الثقة، ولكن تغير موقفه لاحقاً(1).
عقدت قيادة الحزب مؤتمراً قطريا استثنائياً في شهر نيسان، أي بعد وفاة عبد انتحار عبد الكريم الجندي، لبحث عدة قضايا منها محاولة إيحاد حل للأزمة الأولى بين قيادة الحزب واللواء حافظ الأسد.
استمر الخلاف وتصاعد وعقدت قيادة الحزب اجتماعاً موسعاً في آب عام 1969 لمنافشة الخلاف، وبعد الاجتماع أو المؤتمر أجرى الدكتور نور الدين الأتاسي مؤتمراً صحفياً تناول فيه إحدى القضايا الخلافية والجبهة الشرقية وموضوع المقاومة في لبنان لأن سورية اتهمت بإرسال قوات لدعم المقاومة الفلسطينية في لبنان.
ملخص التصريح:
أعلن الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة في سورية في مؤتمر صحفي عقده في دمشق في الثامن والعشرين من آب عام 1969 “أن كل ما تردد عن اعتقالات في صفوف ما يسمى جبهة التحرير العربية هو كذب”، وعن الحظر المفروض على ج. ش. ت.ف قال أنه “ليس هناك أي حظر على أحد”.
وقال أنه “ليس هناك أي حظر على أحد”.
وأضاف :”لكننا نعتمد ق.ك.م.ف ونعتبر تدعيم هذه البداية الطريق إلى توحيد المقاومة العربية الفلسطينية، وكل دعم غير هذه البداية هو تشتيت لهذه المقاومة وليس دعماً لها”.
وعن الجبهة الشرقية أعلن الأتاسي أن سورية كانت “من أول الداعين إليها وأول المنضمين إليها”، وأنها وضعت كل طاقاتها العسكرية تحت قيادتها دون أي تحفظ أو تردد، ثم أشار إلى أنه ليس لسورية “أي اعتراض على أي إنسان يريد أن يشارك جدياً في الجبهة الشرقية”.
وعن موضوع الحل السلمي أكد الأتاسي أنه “بواسطة الكفاح المسلح نستطيع أن نفرض احترامنا على الآخرين، ونستطيع بالتالي أن نتكلم من مواقع القوة”.
وأما عن الرسالة التي أعلنها مؤخراً شارل حلو، الرئيس اللبناني، حول موقف لبنان من العمل الفدائي، فقد قال الأتاسي: ليست لسورية أية علاقة إطلاقاً بما يجري في لبنان، وهي تحرص كل الحرص على عدم زج نفسها إطلاقاً بما يجري في لبنان، كما أن سورية لن تتدخل في شؤون المقاومة العربية مع أن عليها أن تمد حركة الفدائيين العرب بالدعم والتأييد بمختلف الأشكال والصور، وأخيراً أكد الأتاسي أن على الآخرين أن لا يتدخلوا في شؤون المقاومة العربية(2).
(1) مروان حبش، التاريخ السوري المعاصر، 28 آب عام 2023م.
(2) اليوميات الفلسطينية، المجلد العاشر من 1 / 7/ 1969 إلى 31 / 12 / 1969، مركز الأبحاث- منظمة التحرير الفلسطينية- حزيران عام 1970م،صـ 82